عقد قسم الهندسة البيئية في كلية الهندسة بجامعة بابل ندوة نقاشية حول (مياه الفضلات البلدية وطرق المعالجة واعادة الاستخدام) حيث اقيمت الندوة برعاية رئيس الجامعة الدكتور عادل البغدادي واشراف عميد كلية الهندسة الدكتور عادل الموسوي وحضرها مساعد رئيس الجامعة للشؤون الادارية الدكتور مشتاق الشباني وممثلي دوائر الدولة البيئية والصحية والبلدية والاكاديميين والباحثين وحشد غفير من طلبة الجامعة كما اقيم على هامش الحلقة معرضا خاصا بالمشاريع التطبيقية البحثية لطلبة القسم والاساتذة من منظومات المعالجات والبوسترات البيئية.وقال رئيس القسم الدكتور علاء حسين وادي الفتلاوي ان الندوة ستكون فرصة سانحة لاكتساب الخبرات ومناقشة وتبادل الآراء والأفكار حول المواضيع المطروحة والخروج بأفكار ورؤى واضحة حيث باتت الحياة اليومية بمجموعها متفاعلة مع العناصر البيئية المحيطة بكافة مفردات المعيشة مما يضفي على العلوم البيئية والعاملين على استدامتها الصفة التنموية، ويمنحهم وسام خدمة المجتمع في البناء التنموي وتحقيق الاهداف الانمائية للألفية الثالثة لذا تقع علينا جميعا مسؤولية مضاعفة تستوجب السعي الحثيث والمتواصل للبحث عن افاق جديدة في التواصل العلمي والمعرفي واستنباط السبل المبتكرة لإيجاد افضل وسائل التأقلم للظواهر البيئية، والتحسب لمستجداتها،وايجاد المعالجات المجدية للتلوث، وتعزيزها بالتقنيات وحصر المخلفات، والاستفادة منها بإعادة الاستخدام او التدوير، مما يقلل من استهلاك الموارد وتحقيق الانتاج المستدام.

واضاف: ان هذا التجمع العلمي يجسد المسار البحثي الرصين لقسم الهندسة البيئية فبالأمس القريب كانت الندوة العلمية الموسومة " دراسة ظاھرة العواصف التراب?ة فيا لعراق ... ا?سباب والمعالجات " والتي تمخضت عنها مجموعة من التوصيات،وكانت نواة لولادة مؤتمر دولي سيعقد للفترة من( 21- 22 )من شهر ايار القادم في ربوع جامعتنا بالتعاون مع جامعتي ( رازي وكرمنشاه الطبية ) الايرانية وبمشاركة وزارة البيئة العراقية وما كان بالإمكان تحقيق هذه الانجازات العلمية المرموقة لجامعة بابل، بغير التفاني،والدعم المتواصل من قبل رئاسة الجامعة، وعمادة كلية الهندسة والكليات الاخرى وأخيراً، ولكي تستمر الدولة في تحقيق النمو والازدهار، فهي تحتاج إلى نبوغ وتميز كل الحاضرين، ومشاركتهم وتعاونهم، لذلك فإنني أدعوكم جميعاً للمشاركة في جعل جامعتنا مثالاً يحتذي به...ودعوناً جميعاً نشارك في العمل البناء.اما رئيس اللجنة العلمية للندوة الدكتور محمد عبد مسلم الطفيلي فقد اشار الى محاور الحلقة المتمثلة بوصف عام لوحدات وطريقة عمل وانواع محطات المعالجة التقليدية ومسح لمحطات المعالجة لبعض مناطق الفرات الاوسط وهيدروليكية عمل تلك المحطات واعادة تدوير المخلفات والطرق الحديثة المعتمدة حاليا في المعالجة.مضيفا ان الندوة هدفت للتوصل الى مستويات مقبولة للتخلص من مختلف انواع مياه الصرف الصحي في شبكات الصرف الصحي العامة اضافة الى تحقيق مستويات آمنة لاعادة استخدامها في مجالات الري الزراعي وري الحدائق العامة والاماكن الترويحية وتغذية المياه الجوفية مستقبلا وفي التبريد والاغراض الصناعية واية استخدامات اخرى وذلك لتامين درجة كافية من حماية الصحة من الاثار الضارة الناجمة عن التلوث وانتقال الامراض من خلال التحكم في نوعية مياه الصرف الصحي المعالجة وتنظيم مراقبة محطات معالجة تلك المياه اضافة الى ضمان الاستفادة القصوى منها باعتبارها احد المصادر غير التقليدية للمياه وبما يتفق مع المعايير القياسية.اما عضو اللجنة التحضيرية للندوة الدكتور جبار حمود البيضاني فقد اشار الى ان مياه الفضلات البلدية هي مياه تاثرت نوعيتها سلبا نتيجة التاثير البشري عليها وهي تشمل المخلفات السائلة المصرفة من المجمعات السكنية والتجارية والصناعية والزراعية وقد تحتوي ايضا على مجموعة واسعة من الملوثات المحتملة وبتراكيز مختلفة كما تشير بالمصطلح العام الى المخلفات السائلة الصادرة عن البشرية والحاوية على مجموعة واسعة من الملوثات الناتجة عن اختلاط الفضلات السائلة من مصادر شتى.

واضاف: ان المقصود بمعالجة مياه الفضلات البلدية هو عملية تنقية مياه الصرف من الشوائب والملوثات والمواد العالقة والعضوية لتصبح صالحة لاعادة الاستخدام (غير الادمي) او لتكون صالحة للتخلص منها في المجاري المائية دون ان تحدث تلوثا لها وتشمل عملية معالجة الصرف عدة مراحل فيزيائية وكيمياوية وبيولوجية اما عند طرحها الى الانهار والبحار دون معالجة فانها تتسبب بانتشار الميكروبات المسببة للامراض التي تنتقل للكائنات الحية ومنها الانسان عن طريق الاستحمام او الشرب.واستعرضت الباحثة أ.م. اسراء سعدي عبد الامير في محاضرتها طرق المعالجة التقليدية والمتقدمة والثالثية لمياه الصرف الصحي تناولت فيها اهمية معالجة تلك المياه وتاثير ذلك على الصحة العامة والبيئة المحيطة حيث تطرقت الى طرق المعالجة الابتدائية والتي تشمل المصافي وحجر ازالة الرمال واحواض ازالة المواد العائمة(الطافية) كذلك تطرقت الى طرق المعالجة الاولية التي تشمل احواض الترسيب بانواعها المختلفة ومن ثم المعالجة البايولوجية والمتقدمة حيث تشمل المعالجات البايولوجية الطرق المختلفة مثل مرشحات التنقيط والحمـأة المنشطة والقرص الدوار واحواض التهوية وبحيرات الاكسدة وغيرها وتم التطرق الى المعالجات الثالثية المهمة لمياه الصرف الصحي وجعلها امينة لارواء المزارع او الحقن الى المياه الجوفية واعادتها الى المورد المائي .في حين استعرضت الباحثة م. رشا صلاح القزويني في محاضرتها بعض طرق المعالجة المتبعة في عدد من مناطق الفرات الاوسط ووصف عام لمحطات المعالجة المعتمدة في الحلة وكربلاء والنجف حيث تعتمد محطة المعالجة في مدينة النجف على نوع المرشحات بالتنقيط بينما تعتمد محطة الحلة طريقة التهوية المطولة اما محطة معالجة مدينة كربلاء فانها تعتمد طريقة بحيرات الاكسدة.اما الباحث م.م. حسين حامد عمران فقد تناول في محاضرته تقنيات اعادة الاستخدام لمياه الصرف الصحي وبيان الطرق المتقدمة والحديثة لاعادة استخدام مياه الصرف الصحي بعد معالجتها بطرق ثالثية متقدمة لاغراض مختلفة منها الارواء والسقي وتغذية المياه الجوفية وزراعة انواع محددة من النباتات كما تم التطرق الى انظمة الانشاء الحديثة لمحطات المعالجة ومنها المحطات تحت الارض حيث يتم حاليا في الدول انشاء ثلاثة ارباع المحطات تحت الارض وجزء صغير ظاهري منها يتم الاهتمام به وتنفيذه بالوان وطريقة عمل تعكس ثقافة المدينة وتصبح معلم من معالمها حيث اصبحت محطات المعالجة نقاط جذب للسكان بعد ان كانت نقاط طاردة.وقد خرجت الندوة النقاشية بعدد من التوصيات منها ايلاء موضوع التوعية البيئية اهمية اكثر في مؤوسسات دوائر الدولة واهمية اعداد الكوادر القيادية والتشغيلية وتدريبها واتباع الطرق الحديثة في جمع ونقل وضخ ومعالجة وطرح مياه الصرف الصحي.
بقلم /عادل الفتلاوي