تمكن الباحث ناظر نجم عبد الله التدريسي في كلية العلوم في جامعة بابل من إيجاد علاج لمرض السرطان والايدز والتهاب الكبد الفيروسي بتحضير مركبات عضوية من مشتقات بعض الأدوية أجريت في مختبرات عالمية وبإشراف علماء . وفي لقاء مع الباحث ناظر نجم عبد الله سألناه عن مراحل اكتشاف علاج هذه الأمراض ..فقال: اعتمدت فكرة البحث الذي هو مشروع أطروحة الدكتوراه على إجراء تحويرات في الصيغة البنائية لهذا الدواء المعروف والمتوفر تجاريا والرخيص الثمن وهو دواء (الاندوميثاسين ) الذي يستخدم في علاج التهاب الفقرات والروماتيزم لتكوين مركبات جديدة عضوية لها تستخدم في علاج الايدز بأنواعه حيث تمكنت من تحضير العديد من المركبات العضوية من مشتقات هذا الدواء وتم تشخيص المركبات المحضرة بأحدث الطرق الطيفية المعتمدة عالميا في مختبرات متطورة في ألمانيا حيث جرى عملية التحليل والتشخيص من قبلنا .وأضاف الباحث إن هذه المركبات المحضرة الجديدة أرسلت إلى جامعة كاثوليك في مدينة ليفين في بلجيكا في مختبرات متطورة خاصة بالفيروسات والمناعة .وأثبتت الدراسة إن اثنين من هذه المركبات كانت لها فعالية عالية جدا في معالجة الايدز . حيث اعتمدت الدراسة في هذا المعهد المتخصص بالفيروسات ونشرت في مجلة علمية متخصصة رصينة في ألمانيا .


وعن علاج مرض التهاب الكبد الفيروسي .. أكد الباحث إن الدراسة التي أجراها تضمنت تخليق مركبات مشتقة من مشتقات مركب البرمدين وتمكن الباحث من تكوين مركبات جديدة وعديدة واختبرت في جامعة كاثوليك البلجيكية في المعهد المتخصص لأبحاث الفيروسات والمناعة . وأكد الباحث إن الفحوصات أثبتت وجود مركبات عديدة لها القابلية العالية على معالجة فيروسات التهاب الكبد الفيروسي نوع (c) المميت والذي يصاب به ما يقارب (200) مليون مصاب في هذا الفيروس في العالم بناءا على إحصائيات منظمة الصحة العالمية .ويتابع الباحث : إن الدراسة تضمنت تحضير مشتقات دوائية ذات أهمية كبيرة جدا على المستوى العالمي في علاج السرطان بطريقة حديثة تعتمد على إيقاف عمل الإنزيمات المسببة لانقسام الخلايا السرطانية مما يؤدي إلى موت الخلية السرطانية الطبيعي دون تأثير على الخلايا الحية الأخرى وتدعى هذه المركبات (مركبات مضادة لعمل إنزيم الكانزين EG5) .واستطاع الباحث من الحصول على احد المركبات له فعالية عالية مساوية ومكافئة للدواء المعروف عالميا والمستخدم في الدول المتقدمة والمسمى MONESTROL .
وقد أجريت فحوصات انقسام الخلايا المتقدمة في جامعة كونزتاتز قسم البيولوجي في ألمانيا من قبل مجموعة البحث الخاصة بالبروفسور ماير الذي اكتشف دواء المونسترول حيث زود الباحث بوثيقة تؤكد عمل هذا المركب المحضر من قبل الباحث بنفس كفاءة دواءه المكتشف .
- أين دور المختبرات العراقية في ذلك ؟
إن الدور الرئيسي في هذا العمل للمختبرات العراقية في جامعة بابل في مختبر الكيمياء العضوية المتقدم في كلية العلوم بتحضير وتشخيص هذه المركبات ولعدم وجود مختبرات معتمدة عالميا في مجال المناعة والفيروسات في العراق لذلك اكملت الدراسة في بلجيكا وألمانيا لوجود المختبرات المعتمدة عالميا.
- هل هناك شخصية علمية عالمية وقفت إلى جانبك في بحثك هذا ؟
- قدم العالم العراقي البروفيسور نجم المسعودي أستاذ الكيمياء العضوية في جامعة البصرة والدكتور ماير في ألمانيا المساعدة الكبيرة في انجاز مراحل البحث فكان لهم الدور الكبير في ذلك .
- هل إن الدراسة فتحت أبواب للاتصال بالمراكز البحثية من اجل تسويق بحثكم ؟
أقول إن دور العالم العراقي نجم المسعودي كبير في تسهيل عملية الاتصال بالمراكز البحثية العالمية المتطورة حيث تم الارتباط مع البروفسور ماير لغرض عمل تحوير جديد للمركبات المحضرة من اجل تطويرها لزيادة كفاءتها العلاجية بإشراف البروفسور المسعودي وكذلك تم الاتصال بالمعهد الطبي لمعالجة الفيروسات والمناعة في بلجيكا من اجل إيجاد مركبات جديدة لعلاجات الايدز والفيروسات الأخرى .
- برأيك ما هي احتياجاتك البحثية لإجراء التحويرات داخل العراق؟
أكد الباحث إن اغلب تكاليف البحث من شراء مواد وإجراء فحوصات كانت في خارج العراق ادفعها من جيبي الخاص وقسم منها كانت بمساعدة الدكتور المسعودي فكانت فحوصات السرطان وحدها والتي هي أربعة فحوصات كلف الفحص الواحد منها ثلاثة آلاف يورو .
وطالب الباحث بتوفير المواد الكيميائية البادئة للتفاعل والتي يحتاجها لعملية البحث وتوفير تكاليف الفحوصات التي تجرى خارج العراق من تشخيص المركبات وتطبيقاتها .
متابعة / عماد الزاملي