في ندوة علمية موسعة لمركز بحوث البيئة بجامعة بابل اكاديميون يدعون الى استراتيجية واضحة لادارة المياه في العراق واعتماد الطرق الصديقة للبيئة في معالجة التلوث

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 1086

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 30/03/2014

اخر تصفح: 2024/04/26



دعا اكاديميون وباحثون في مركز بحوث البيئة المحلية بجامعة بابل الى وضع استراتيجية واضحة لادارة المياه في العراق واستغلالها بالشكل الامثل وتقليل مصادر الثلوث واعتماد الطرق الصديقة للبيئة في معالجتها وتقليل الهدر فيها وبيان اهمية الماء ومصادر تلوثه وسبل معالجته وتوضيح العلاقة بين الماء والطاقة لما لها من دور فاعل في التنمية المستدامة التي ينشدها الجميع ومعالجة العلاقة المتبادلة بين المياه وموارد المياه واحتياجات توليد الطاقة.جاء ذلك في الندوة العلمية التخصصية التي عقدها مركز بحوث البيئة بمناسبة اليوم العالمي للمياه تحت شعار ( المياه مصدر طاقة متجدد) والتي اقيمت برعاية رئيس جامعة بابل الاستاذ الدكتور عادل هادي البغدادي وبحضور مساعد رئيس الجامعة للشؤون الادارية الدكتور مشتاق شاكر الشباني ومساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية الدكتور قحطان هادي حسين الجبوري واساتذة الجامعة وممثلي مؤسسات الدولة ذات العلاقة وطلبة الجامعة على قاعة عمادة كلية العلوم.وقد ترأس جلسة المناقشة الدكتور كاظم محمد حسون مع المقرر التدريسية زهراء هاشم عذاب حيث تناولت الندوة ثلاثة محاور الاول بعنوان( حصاد المياه )استعرضه الدكتور عمران عيسى محمد والثاني بعنوان(لماذا يوم المياه العالمي؟) تطرق له الدكتور جاسم محمد سلمان في حين بحث المحور الثالث في (تقنيات النانو في معالجة المياه)استعرضه الدكتور محمد ابراهيم الظفيري .

وقد اكد مدير المركز الدكتور جاسم محمد سلمان في الكلمة التي القاها بالمناسبة ان الحاجة للمياه في العراق قد ازدادت خلال العقود الثلاثة الماضية وذلك للازدياد المضطرد في خطط التنمية اضافة الى الارتفاع في درجات الحرارة وموجات الجفاف المتتالية والتراجع في كميات الامطار وقلة التراكمات الثلجية نتيجة لظاهرة التغيرات المناخية والتي تسببت في تراجع نسبة المياه للفرد الواحد ووجود اراضي زراعية واسعة تحتاج الى كميات من المياه لاستثمارها وتراجع نوعية المياه مما اثر ذلك على متطلبات التنمية ومستويات المعيشة وعكس ذلك المستويات العالية من الامطار التي تعرضت لها البلاد خلال الفترة السابقة مما ولد خللا بين المطلوب من المياه والمتوفر منها والذي ساهم في زيادة الفجوة المائية وولد تهديدا واضحا على مستقبل المياه في العراق بسبب سياسات دول الجوار وخططها في انشاء السدود والسيطرة على منابع نهري دجلة والفرات وتغيير مسارات الانهار التي تصب في شط العرب مثل نهر الوند والكارون مما ولد حاجة ملحة لوضع خطة استراتيجية واضحة لادارة المياه واستغلالها بالشكل الامثل وتقليل مصادر الثلوث واستخدام الطرق الصديقة للبيئة في معالجتها وتقليل الهدر فيها .واضاف: ان هذا يتطابق مع توجهات الامم المتحدة من خلال الدعوة للمحافظة على مصادر المياه واستخدامها والذي يتمثل بالاحتفال السنوي بمناسبة يوم العالمي للمياه والذي انطلق هذا العام تحت شعار (المياه والطاقة)وهي فرصة ملائمة لتبادل الافكار والمشاريع ووضع المقترحات والتوصيات العملية لمعالجة مشاكل المياه في العراق.

وتناولت المحاضرة الاولى التي استعرضها الدكتور عمران عيسى محمد الموسومة (حصاد المياه)مشكلة المياه في العراق والاسباب والحلول المقترحة مشيرا الى ان سبب ظهور الحضارات العراقية القديمة يرجع بالاساس للوفرة المائية التي حظي بها العراق حيث كان للنهرين الخالدين دور بارز في النهضات الحضارية العراقية المتعاقبة وان أي خلل خطير في دور هذين النهربن قد ينعكس بصورة كبيرة على كافة جوانب الحياة في العراق لذا يجب النظر للمشكلة المائية ليس على اساس المرحلة الحالية ومحاولة الوصول الى حلول مؤقتة بل يجب العمل للمدى البعيد في محاولة توفير الامن المائي والغذائي للمجتمع العراقي .اما حول التغييرات المناخية فقد اكد المحاضر ان العراق يتمتع بمناخ متنوع وحسب فصول السنة يعاني هو الاخر من التغيرات المناخية التي شملت الكرة الارضية حيث تراجع معدل سقوط الامطار وازدياد ظاهرة الجفاف في معظم دول المنطقة والعالم ولاشك في ان ظاهرة التصحر اصبحت ظاهرة محسوسة يوميا في البيئة العراقية وان من توقعات الامم المتحدة للوضع المائي عالميا نتيجة التغييرات المناخية لعام 2015 كشفت عن التوزيع الصعب الذي يحتمل ان تواجهه معظم الدول العربية وايران وباكستان ودول اخرى لذا فان تركيا سوف تخرج من دائرة المطالبة حيث ستكون هي الاخرى تحت ضغط متوسط الحاجة.

كما تحدث المحاضر حول مشاريع السدود التي اقامتها الحكومات العراقية والمخاطر الحقيقية من دول الجوار في اقامة مشاريع السدود وخاصة دولة تركيا.ثم القي الدكتور جاسم محمد سلمان المحاضرة الثانية الموسومة (لماذا يوم المياه العالمي؟) وقال: ان تعيين يوم دولي للاحتفال بالمياه العذبة هو توصية قدمت في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية الذي عقد بريو دي جانيرو في عام 1992حيث استجابت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتعيين يوم 22 آذار/مارس 1993 بوصفه اليوم العالمي الأول للمياه واعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار A/RES/47/193 المؤرخ في 22 كانون الأول/ديسمبر 1992، الذي أعلنت بموجبه يوم 22 آذار/مارس من كل عام بوصفه اليوم الدولي للمياه، وذلك للاحتفال به ابتداء من عام 1993،
ووفقا لتوصيات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية الواردة في الفصل 18 (حماية موارد المياه العذبة وامداداتها ) من جدول أعمال القرن 21 حيث دعت الجمعية العامة في ذلك القرار الدول إلى تكريس هذا اليوم، حسب مقتضى الحال في السياق الوطني، لأنشطة ملموسة من قبيل زيادة الوعي عن طريق نشر المواد الوثائقية وتوزيعها، وتنظيم مؤتمرات واجتماعات مائدة مستديرة وحلقات دراسية ومعارض بشأن حفظ وتنمية موارد المياه وتنفيذ توصيات جدول أعمال القرن 21.مضيفا ان الطلب سيتزايد على المياه العذبة والطاقة تزايدا مطردا خلال العقود القادمة وتمثل هذه الزيادة تحديات كبيرة واجهادا للموارد في جميع المناطق، وبخاصة في الاقتصادات النامية والناشئة. في حين بحث المحور الثالث في (تقنيات النانو في معالجة المياه)استعرضه الدكتور محمد ابراهيم الظفيري وقال ان مفهوم تقنية النانو يعتمد على اعتبار أن الجسيمات التي يقل حجمها عن مائة نانومتر (النانومتر جزء من الف مليون من المتر) تُعطي للمادة التي تدخل في تركيبها خصائص وسلوكيات جديدة وهذا بسبب أن هذه الجسيمات تُبدي مفاهيم فيزيائية وكيميائية جديدة، مما يقود إلى سلوك جديد يعتمد على حجم الجسيمات وان النانو يوفر فرصة كبيرة للعلماء لتطوير بعض الاستراتجيات لحماية البيئة من التلوث وحل مشكلة تلوث المياه وغيرها من المشاكل البيئية.

واضاف: لقد عرفت هيئة الصحة العالمية WHO)) تلوث المياه بانه أى تغيير يطرأ على العناصر الداخلة فى تركيبه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بسبب نشاط الانسان" ، الامر الذى يجعل هذه المياه أقل صلاحية للاستعمالات الطبيعية المخصصة لها أو بعضها وان المياه الملوثة تتسبب في وفاة 25 ألف شخص \يوم في العالم ويعني ثلثي سكان العالم من عدم توفر مياه أمنة ونقية وخالية من المسببات المرضية. تشير تقارير منظمة الصحة العالمية ان 80% من الإمراض البشرية ناتجة من تلوث المياه بالأحياء المجهرية المرضية وان التحدي الاول هو تحدي توفير الماء الصحي والآمن، ويعتبر من أخطر التحديات التي تواجه البشرية اليوم، فالماء هو أهم الموارد الطبيعية على الأرض يتواجد في كل مكان وبكميات مختلفة قد تكون كثيرة لدرجة الفيضانات أو شحيحة لدرجة الجفاف، وتلعب دورًا مهمًا في حياة البشر والبيئة المحيطة بها، وأهمها الماء العذب fresh water الذي يشكل حوالي 2.5% من الموارد المائية على سطح الأرض،. كل الأنشطة الإنسانية تعتمد على المياه، بل إن الحياة نفسها مستحيلة بدونه ولا يمكن تعويضه بأي شيء آخر.

وتابع قائلا: ان الماء يمثل أهمية بالغة للإنسان وإن العجز في توفير مصادر آمنة ونظيفة للماء، لن يؤدي فقط إلي تدمير صحة الإنسان، وإنما سوف يؤدي إلي تدمير الحياة كلها على سطح هذا الكوكب الذي نعيش عليه.. فقد ذكرت الهيئة الامريكية لحماية البيئة ان شرب المياه الملوثة يؤدي إلي اصابة أكثر من نصف مليون شخص سنويا بأمراض ومشاكل صحية مختلفة وانه بحلول عام 2015 سوف يعيش أكثر من ثلاثة مليارات من البشر في ضيق شديد ناتج عن عدم توافر مياه وان هناك قلق عالمي متزايد حول الصحة العامة والأمراض المعدية الجديدة اعادة ظهور التي تحدث من خلال التفاعل المعقد بين العوامل الاجتماعية والاقتصادية والتطورية والبيئية. ومن التحديات الرئيسة لذلك السريع، والكشف عن محددة وحساسة لمسببات الأمراض التي تنقلها المياه. في الوقت الحاضر، وتستند الاختبارات الميكروبية تستغرق وقتا طويلا. ومع ذلك، يتم تطوير أساليب أحدث الأنزيمية، والمناعية الجينية لتحل محل و / أو دعم النهج الكلاسيكي لاكتشاف الجراثيم. وعلاوة على ذلك، الابتكارات في تكنولوجيا النانو والعلوم النانوية لها تأثير كبير في biodiagnostics، حيث تم إدخال عدد من جسيمات متناهية الصغر القائمة على المقايسات و nanodevices الجزيئية البيولوجية للكشف.وقد خرجت المحاضرة بعدد من الاستنتاجات منها: ان استخدام الجسيمات النانوية يزيد من فعالية على امتصاص او امتزاز الملوثات بالإضافة إلى أنها عمليةٌ ليست بالمكلفة بالمقارنة مع طرق الترسيب والترشيح التقليدية وان استخدام تكنولوجيا النانو في إصلاح البيئة بسبب نشاطها بسبب زيادة حجم أصغر وأكبر مساحة، والمواد متناهية الصغر تكتسب أهمية في المعالجة الموقعية للعزل أو المذيبات المكلورة (TCE، PCE)، ثنائي الفينيل متعدد الكلور والمعادن الثقيلة كما ان تكنولوجيا النانو تقدم إمكانات جديدة لمواد متناهية الصغر معالجة المياه السطحية والمياه الجوفية ومياه الصرف الصحي الملوثة ايونات المعادن السامة، المواد المذابة العضوية وغير العضوية، والكائنات الحية الدقيقة. لذلك فان هناك ضرورة ملحة لتشجيع استخدام النانوتكنولوجي في العراق لمعالجة المياه لحماية صحة البشر والبيئة.

بقلم /عادل الفتلاوي

اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  

تاكات المحتوى: في ندوة علمية موسعة لمركز بحوث البيئة بجامعة بابل اكاديميون يدعون الى استراتيجية واضحة لادارة المياه في العراق واعتماد الطرق الصديقة للبيئة في معالجة التلوث
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل