أقام قسم العلوم العامة في كلية التربية الأساسية بجامعة بابل ندوة علمية عن تأثير المشروبات الغازية على صحة الإنسان اشترك في تقديمها فريق بحثي مؤلف من م عفاف خيري إسماعيل م.م.أميرةجاسم محمد أمين م. م. أمجد مرزة السلطاني على قاعة الدراسات العليا في الكلية بحضور عدد من أساتذة وطلبة الكلية .تضمنت الندوة التعريف بالمشروبات الغازية ومكوناتها وأضرارها منها احتواء علبة المشروب الغازي على غاز ثنائي اوكسيد الكربون الذي يؤدي إلى حرمان المعدة من الخمائر اللعابية الهامة في عملية الهضم وذلك عند تناولها مع الطعام أو بعده كما تؤدي إلى إلغاء دور الأنزيمات الهاضمة التي تفرزها المعدة التي تتسبب في عرقلة عملية الهضم وعدم الاستفادة من الطعام.
كما ان ارتفاع نسبة غاز ثنائي اوكسيد الكربون في الدم بسبب التناول المفرط للمشروبات الغازية يؤدي إلى عدم تمكن الجسم من الحصول على الأوكسجين اللازم إضافة الى ارتفاع ضغط الدم وتشنج العضلات وزيادة سرعة التنفس،ويكون تأثير المشروبات الغازية على عملية الهضم عن طريق غاز ثنائي أوكسيد الكربون الموجود في المشروب الغازي الذي يرتفع إلى أعلى المعدة , مما يدفع بالطعام والسوائل إلى أسفل المعدة في وضعية الجلوس بعدها الى الامعاء الدقيقة حيث يتم الامتصاص والهضم, وفي كثير من الأحيان تمر هذه الغازات إلى الأمعاء وتحدث انتفاخا في كل البطن وقد تمر إلى أعلى الجزء الأيسر من القولون ويعطي ذلك شعوراً بالانتفاخ في تلك المنطقة ولا يرتاح المريض إلا عند زوال هذه الغازات .
فضلا عن ما تسببه المشروبات الغازية من تأثير على امتصاص الكالسيوم منها إن تناول المشروبات الغازية مع الغذاء يؤثر سلباعلى امتصاص الكالسيوم في الأمعاء وذلك بسبب وجود حامض الفوسفوريك والستريك اللذان يتحدان مع الكالسيوم الموجود في الغذاءحيث يعمل حامض الفوسفوريك المرتبط مع الكالسيوم الموجود في الغذاء على تكوين ملح فوسفات الكالسيوم الغير قابل للامتصاص من قبل القناة الهضمية وبهذا تقل نسبته في الجسم وكذلك تؤدي الأحماض الفسفورية إلى هشاشة وضعف العظام وخاصة في سن المراهقة مما يجعلها أكثر عرضة للكسر بسبب سحب الكالسيوم المهم في بناء العظام ونموها وخاصة في سن الطفولة والمراهقة ، أو بعد سن الأربعين عندما تبدأ مشاكل هشاشة العظام.
وخرج الفريق البحث بمجموعة من التوصيات منها التأكيد على المدارس والمؤسسات التعليمية بالامتناع عن بيع المشروبات الغازية داخل هذه المؤسسات وتوفير بدائل مرغوبة لدى الأطفال وخصوصاً عصائر الفواكه الطازجة ومشتقات الحليب بنكهات مختلفة , والاستمرار في برامج التوعية الصحية وإجراء مسابقات ثقافية وبحوث لتوضيح المخاطر المترتبة على استمرار شرب هذه المشروبات.وكذلك حث مسؤولي البلديات والمجالس المحلية على منع بيع ووضع الإعلانات عن هذه المشروبات في الشوارع والأماكن العامة فضلا عن توجيه الأولياء الأمور بالبدء التدريجي بالتقليل من شراء المشروبات الغازية ,للوصول إلى عدم شرائها , وكذلك تعويد أفراد العائلة جميعاً على وجود الماء والحليب وعصائر الفواكه الطازجة مع أو بين الوجبات , وفي المناسبات الاجتماعية المختلفة . ولوسائل الاعلام دور من خلال وضع تحذيرات صحية تتضمن التأثيرات الجانبية الناجمة من التناول المفرط للمشروبات الغازية.