دراسة في جامعة بابل : حول الدور السياسي ل(ماو تسي تونغ) في الصين

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 1701

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 16/06/2014

اخر تصفح: 2024/04/19


دراسة في جامعة بابل :

حول الدور السياسي ل(ماو تسي تونغ) في الصين



نالت الطالبة سها عادل عثمان البياتي الطالبة في كلية التربية للعلوم الانسانية قسم التاريخ شهادة الماجستير على دراستها الموسومة: ماو تسي تونغ ودوره السياسي في الصين.ذكرت الباحثة في مقدمة دفاعها ان الكتابة عن الشخصيات العالمية التي لا ينحصر تأثيرها على بلدها أو محيطها الإقليمي يعطيك فكرة وطريقة عمل تجعلك تقف عند النقاط الأساسية لمسيرة التاريخ ليس للبلد الذي نشأت به تلك الشخصية فقط وإنما للمرحلة التاريخية التي مر بها العالم أبان المدة التي كان لشخصية موضوع الدراسة دوراً أساسياً فيها، كما أن الكتابة عن الشخصيات صانعة التاريخ تختلف عن غيرها من الشخصيات التي شكلت جزءاً بسيطاً فيه.وهكذا الحال بالنسبة إلى ماو تسي تونغ فأن دراسته تعني فهم التأثير السياسي والاستعماري الذي مرت به بلدان الشرق الأقصى في مرحلة مابين الحربين العالميتين الأولى والثانية ليتطور الأمر حينما تناول الأحداث التي صنعها وقام بها ماو تسي تونغ وصولاً إلى تحليل وإدراك لمرحلة الحرب العالمية الثانية ومرحلة الحرب الباردة إذ أنه صنع قطباً عالمياً ثالثاً بانتصاره عام1949.



وبينت الباحثة أهمية دراسة ماو تسي تونغ إذ أنه فضلاً عن كل ذلك كان أيضاً مثاراً لجدل عالمي ومحطاً للكثير من الفرضيات التي حاولت الباحثة الاجابة عنها من خلال هذه الدراسة ، أبرزها: ماهو دور ماو تسي تونغ في الحزب الشيوعي الصيني وما هي علاقته مع حزب الكومنتانغ؟ . هل كان ماو تسي تونغ قائداً عسكريا.وكيف يكون ذلك وأنه لم يتخرج من أية أكاديمية عسكرية!وهل كان ماو تسي تونغ قائدا سياسياً وما دوره في التطورات السياسية الصينية؟ وكذلك ما تأثيره على الساحة الدولية والعلاقات الخارجية للصين الشعبية؟ هل كان ماو تسي تونغ مفكراً ومنظراً اجتماعيا وهل أضاف شيئاً على الفكر الشيوعي؟و لماذا يتهم ماو تسي تونغ بأنه ديكتاتور؟ وهل هذا صحيح ؟واخيرا هل كان ماو تسي تونغ صانعا لبلد أم رئيساً لا يختلف عن غيره من الباحثين عن السلطة.وحددت الباحثة الاطار الزمني للرسالة بعام 1921 كون هذا العام شهد البداية الاولى لدور ماو تسي تونغ وتاثيره في السياسة الصينية وذلك عندما اشترك في تاسيس الحزب الشيوعي الصيني ، وانتهت الدراسة بعام 1976 وهو تاريخ وفاة ماو تسي تونغ.



اقتضت طبيعة الموضوع تقسيم الرسالة حسب أدوار ماو تسي تونغ ومواقفه من الأحداث التي صنعها هو بنفسه أو كان له تأثيراً بارزاً فيها لذلك جاءت الرسالة في مقدمة وخمسة فصول فضلاً عن الخاتمة. أعطى الفصل الاول للرسالة فكرة عن حياة ماو تسي تونغ الاجتماعية كيف نشأ وتعلم وما أبرز المحطات الفكرية التي وقف عندها والتي كانت سبباً في صقل شخصيته السياسية وتوجهه الفكري، كما بين هذا الفصل أولى النشاطات السياسية لماو وأبرز نتاجاته الفكرية أيضاً سواء كان من المؤلفات أم الشعر.

أما الفصل الثاني( دوره السياسي في الصين السياسة1921- تشرين الثاني1930) فسلطت الباحثة الضوء على دور ماو تسي تونغ في المراحل الأولى للحزب الشيوعي الصيني: كيف انتمى ماو إلى ذلك الحزب وحضوره للمؤتمر التأسيسي الأول عام1921 . وماهو دوره في التحالف الثنائي بين الحزب الشيوعي الصيني وحزب الكومنتانغ وكذلك دوره في عمليات توحيد الصين وأخيراً كيف أنقذ ماو تسي تونغ الحزب الشيوعي حينما نشب الخلاف مع الكومنتانغ مما دفع ماو لقيادة الفلاحين عام 1927 وتأسيس أكبر قاعدة عسكرية للشيوعيين في اقليم كيانغسي التي ستقف بوجه حملات الكومنتانغ العسكرية أبتداء من كانون الاول عام1930.



أن دور ماو تسي تونغ في قتال قوات الكومنتانغ كان المحور الأساسي للفصل الثالث( دوره السياسي في الصين كانون الأول-1930/ حزيران -1937) إذ تطرقت الباحثة في هذا الفصل إلى دور ماو تسي تونغ في التصدي للحملات الثلاث لقوات الكومنتانغ على قاعدته في اقليم كيانغسي وعندما نجح في ذلك أختاره زملاؤه في الحزب ليصبح رئيساً للجمهورية السوفيتية في الصين عام 1931 فبدا دوره للتصدي للحملة الرابعة والخامسة لقوات الكومنتانغ وعندما اشتدت الهجمات على قواته قرر قيادتهم في مسيرة طويلة عبر السهول والوديان والجبال بمسافة( 6000 ميل) ولمدة عام كامل من تشرين الأول 1934-تشرين الاول 1935 إلى أن أوصلهم إلى بر الآمان عند منطقة شنسي القريبة من الاتحاد السوفيتي، وبعد أن أستقر هناك وكون جيشاً قوياً عاد ليبحث عن التحالف مع حزب الكومنتانغ من أجل قتال اليابان إلى أن نجح في تشكيل الجبهة المتحدة في شباط عام1937.في حين أن الفصل الرابع( دوره السياسي في تموز -1937/ تشرين الأول- 1949) اقتصر على الحروب التي شارك فيها ماو تسي تونغ ابتداء من الحرب الصينية اليابانية عام 1937 ومروراً في دور ماو السياسي والعسكري خلال سنوات الحرب العالمية الثانية 1939 -1945 ووصولاً بمراحل انتصاره في الحرب الأهلية الصينية 1945-1949 وإعلانه قيام جمهورية الصين الشعبية في تشرين الأول 1949.



وأخيراً جاء الفصل الخامس( دوره السياسي في الصين الشعبية تشرين الأول 1949- أيلول 1976 ) ليبرز دور ماو تسي تونغ عندما أصبح رئيساً لجمهورية الصين الشعبية (1949-1976) سواء كان في مجال السياسة الداخلية او الخارجية، وفيما يخص السياسة الداخلية سلط الضوء على المشاريع التي طرحها ماو من أجل تنمية البلاد وأبرزها قانون الإصلاح الزراعي والتعاونيات الزراعية ومشروع القفزة الكبرى إلى الأمام والكومونات الشعبية والثورة الثقافية الكبرى.أما السياسة الخارجية فركزت الباحثة على سياسته تجاه الاتحاد السوفيتي كيف سافر إلى ذلك البلد وعقد معهم اتفاقية للتعاون العسكري والتضامن الاقتصادي فضلاً عن ذلك تناول الفصل أيضاً سياسته تجاه الولايات المتحدة الأمريكية مبتدئاً بمشاركته في الحرب الكورية التي أثبت قدرته وقوته العسكرية لتأتي بعدها مرحلة صنعه للأزمات وضربه للمصالح الأمريكية في آسيا وهو ما أجبر في النهاية الرئيس الأمريكي نيكسون الى زيارة بكين والاعتراف بنظام ماو تسي تونغ ودولته الصين الشعبية.





بقلم / فائق الرماحي

تاكات المحتوى: دراسة في جامعة بابل : حول الدور السياسي ل(ماو تسي تونغ) في الصين
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل