كلية القانون تعد دراسة لمكافحة الإرهاب الفكري

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 576

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 30/08/2016

اخر تصفح: 2024/04/25



أعدت كلية القانون دراسة أساس لمكافحة الإرهاب الفكري للباحثين الدكتور صعب ناجي عبود وزينب عبد السلام عبد الحميد، نشرته مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية التي تصدر عن الكلية.

بينت الدراسة أن الأفكار والتفكير عملية تنحصــر في داخــل الــنفس، وتنطــوي في السريرة، فإذا انطلــق من الباطن إلى الظاهر، وأعلن للناس صراحة أو دلالة، كان أثـره ابلـغ، وأفقه أوسـع، فالتعبير الخــارجي عن الفكر البــاطني يســـمى بإبــداء الرأي، ومــن المعـــروف أن إبــداء الرأي مــتمم لحرية الفكر والضمير والعقيدة، إذ تبقـى ناقصـة إذا لم يـتمكن المـرء مـن التعبير عن أفكاره وآرائـه، سواء كان ذلك في أحاديثه وفي مجالسـه الخاصـة، أم في خطبـه في المجـالس والأندية العامـة، أم في مذكراتــه ومقالاتــه وكتبــه وإذاعاته، وبهــذا المعنــى أصــبحت حريــات مقدســة ومكرســة في جميع الدساتير وإعلانات الحقوق والمواثيق الإقليمية والدولية.

وعليه لا يجوز حرمان شخص من ممارسة هذه الحقوق، بفـرض رأي عليـه والتدخل في آرائه، لأننا سوف نكون أمام ظاهرة الإرهاب الفكري، والتـي تكـون اشـد أثـراً مـن الإرهاب المـادي وعليــه فإن موضــوع الإرهاب الفكري هو واحــد مــن أهم المواضــيع الحيويــة وذات الخطــر الكبيــر، حيــث أن خطــره يهــدد الأمــن والنظــام العام في المجتمــع، إلا أنــه مــن المواضيع قليلة المعالجة، حيث انـه لم يحـض باهتمـام الكتـاب والبـاحثين، على الرغم مـن تشـعبه وتوسـع انماطـه وأساليبه .
حيث أن صوره واسعة وآثاره كثيـرة الحـدوث في حياتنـا اليوميـة مـن فـتن وحـروب طائفيـة، وانتشـار التطـرف والأفكار المتطرفـة ، وكذلك التحـريض على العنـف والذي سـاهمت فبه وسـائل الأعلام المرئيـــة والمســـموعة والمقـــروءة، وكذلك ســـاهمت فيـــه منـــاهج التعلـــيم والمحاضـــرات والخطابـات الدينيـة، كمـا كان للمـذاهب والرمـوز الدينيـة دور في تأجيج نيـران الإرهاب الفكري أو في اخمادهـا، لمـا لهما مـن تـأثير بـارز في حيـاة الأفراد وسـلوكهم، وهذا مـا تطرقت إليه الدراسة في الإرهاب الفكري والأساس التشريعي والقضائي في مكافحته .

إن أهميـة الدراسة تتجسـد في أن هنالـك تركيـزا على ظاهرة الإرهاب المـادي فقط دون الإرهاب المعنـوي على الرغم من أن الضـرر الذي يصـيب المجتمـع مـن الإرهاب المـادي يـوازي الضـرر الذي يصـيب المجتمـع مـن الإرهاب الفكري إلا أنه مـن المواضيع قليلة المعالجـة.

وخرجت الدراسة بالعديد من النتائج منها أن للإرهاب الفكري العديد مـن الانمـاط والأساليب والتـي لم يـتم تنظيمها بقواعـد قانونيـة محـددة على الرغم مـن اهميـة تنظيمهــا بالقضـاء على هذه الظاهرة الخطيرة، وبالتـالي أوصت الدراسة المشـرع العراقي بوضـع تشـريع خـاص لمكافحـة الإرهاب الفكري على اختلاف اساليبه وأنماطه، ويجب قيام الجهات المختصة ذات العلاقة بالحث على التوسط في الـدين والاعتـدال فيـه، كما يجــب وضــع رقابــة علميــة على منــاهج التعلــيم، ووضع كـل القـيم والمبـادئ الدينيـة والوطنيـة التـي نرغـب في زرعها في نفوس ابنائنا، والابتعاد عن زرع الحقد والعنف والطائفية، ودعوة الرموز الدينيـة وقادة المجتمـع أن يجعلــوا مــن خطابــاتهم ومنــابرهم أداة للقضــاء على الإرهاب الفكري، ولابــد مــن وضــع قيــود ورقابــة شــديدة على وســائل الإعلام وفرض جــزاءات شــديدة على القنوات المحرضة على العنف والطائفية، واستحداث جهات رقابية تتولى الرقابة على وسائل الإعلام، وقيــام دواويــن الوقف بإصــدار التعليمــات اللازمــة لمراقبــة الخطــب والمحاضــرات الدينيــة، والاسـراع بتشــريع قـانون لتجــريم الطائفيـة، واســـتحداث مؤسســــات إداريــــة خاصـــة معنية بمكافحــــة الإرهاب الفكري، ووضع التشـريعات اللازمـة التـي تمكـن المؤسسـات الدينيـة والإعلاميـة والمؤسسـات ذات العلاقة بفـتح الحـوار بـين الاديـان والمـذاهب الاسـلامية، ولتجـريم الأفكار الطائفيـة التـي تـدعو إلى تكفيـر الآخرين.

بقلم / علي حسن كريم

اعلام جامعة بابل  

تاكات المحتوى: كلية القانون تعد دراسة لمكافحة الإرهاب الفكري
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل