كلية التربية الأساسية في جامعة بابل

تعقد ندوة علمية حول الإرشاد في القران الكريم



عقد قسم التربية الخاصة في كلية التربية الأساسية بجامعة بابل ندوة علمية حول ( الإرشاد في القران الكريم ) بحضور عدد من أساتذة وطلبة الكلية .أدارت الندوة التدريسية حوراء عباس كرماش التدريسية في قسم التربية الخاصة حيث أشارت في كلمة الافتتاح أن الإرشاد هو عملية تربوية نفسية يشترك فيها المدرس والطالب والمرشد التربوي وتقوم العملية الإرشادية على ثلاثة أركان رئيسية هي المرشد والمسترشد والوسيلة الإرشادية بعدها قدم المدرس المساعد سيف طارق حسين العيساوي بحثا مفصلا عن ( الإرشاد في القران الكريم ) تضمن ستة محاور بين في المحور الأول الآيات الاسترشادية في القران الكريم والتي حملت المعنى الإرشادي منها كلمة (رشد) التي وردت في القران الكريم (11) مرة أما كلمة (رشيد) فقد وردت في القران الكريم ( 3) مرات فيما جاءت كلمة (راشد) مرة واحدة كما وردت كلمة (يرشدون) مرة واحدة في حين أنّ كلمة (مرشد) وردت في القران الكريم مرة واحدة .مبينا أن المرشد الأول للإنسان هو الله سبحانه وتعالى إذا ما توفرت لديه النية الخالصة والإيمان الحقيقي فقد هيّأ الله سبحانه لنا مرشدين وناصحين على مدى الأزمنة وهم الأنبياء والرسل (عليهم السلام) وقد تجلّى الإرشاد الديني والتربوي بأسمى،معانيه ومبادئه في الرسالة الإسلامية المحمدية الأصيلة، فقد بعث الله تعالى نبينا محمداً (صلى الله عليه وآله وسلّم) رحمة للعالمين جميعاً قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}الأنبياء107.







وتطرق الباحث في محور بحثه الثاني عن أهمية الإرشاد التربوي الديني وتحدث في المحور الثالث عن أسس الإرشاد التربوي في القرآن الكريم ومبادئه التي بيّنها القرآن الكريم منها أنّ الناس جميعهم مكلفون بالإرشاد والإصلاح وليس أحد بمعزل عن المسؤولية وأنّ العقل هو أساس لا مناص من الاعتماد عليه والاحتكام إليه في التعامل مع المواقف والأحداث وأن لا يكون المرشد والمصلح متسلطاً ومتزمتاً وغليظاً فضلا عن التأكيد على أهمية النصيحة فهي عماد الدين وقوامه.

وتحدث الباحث في المحور الرابع للمحاضرة عن طرائق الإرشاد التربوي للإنسان في القرآن الكريم منها الطريقة الاقتدائية: وهي الطريقة التي بيّن الله تعالى من خلالها صوراً حسنة وأخرى سيئة، ليستفيد منها المرشد في مجال عمله الإرشادي، فيوجّه المسترشد للاقتداء بالقدوة الحسنة، ويتعظ من عاقبة الأنموذج السيء. والطريقة الاستدلالية: وهي إحدى طرائق الإرشاد الواردة في القرآن الكريم، إذ يذكر الله عزّ وجلّ ظاهرة معينة فيها جانب إيجابي وآخر سلبي ويبيّن آثارهما، ثمّ يترك المتلقي يستدل بنفسه على الأصلح. والطريقة الوعظية: وهي الإرشادية التي يعرض فيها القرآن الكريم صوراً رهيبة ومرعبة من المصير الذي ربما يواجهه الإنسان إذا لم يحسن التصرف في حياته الدنيا .







فيما استعرض الباحث في المحور الخامس صفات المرشد في القرآن الكريم والتي بينها من خلال استقراءه ايات القرآن الكريم منها ان يتصف المرشد بالصدق والإِخلاص وان يكون قدوة: فالشباب الذي يرى المرشد يؤجل ويهمل لا يمكن أن يتعلم منه النظام والجدية والشاب الذي يرى المرشد مضطرب النفس سيء الخلق، لا يمكن أن يسترشد به في صحة النفس وحسن الخلق وينبغي أن يكون المرشد عالماً بأصول الإِرشاد والتوجيه سواء ما كان من المصادر الشرعية، أو من المراجع المتخصصة الحديثة وان تتوفر القدرات والوسائل وهذا جانب مكمل للعلم، فإن العلم وحده لا يكفي لإِحداث التغيير بل لابد من القدرات ووسائل التغيير، سواء كانت هذه القدرات قدرات شخصية ونفسية أو قدرات مادية وإدارية.



واستعرض الباحث في محور بحثه الأخير مستويات الإرشاد ومجالاته في القرآن الكريم والتي بيّن القرآن الكريم أنّ هناك ثلاثة مجالات يتحرك خلالها الإنسان في عمله الإرشادي منها إرشاد الإنسان لنفسه ومعنى ذلك العناية بها وإعدادها إعداداً صحيحاً , وإرشاد الإنسان لأسرته حيث تعد الأسرة مؤثراً مهماً وعنصراً فعّالاً في سلوك الشاب وفكره وتكوين شخصيته، إذ إنّها تمثل الحاضنة الأولى التي يتفاعل معها الفرد منذ البداية الأولى لحياته وأخيرا إرشاد الإنسان لمجتمعه.

ومن جانبه أكد رئيس قسم التربية الخاصة في كلية التربية الأساسية الدكتور حيدر حاتم فالح العجرش أن هذه الندوة هي جزء من برنامج أعده القسم والمتضمن عقد ( 11) ندوة علمية خلال الفصل الدراسي الأول تهتم بمشاكل المجتمع ومحاولة معالجتها . من خلال إشراك الأساتذة والباحثين لتقديم الدراسات والبحوث التي من شانها وضع الحلول المناسبة بما يتلاءم مع التطورات العلمية الحديثة .



بقلم / مرتضى على