باحثون بجامعتي بابل والكوفة يثبتون سبق نظرية الفعل(الإنشاء) الكلامي العربية لدى مدرسة النجف الفقهية عن نظيرتها الغربية

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 1145

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 19/03/2014

اخر تصفح: 2024/04/24



اثبت فريق بحثي مشترك من جامعتي بابل والكوفة سبق نظريات الفعل(الإنشاء) الكلامي العربية تسبق مثيلاتها الغربية بقرون وذلك بعد انجاز بحث مشترك حول نظريتي الفعل الكلامي في العربية والانكليزية والذي تم نشره مؤخرا في إحدى المجلات الأجنبية المتخصصة في البحوث اللسانية الحديثة وهي مجلة OJML Open) Journal of Modern Linguistics) في عددها الصادر في شهر آذار الحالي ضمن رابط موقع النشر:http://www.scirp.org/journal/ojml .وأكد أعضاء الفريق المؤلف من قسم اللغة الانكليزية في كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة بابل الاستاذ الدكتور فريد حميد الهنداوي و الاستاذ الدكتور حميد حسون بجية المسعودي ومن جامعة الكوفة الباحثة رامية فؤاد مرزة أن نظريات الانشاء والخبر التي بحث فيها علماء البلاغة العربية ( الجرجاني والسكاكي) وطورت مفاهيمها مدرسة النجف الفقهية التي كانت ولا زالت ولأكثر من ألف عام منارا للمعرفة والآراء الفقهية وفضائل أخرى تضاف إلى فضائلها في مجالات الفقه التي تخصصت بها، وتتمثل إحداها في ريادتها اللغوية وأن نظرية الفعل الكلامي التي يتبناها الغرب حاليا كان لها ما يماثلها في تراث مدرسة النجف الفقهية، وقد ظهرت بوقت سبق ظهور ونشر النظرية الغربية بوقت ليس بالقصير.وتألف البحث المعد والمنشور في المجلة من مقدمة وفصل حول نظرية الفعل الكلامي الغربية يليه فصل حول نظرية الفعل الكلامي العربية، ثم قول عن نظرية الفعل الكلامي لدى فقهاء مدرسة النجف، تليه مقارنة بين النظريتين الغربية والعربية، تتبعها استنتاجات.وبينت الدراسة ان نظرية الفعل الكلامي نظرية تداولية واسعة الانتشار كانت ولا زالت هدفا للبحث منذ ظهورها الواسع لدى الغربيين أول مرة عام 1962 ولحد الآن فأي بحث في حقل التداولية، سواء أكان أطروحة أو كتابا، لابد له من أن يشير إليها، أو إلى بعض من أجزائها، بطريقة أو بأخرى، مما يدل دلالة واضحة على أهميتها في ما يُكتب في حقل التداولية كما يذكر أهم متتبعي النظرية وأتباعها أنها ولدت على يدي الفيلسوف الألماني وتكنشتاين، لكنها اصطبغت بصبغة لغوية على يدي أوستن وسيرل فيما بعد.على أن البحث الحالي يجعل من أولوياته إثبات أنه لم يكن وتكنشتاين أول من بذر بذرتها الأولى، وإنما هنالك آخرون ممن سبقوه(ومن جاءوا بعده) اشتركوا في ذلك: إنهم العلماء العرب. لذا فهذا البحث يبدأ بإلقاء نظرة على أهم الأفكار الأساسية للنظرية الأصلية التي اقترحها أوستن ثم طورها سيرل. وفي القسم الثاني يقدم البحث النظرية العربية، ومن ثم يعرض إلى مقابلة النظريتين.وقد أثبتت مقابلة النظريتين أن العلماء العرب قد قدموا هذه النظرية قبل نظرائهم الغربيين. يضاف إلى ذلك، هنالك اختلافات بين النظريتين تجعل من النظرية العربية أكثر نضجا من نظيرتها الغربية.
وبين اعضاء الفريق في الجزء الخاص بنظرية الفعل الكلامي عند فقهاء مدرسة النجف: ان هذا القسم يقدم شيئا مختلفا، لكنه متمم لما جرت مناقشته سابقا. فهو يركز على الفكرة القائلة أنه لا يوجد تقسيم للأفعال الكلامية من قبيل: (خبر) و(إنشاء)، وذلك لأن النوعين يصدران دون أن يضفيا على نفسيهما أو يلائما قيمتي الصواب والخطأ. إضافة إلى أن كل ما يصدره المتكلم يمكن أن يعتبر (خبرا) أو (إنشاء) وفقا لمعايير معينة. وقد برهن البحث على أن هذه الفكرة سبقت ما قدمه أوستن عام 1962حيث يتناول جمال الدين(1980: 258-75) والخليفة(2007: 335-55) بالتفصيل تلك الأفكار التي قدمها الرواد وهؤلاء هم: الخراساني(1839-1911) والأصفهاني(المتوفى عام1941) والخوئي. فهم أسسوا، كما يؤكد الخليفة(المصدر السابق) ما يسمى مدرسة النجف للخبر والإنشاء. و أن الأفكار التي قدموها، ولاسيما ما قدمها كبيرهم الخراساني، قد سبقت الأفكار التي قدمها أوستن، لأن الخراساني توفي عام 1911، أي في نفس العام الذي ولد فيه أوستن(المصدر السابق)على أن البحث الحالي يقدم وجهات نظر الخراساني فحسب، وذلك لأنه رائد تلك المدرسة، وأن أفكار الفقيهين الآخرين بنيت عليها، إن لم تكن مأخوذة منها. ويمكن تلخيص أفكار الخراساني في انه يناقش ما يسمى (وحدة المدلول) وهي أن للقول نفس المدلول(وهذا هو locutionary act في النظرية الغربية) سواء أكان القول خبرا أم أنشاء لكن ما يميز أحدهما عن الآخر هو ما يبرزه الخراساني على أنه (الداعي-أو دواعي الاستعمال)(force)، الذي يقابل illoctionary act عند الغربيين. ويستنتج الخراساني من ذلك أن ما يجعل القول خبرا أو أنشاء هو ليس عملية قوله(locutionary act ) وإنما يكمن ذلك في (الداعي) لذلك القول مما يجعله خبرا أو إنشاء كما أن الخراساني يدرك أن داعي القول شيء خارج عن مجرد نطقه أو التفوه به وهذا يعني أن الخراساني، كما يقول الخليفة(المصدر السابق)، كان أول من أدرك أن داعي القول يمكن تحققه من خلال الاحتكام إلى بعض الصفات الخارجة عن اللغة: كالسياق الموقفي وقصد المتكلم وما إلى ذلك. وبمعنى آخر، يؤكد جمال الدين(276:1980) أن الفقهاء كانوا أول من ميّز بين القول(والذي أسموه المنطوق) والداعي(الذي أسموه المفهوم).ويؤدي هذا الاستنتاج الذي لا لبس فيه والذي توصلت اليه الدراسة أن الخراساني كان أول من حمل على تقسيم أقوالنا إلى (مقولات خبرية-أخبار) و(مقولات إنشائية-إنشاءات) لأن كليهما له عنصر قول(اللفظ) وعنصر فعل(الحدوث-أوالأثر). وهذا ما يعطي (الخراساني أسبقية على أوستن) فيما قدمه من إيحاء بأن كل ما نقوله هو إنما أداء لنوع معين من الأفعال الكلامية اعتمادا على مقاصدنا .... ويمكن الاطلاع على الموضوع كاملا من خلال الرابط:http://www.scirp.org/journal/ojml
بقلم/عادل الفتلاوي

اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  

تاكات المحتوى: باحثون بجامعتي بابل والكوفة يثبتون سبق نظرية الفعل(الإنشاء) الكلامي العربية لدى مدرسة النجف الفقهية عن نظيرتها الغربية
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل