أطروحة دكتوراه في كلية فنون بابل حول إشــْكاليَّة المــَنْهج في النــَقْد التَشــْكِيلي العــِراقي المُعاصر

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 1334

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 07/05/2014

اخر تصفح: 2024/04/24




نوقشت في جامعة بابل اطروحة الدكتوراه المقدمة إلى مجلس كلية الفنون الجميلة وهي جزء من متطلبات نيل درجة دكتوراه فلسفة في الفنون التشكيلية/ إختصاص رسم تقدم بها الباحث بهاء لعيبي سوادي الطويل وذلك بإشراف الدكتور شوقي مصطفى الموسوي والدكتور جبار حنون مهاوي.وتناولت الاطروحة "إِشكالية المنهج في النقد التشكيلي العراقي المعاصر" تضمَّنت أربعة فصول، عُنِي الأوَّل بالإطار المنهجي الذي تضمن مشكلة البحث متمثلة بتباين الخطاب النقدي التشكيلي العراقي المعاصر بين ما هو منهجي وما هو غير منهجي (إنطباعي)، وهدفت الدراسة الى التعرُّف على إشكالية إشتغال المنهج في الخطاب النقدي التشكيلي العراقي المعاصر. وقد تم تحديد حدود البحث بنماذج نصوص نقدية في مجال التشكيل لأبرز نقاد الفن في العراق.بينما تضمن الفصل الثاني في الدراسة الحالية الإطار النظري الذي إحتوى على ثلاثة مباحث معرفية هي:الأُسس التكوينية للإشكالية في تطبيق المنهج النقدي. والمنهج النقدي أنواعه معاييره الإشكاليات الموجهة له. ومقاربات حول المنهج النقدي والأنظمة البنائية للعقل الناقد في العراق المعاصر. وفي نهاية الفصل الثاني قام الباحث بذكر المؤشرات التي تمخض عنها هذا الفصل.وقد عُنِي الفصل الثالث بعرض إجراءات البحث التطبيقية مُستنداً في تحليله نماذج العينة على المعايير النقدية التي يستند عليها كل منهج من هذه المناهج النقدية. وقد بلغ عدد هذه النماذج (13) نص نقدي.



بينما إحتوى الفصل الرابع على نتائج البحث والتي من أهمها: إنَّ ذاتية الناقد التشكيلي العراقي المعاصر أثر كبير في تحديد منهجية الخطاب، وقد لوحظ حضورها وبالتالي غياب المنهج النقدي في الإنموذجين (1، 5)، بينما لوحظ موقفها الإيجابي في الإنموذجين (3، 10)، أمّا بقية النماذج فقد إتخذ فيها الخطاب النقدي التشكيلي موقفاً توفيقياً بين ذاتية الناقد وموضوعية المنهج.وفضلاً عن ذلك توصل الباحث الى جملة من الإستنتاجات أهمها ان هناك إشكالية في المنهج النقدي لدى الناقد التشكيلي العراقي المعاصر أظهرتها عمليات التحول والدمج بين منهج وآخر دون الإهتمام بالتقاطعات بين بعض المناهج، كالتقاطع بين المنهجين البنيوي والتأريخي على سبيل المثال.وقد اكد الباحث في توصياته على منهجة الخطاب النقدي والسعي الى ترجمة المصادر الأجنبية ذات الصلة بالمنهج النقدي مقترحا إجراء بعض الدراسات الخاصة بأثر النقد الأيديولوجي في الخطاب التشكيلي العراقي المُعاصر.



ولفت الباحث الى ان مشكلة البحث ظهرت في العصر الحالي -وفي جميع الأمكنة- دراسات إنسانية تندرج ضمن ما يطلق عليه "تصحيح القراءة"، وهي إعادة النظر بالموروث الذي تسبب بتفاقم البعد بين الحضارات بوجه العموم وبين الرأي والرأي الآخر على وجه الخصوص محاولةً التماشي مع التحولات الفكرية الحادثة في العالم المعاصر، ومن أجل ردم الهوّة بين الرؤى المختلفة بعد أن أصبحت مسألة الإتفاق بينها أمراً صعباً. هذه الدراسات قد مسّت جميع الإختصاصات المعرفية والتطبيقية من ضمنها النقد التشكيلي ما كان سبباً رئيساً لظهور العديد من البحوث المختصة بنقد النقد. بيد أنّ ظهور مثل هكذا دراسات - والدراسة الحالية واحدة من هذه الدراسات- تعد ردة فعل طبيعية كمعالج بديل لمحاولة حل الإشكاليات والجدلية التي إتصف بها التفكير حول هذه الموضوعة إذا ما نظر إليها نظرة الباحث المتسائل عن مدى تطبيق المنهج في الخطاب النقدي التشكيلي العراقي المعاصر وإمكانية أن يكون هذا الخطاب مصداقا يمكن إعتماده في الدراسة الأكاديمية. فقضية تفسير التفسيرات كما يقول مونتين(Montaigne) أصبحت تشغلنا أكثر من تفسير الأشياء ذاتها وما إن يقف العقل حيال هذا الأمر وقفة المتأمل فإنّه من المنطقي أن يجد نفسه أمام فرضيتين تحددهما العلاقة التي تربط بين المناهج النقدية بمختلف إتجاهاتها وبين هذا الخطاب، الأولى: تتحدد بوجود علاقة إيجابية بينهما، ما يعني كون المنهج النقدي قاعدة عامة يكون هذا الخطاب مصداقاً لها. والثانية: وجود علاقة سلبية يتخذ فيها الخطاب النقدي طابعاً لا منهجياً مديراً ظهره للدعاوى المعارضة. وحسب الباحث فإن تطور العملية النقدية برمتها تكون أكثر إتقاناً إذا ما أصبحت هذه العلاقة واضحة ما يحدث بالتالي حالة من حالات الإنسجام بين وجهات النظر المختلفة أملا من أن تصطبغ الحركة النقدية في العراق بصبغة بنّاءة متجاوزة التخبط والإنجراف مع دوامة الرؤى البعيدة عن المعايير المنطقية للحكم. فالحاجة إلى نقد واع ذاتياً يراها الباحث ضرورية سيَّما في وقت تعددت الصراعات فيه، إلّا أنَّ الشغل الشاغل في هذا البحث ليس الإشارة إلى مدى إلتزام الناقد بالمنهج النقدي فحسب، بل يتضمن أيضاً تسليط الضوء على حالات التوتر، ونقاط الإختلاف، والتناقضات، وعدم الإتفاق في الرأي لزيادة الجهد في مواجهتها ومواجهة مشكلاتها. فكثير من المسائل المجردة والفنية في النظرية النقدية، لها روابط مهمة وفي بعض الأحيان مباشرة بالمسائل الملحة ذات الأهمية الإجتماعية والسياسية ولا يمكن النظر الى النقد التشكيلي المعاصر في العراق بشمولية، إذ إنَّ الغموض وعدم القدرة على فرز المناهج والإتجاهات النقدية يكتنف النقد التشكيلي عامة لأسباب سيأتي ذكرها ضمن الإطار النظري، ولهذا وقف المختصون عند تسجيل التغيرات الحاصلة في هذا المجال الذي باتت معالمه غير واضحة. ولسعة موضوعة البحث ولكون المنهج المتبع في كتابة البحث الحالي هو المنهج العلمي إرتأى الباحث عدم الإستفاضة في تفاصيل كل منهج نقدي مكتفياً بطرح معايير هذه المناهج، وبالتالي تحليل بعض الخطابات النقدية العراقية المعاصرة في مجال التشكيل ودعم هذا التحليل بآراء مختصين لمعرفة مدى إلتزامها أو عدم إلتزامها بالمنهج النقدي والأسباب الكامنة وراء ذلك، وحسب المختصين يمكن التوصل الى ذلك من خلال المصطلحات المستخدمة.

بقلم/عادل الفتلاوي

تاكات المحتوى: أطروحة دكتوراه في كلية فنون بابل حول إشــْكاليَّة المــَنْهج في النــَقْد التَشــْكِيلي العــِراقي المُعاصر
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل