عقد قسم علم الارض التطبيقي في كلية العلوم بجامعة بابل ندوة علمية جيولوجية حول مشاريع الكورس الحقلي الذي نفذه طلبة القسم شمال العراق في طية بيخير المحدبة الكبيرة شمال مدينة دهوك مباشرة وكذلك كورس ثاني في حقول نفط ميسان للاطلاع على اعمال الحفر واللوكات واستخراج النماذج والتحاليل واحواض النفط والتصفية والتعرف على انواع النفوط الثقيلة والخفيفة وكيفية الحفر واستخدام مانع الانفجار والضغط وذلك بحضور عميد الكلية الاستاذ الدكتور حيدر كامل زيدان ورئيس القسم الدكتور عادل عبد الكريم واساتذة وطلبة القسم في قاعة المؤتمرات بعمادة الكلية.وقال عميد الكلية ان مشاريع العمل الحقلي تاتي ضمن النشاطات الموسمية في الكلية تتضمن زيارات ميدانية الى مناطق في شمال وجنوب العراق لتعريف طلبة قسم علم الارض التطبيقي ضمن المنهاج المقرر لطلبة القسم حيث تضمنت الندوة التعريف بالعمل الحقلي ومايتطلبه وعرض مخططات وافلام تلفزيونية توثيقية وصور فوتوغرافية وبيانات جيولوجية اعدها الطلبة خلال تنفيذ البرنامج ابتدأ من الشروع بالعمل الحقلي وانتهاءا بالنتائج المستحصلة منه وذلك باشراف اساتذة القسم المختصين كونها ضمن المشاريع التدريسية لطلبة الدراسة الاولية والدبلوم العالي والماجستير.
اما رئيس قسم علم الارض التطبيقي الدكتور عادل عبد الكريم عباس فقد قال ان الندوة انعقدت تحت عنوان العمل الحقلي واهميته تم فيها اعطاء فكرة عن طبيعة العمل الحقلي الذي يعد جزء اساس من متطلبات منح شهادة البكالوريوس لطلبة القسم خصوصا من الانتقال من المرحلة الثالثة الى الرابعة وهو ضمن المواد الدراسية للمرحلة الرابعة ويمتد العمل الحقلي الى ( 25 ) يوما يتطلب فيه عمل حقلي وجزء نظري بالاضافة الى انه يصب في النهاية الى شبه مشروع تخرج طلابي .واضاف :هناك ايضا اعمال حقلية يقوم بها القسم وهي جزء من متطلبات الدراسة تشمل زيارة مواقع حقلية اثناء المراحل الدراسية الاولى والثانية للاطلاع على المظاهر الجيولوجية التي تعد الاساس لتعلم الطلبة للمواضيع التي تم دراستها نظريا كما ان برنامج للطلبة المرحلة الثالثة والرابعة لزيارة حقول النفط لاسيما وان القسم شرع باستحداث دراسة الدبلوم العالي في تخصص الاستكشافات النفطية مما يتطلب ذلك اطلاع الطلبة على التقنيات الحديثة الموجودة في استكشافات النفط كذلك ان هناك جولات استطلاعية اخرى للمرحلة الاولى والثانية لاماكن قريبة من محافظة بابل.
من جانبه اشار المحاضر الدكتور محمد صطام عباس التميمي التدريسي في القسم اختصاص (جيولوجيا نفط) الذي رافق الطلبة الى تلك الحقول مع رئيس القسم الى إن علم الأرض كبقية العلوم الأخرى لا بد له من جانب عملي في إجراء بحث معين أو تنفيذ مشروع معين يحتاج الى جزء عملي أساسي في انجاز هذا البحث أو هذا المشروع بل انه أساسي وضروري جدآ في فهم وإدراك الطلبة للكثير من المفاهيم والمعلومات الجيولوجية ، فلا يمكن انجاز اي مشروع دون تنفيذ الجانب العملي منه والذي يشتمل أساسآ على اختيار منطقة البحث ومن ثم عملية النمذجة أو مرحلة النمذجة وهي المرحلة الأهم والأشق في الجانب العملي وفي البحث عموما، وخصوصآ في مجال الدراسات النفطية لاسيما وان القسم استحدا دراسة الدبلوم العالي في هذا المجال وإن الدراسات الحقلية لها اهمية كبيرة في التعرف على الطبيعة البنائية لكل منطقه فضلا عن التعرف على القوى التي ساهمت في بنائها ، و التي تتطرق الى معرفة التغاير في شدة الطي للطبقات المتتالية عبر العصور الجيولوجية المتعاقبة والتي تمثل اهمية كبيرة في البحث والتنقيب عن الهيدروكاربونات في المناطق ذات العمود الطباقي الكبير والتي تظهر تأثرا واضحا في الحركات الأرضية عبر التاريخ الجيولوجي الكبير وقد اختيرت طية بيخير المحدبة والتي تمثل منطقة العمل الحقلي لدراسة الصخور الرسوبية وظواهرها وطباقية المنطقة ومعرفة التراكيب الرسوبية ضمن التكوينات المختلفة والعائدة لعصور جيولوجية مختلفة كون هذه المنطقة موقع انكشاف جيد للصخور الرسوبية وموقع اهتمام من قبل العديد من الشركات الاجنبية للبحث والتنقيب عن الهيدروكاربونات فيها.
وعن طبيعة مراحل انجاز البحث فقد بين المحاضر انه في مجال اختصاصنا هناك ثلاثة مراحل أساسية لإنجاز بحث أو تنفيذ مشروع ، يمكن تلخيصها المرحلة الأولى: وهي المرحلة النظرية والتي تشتمل على اقتراح موضوع البحث وتهيئة خطة البحث بما تحتوي من أهداف للبحث وتحديد منطقة الدراسة وطريقة العمل التي سيتم إتباعها لإنجازه والدراسات السابقة والمرحلة الثانية: وهي المرحلة العملية والتي تشتمل على مرحلة النمذجة وتحليل ودراسة النماذج كل حسب اختصاصه وطريقة التحليل التي يحتاجها والمرحلة الأخيرة: وهي مرحلة كتابة البحث والتي تشتمل على عرض مراحل البحث وطرق التحليل التي اعتمدت في انجازه ومن ثم عرض النتائج التي توصل إليها الباحث والمناقشة وصولآ الى التوصيات التي قد يوصي بها الباحث أو الطالب.واضاف: إن الأعمال الحقلية التي يقوم بها القسم كثيرة ومتنوعة ، وتتراوح فتراتها الزمنية ما بين يوم واحد الى أكثر من عشرين يومآ ولمختلف المراحل سواء الدراسات العليا أو الأولية ، وان أهم الأعمال الحقلية هي الكورس المنهجي الصيفي : الذي يتم إقامته لطلبة المرحلة الثالثة بعد نهاية كل سنة دراسية في العطلة الصيفية في محافظة دهوك في شمال العراق ويستمر لمدة 23 يومآ والعمل الحقلي في شركة نفط ميسان : الذي يستمر لمدة أسبوع لطلبة المرحلة الرابعة والدراسات العليا للاطلاع والتعرف حقليآ على طرق حفر الآبار النفطية وكيفية الحصول على النماذج من الآبار النفطية والبرامجيات الحديثة المستخدمة في معالجة البيانات المأخوذة من الآبار النفطية وان مرحلة التنسيق والتهيئة للعمل الحقلي بدأت اولا بالتنسيق مع جامعة دهوك وبأيام قبل موعد العمل الحقلي الفعلي من قبل أساتذة القسم والتهيئة العلمية والفنية لكي يتم العمل الحقلي بالشكل المطلوب وتم العمل بالكورس الحقلي شمال العراق في طية بيخير المحدبة الكبيرة شمال مدينة دهوك مباشرة وتركيب بيخير عبارة عن طية كبيرة يمتد باتجاه شرق ــ غرب عموماً لمسافة أكثر من (71) كم، وأقصى عرض (8) كم تقريباً عند كلي دهوك. بي دائرتي عرض (?13 ?51 °37) و (?10 ?54 °37) شمالاً، وخطي طول (?00 ?00 °43) و (?00 ?08 °43) شرقاً اما مراحل العمل الحقلي فقد تضمنت مراحل عدة تمثلت اولا بجولة استطلاعية للتعرف بصورة عامة عن طبيعة منطقة الدراسة وأخذ فكرة عن طبيعة التتابعات الطباقية والرسوبية والمتحجرات والبيئة الترسيبية القديمة التي كانت قد ترسبت خلالها التكوينات الجيولوجية في منطقة الدراسة في حين شملت مرحلة العمل الحقلي الفعلي عمل كل مجموعة على حدة بأشراف الأساتذة المشرفين لعمل مسارات أو مقاطع وبواقع خمسة مسارات traverse كمعدل للمجموعة الواحدة توزعت على منطقة الدراسة وكان معدل مسافة المسار أو المقطع الواحد بحدود خمسة كيلومتر وعلى ارتفاعات تصل الى ما يقارب( 1275 )مترآ عن مستوى سطح البحر لتحديد وتمييز ما قد تم تحديده مسبقآ كأهداف للعمل الحقلي وتسجيل الملاحظات الحقلية التي يجب التعرف عليها . اما طريقة العمل فتضمنت التعرف على نوعية الصخور في الحقل ودراسة خصائصها المختلفة مثل اللون وحجم الحبيبات والتطبق والمتحجرات التي تحتويها .
واضاف : تم ايضا تحديد طبيعة ومواقع الحدود الفاصلة بين التكاوين الجيولوجية التي تنكشف في منطقة الدراسة وإسقاط هذه الحدود على خارطة طوبوغرافية والتعرف على نوع الرواسب التي تتكون منها التكاوين الجيولوجية المنكشفة من الأقدم إلى الأحدث وسمك هذه التكاوين والتعرف على الظواهر الرسوبية التي تظهر ضمن التكاوين وإمكانية التعرف على تواجد المتحجرات ومعرفة نوعها واستنتاج طبيعة بيئة الترسيب للتكوين الذي تواجدت فيه هذه المتحجرات وإجراء عدد من القياسات التي تتضمن معرفة الميل والمضرب للطبقات المدروسة , كذلك معرفه الإحداثيات والارتفاعات للمنطقة من خلال جهازGPS والتعرف على أهم الظواهر الجيومورفولوجية في منطقة الدراسة وأشكال الوديان وتوزيعها وكثافتها واتجاه جريان المياه في المنطقة والتعرف على أهم الظواهر التركيبية في منطقة الدراسة من صدوع وطيات وكسور وغيرها وتحديد أنواعها وتصنيفها واستنتاج طبيعة القوى التي أثرت على المنطقة واتجاهاتها ورسم خارطة جيولوجية مع رسم المقاطع الجيولوجية والأعمدة الطباقية للمكاشف الصخرية المدروسة في منطقة الدراسة والتي هي خلاصة العمل الحقلي ووضعها في تقرير شامل الحقول النفطية والتراكيب الجيولوجية في العراق.
وتابع قائلا: اما فيما يخص الكورس الحقلي الثاني الذي تم تنفيذه جنوب العراق في حقول نفط ميسان فان عموم العراق يوجد فيه 530 تركيبا جيولوجيا تشتمل على احتياطات نفطية كبيرة، وهناك 115 موضعا تم حفرها حتى الآن، تقدر احتياطاتها بنحو 311 بليون برميل من النفط، بالإضافة إلى 415 موضعا غير مكتشفا تزيد احتياطاتها عن 215 بليون برميل. ورغم قدرة النفط العراقي على أن يتخطى إنتاجه اليومي 4.5 ملايين برميل، إلا أن الإنتاج الحالي هو بين 2 و 2.5 مليون برميليمثل العراق المرتبة الثانية بعد السعودية من حيث الاحتياطي النفطي في الشرق الأوسط بينما يمثل المرتبة العاشرة عالميآ من حيث احتياطي الغاز وان الحقول النفطية الموجودة في محافظة ميسان هي : حقول البزركان والفكة والحلفاية والعمارة وحقل نور وأبو غرب وديمة الذي يقدر احتياطيه بحدود مليار برميل والآن يتم الحفر في تركيب جديد هو الحويزةوخرجت الندوة بمجموعة من التوصيات اهمها استحداث وحدة الدراسات والبحوث النفطية لتكون متخصصة بهذا المجال ، إذ أن هذا المجال يعاني مشاكل كبيرة بسبب الإجراءات الروتينية التي تعرقل وتؤخر إمكانية الحصول على المعلومات من الجهات التي تمتلك هذه المعلومات ونظرآ لصعوبة الحصول على المعلومات التي تتعلق بدراسة الدبلوم العالي في الاستكشاف النفطي ، نوصي بتمديد دراسة الدبلوم العالي من سنة الى سنة ونصف على الأقل لينجز البحث بشكل علمي لائق والاهتمام الجدي بالعمل الحقلي باعتباره ركيزة أساسية في انجاز اي بحث وإضافة سفرات حقلية أخرى للمراحل غير المنتهية العمل الحقلي وأهميته في علم الجيولوجيا والاهتمام الجدي بالعمل الحقلي باعتباره ركيزة أساسية في انجاز اي بحث وإضافة سفرات حقلية أخرى للمراحل غير المنتهية من الجامعة.
بقلم/عادل الفتلاوي