باستخدام الموديـل الكنـدي لدراسة الهائمات النباتيـة باحثة بجامعة بابل تتمكن لاول مرةمن تسجيل تسعة وحدات تصنيفية جديدة من الطحالب العراقية

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 996

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 07/07/2014

اخر تصفح: 2024/04/20


باستخدام الموديـل الكنـدي لدراسة الهائمات النباتيـة
باحثة بجامعة بابل تتمكن لاول مرةمن تسجيل تسعة وحدات تصنيفية جديدة من الطحالب العراقية


تمكنت الباحثة ذرى محمــد حســـــن الياســــري في قسم علوم الحياة في كلية العلوم بجامعة بابل ولاول مرة من تسجيل تسعة وحدات تصنيفية جديدة على فلورا الطحالب العراقية تعود الى انواع الطحالب الغير دايتومية Non-Ditomic algae.جاء ذلك في رسالة الماجستير الموسومة (تقييـم بيئي لمياه الصـرف الصـحي لمدينـة الحلة/العراق باستخدام الموديـل الكنـدي ودراسة الهائمات النباتيـة) المقدمة من قبل الباحثة إلى مجلس كلية العلوم وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في علوم الحياة/بيئة وتلوث بإشراف الدكتور جاسم محمد سلمان.

وتوصلت الباحثة الى مجموعة من الاستنتاجات ابرزها وجود إرتفاع قيم أغلب المعايير البيئية المدروسة وتجاوزها المحددات العراقية والعالمية ، وخصوصاً الكلوريدات والأمونيا وإرتفاع تراكيز العناصر الثقيلة في المياه بالطورين الذائب والدقائقي الذي أدى إلى إرتفاعها في الرواسب بالطورين المتبادل والمتبقي وبالتالي إرتفاعها في النباتات المائية (نبات القصب Phragmites australis) وإبتعادها بشكل كبير عن المحددات العراقية خصوصاً عنصري (الرصاص والكادميوم) عدا عنصر الكوبلت الذي كان ضمن الحدود العراقية المسموح بها لنظام الري كذلك سجلت الدراسة الحالية (تسعة) وحدات تصنيفية من الهائمات النباتية كتسجيل جديد على فلورا الطحالب العراقية، تعود هذه الأنواع الى الطحالب الغير دايتومية Non-Ditomic algae بالاضافة الى تأثير مراحل المعالجة على كثافة الهائمات النباتية بإختلاف نوعية المياه والفضلات المطروحة وسيادة الطحالب الغير دايتومية Non-Ditomic algae نوعاً وكماً على الطحالب الدايتومية كذلك سيادة الطحالب الخضر-المزرقة Cyanophyceae في الدراسة الكمية بكثافة بلغت 89% من مجموع الهائمات النباتية المسجلة طوال مدة الدراسة فضلا عن تردي نوعية المياه المعالجة إذ تراوحت ما بين ضعيفة Poor وحافية Marginal وذلك من خلال تطبيق الموديل الكندي CCME WQI .

وخرجت الباحثة بمجموعة من التوصيات ابرزها إجراء دراسات أخرى حول دور الهائمات النباتية في المعالجة الإحيائية لمياه الفضلات وإمكانية استخدامها كمعالجة ثالثية في محطات المعالجة لكفاءتها وكلفتها الواطئة وضرورة زيادة الاهتمام بدور النباتات المائية التي تقوم بالتنقية الذاتية للمياه من خلال عملها كمستودع لخزن العناصر الثقيلة مثل (نبات القصب Phragmites australis) الذي أظهر قدرة عالية لتراكم العناصر الثقيلة كذلك اعتماد دليل نوعية المياه (الموديل الكندي) كأداة علمية وإدارية لتزويد الجهات المسئولة بالمعلومات التي يمكن توظيفها لإستخدامات المياه المختلفة ، و المراقبة المستمرة من قبل الجهات البيئية بالاضافة الى زيادة كفاءة عملية المعالجة في محطات معالجة المياه الثقيلة ومحاكاة الطرق المتطورة بإدخال المعالجة الكيميائية والبايولوجية المتقدمة لتقليل الملوثات والعناصر الثقيلة المطروحة لغرض الوصول الى المعايير والمحددات المعتمدة .

وقد أُجريت الدراسة الحالية لتقييم نوعية مياه محطة الحلة المركزية لمعالجة مياه الفضلات في المعميرة- محافظة بابل/وسط العراق. تضمن ذلك دراسة بعض العوامل الفيزيائية والكيميائية والكلوروفيل-أ ، وقياس تراكيز بعض العناصر الثقيلة في المياه والرواسب والاجزاء النامية حديثاً لنبات القصـب (Phragmites australis) ودراسة كمية ونوعية للهائمات النباتية، وتطبيق دليل نوعية المياه (الموديل الكندي WQI CCME) لتحديد صلاحية المياه المعالجة لأغراض الري حيث جُمعت نماذج الدراسة من مياه الصرف الصحي لمحطة معالجة مياه الفضلات في المعميره– محافظة بابل والمبزل الذي تطرح فيه المياه بعد معالجتها، بمعدل 12 عينة بصورة نصف شهرية للفترة الممتدة من تشرين الثاني 2012 الى نيسان 2013، وتم إختيار 3 مواقع لتنفيذها ]الدفق الداخل In-Effluent و أحواض التهوية Aeration والدفق الخارج الذي يمثل مياه المبزل Effluent [ وقد أظهرت نتائج الدراسة إن درجة حرارة الهواء والماء تراوحت ما بين (13-37) م? (12-32) م? على التوالي ، أما التوصيلية والملوحة فتراوحت ما بين (1351-4221) مايكروسمنز/سم و (0.861-2.765) ‰ ، في حين كانت المياه تميل للجانب القاعدي إذ سجل الأس الهيدروجيني قيما تراوحت بين (7.2-7.8) . أما المواد الصلبة الذائبة الكلية TDS فتراوحت ما بين (2785-3651) ملغم/لتر في حين كانت المواد الصلبة العالقة الكلية (21-1788) ملغم/لتر كما سجل الأوكسجين الذائب تذبذباً خلال فترة الدراسة فتراوح ما بين (0.6-5.9) ملغم/لتر ، أما المتطلب الحيوي للأوكسجين فتراوح ما بين (20-673) ملغم/لتر ، تراوحت القاعدية الكلية ما بين (15-190) ملغمCaCO3/لتر ، والعسرة الكلية تراوحت ما بين (860-3100) ملغمCaCO3/لتر ، أما عسرة الكالسيوم والمغنيسيوم فقد تراوحت ما بين (164.321-641.286) ملغمCaCO3/لتر (26.549 - 629.126) ملغمCaCO3 /لتر على التوالي . وسجلت الكلوريدات قيم مرتفعة في جميع المواقع وطوال مدة الدراسة فتراوحت بين (340.329 - 721.323) ملغم/لتر .كذلك تذبذبت تراكيز المغذيات إعتماداً على نوعية مياه الموقع وتاريخ جمع العينة إذ سجلت الأمونيا تراكيز مرتفعة خلال مدة الدراسة تراوحت ما بين (N.D-19.891) ملغم/لتر ، أما مدى تراكيز النترات والنتريت والفوسفات فتراوحت ما بين (10.415-100.544), (0.165-5.752) (22.379-196.6) ملغم/لتر على التوالي . تبايــن الكلوروفيل-أ باختلاف المواقع ونوعية المياه الا إنه سجل ارتفاعا خلال الاشهر الحارة فتراوح بين (7.57-44.884) ملغم/لتر .

كما تضمن البحث دراسة الهائمات النباتية كميا ونوعيا في مياه الصرف الصحي وكانت السيادة للطحالب غير الدايتومية Non-Ditomic algae كماً ونوعاُ على الطحالب الدايتومية ، إذ سجلت الدراسة النوعية 147 وحدة تصنيفية تعود الى 58 جنساً ، شكلت الطحالب الغير دايتومية 55.7 % من مجموع الهائمات النباتية المشخصة خلال مدة الدراسة (الطحالب الخضر-المزرقة 31.2 % ، الطحالب الخضر 11.5 % ، الطحالب اليوغلينية 6.1 % ، أما الطحالب الصفر والطحالب الذهبية والطحالب البرواتيه فسجلت 2.04 % ، الطحالب الحمر 0.68 %) أما الطحالب الدايتومية فشكلت 44.2 % من مجموع الهائمات المشخصة خلال مدة الدراسة . أما الدراسة الكمية فسجلت 342687.8 خلية×103/لتر تعود 89% منها الى الطحالب غير الدايتومية Non-Ditomic algae ومن هذه السيادة كانت الطحالب الخضر-المزرقة تشكل 72.3 % ، أما الطحالب الدايتومية فشكلت 11 % من مجموع الهائمات المسجلة في الدراسة الكمية وقد سجلت الدراسة لأول مرة( 9 )وحدات تصنيفية كتسجيل جديد على فلورا الطحالب العراقية وهي : Anabaena naviculoides Fritsch ،Arthrospria jenneri ، Camptylonemopsis minor Desikachary ، Lyngbya polysiphoniae Fremy ، Echinosphaerella limnetica G.M. Smith ، Excentrosphaera viridis Moore ، Sphaeroplea annulina (Roth) C.A.Agardh ، Trachelomonas dybowskii drezepolskii ، Hemidinum nasutum stein كما تـم دراسة نوعية المياه المعالجة باستخدام دليل نوعية المياه (الموديل الكنديWQI CCME) اذ تراوحت قيّم مياه الدفق المعالج الخارج من المحطة ما بين (25-54) لذا صُنفت ضمن الفئتين الضعيفة Poor والحافية Marginal وذلك لارتفاع الملوثات وابتعادها عن المحددات العراقية المعتمدة للمياه المستخدمة للري كما أُجري التحليل الإحصائي بتطبيق (نظام التحليل التوافقي CCA) باستخدام برنامج Canoco Ver.4.5 بغية تحديد المتغيرات الأكثر تأثيراً في قيم نوعية المياه . كما واستخدم برنامج التحليل الإحصائي SPSS Ver.17 لاستخراج الفروق المعنوية وعلاقات الارتباط بين المعايير المدروسة .

وبين البحث الى ان تغاير المناخ وشحة المياه والجفاف الذي يشهده العالم خصوصاً خلال الفصول الحارة، تجعل من الضروري اعتماد مشاريع اعادة استعمال المياه المصرفة كمياه الصرف الصحي المعالجة لأعمال الري على الأقل والمعروف أن الماء يغطي ثلاثة أرباع الكرة الأرضية إلا أن سوء الاستخدام والهدر المستمر جعل العالم بحاجة ماسة إلى الماء ، مثلاً في العراق يُستهلك من الماء يومياً في حدود 7.8 مليون م 3 يعود منها 5.8 مليون م 3 إلى المسطحات المائية والمبازل والأنهار ومنها نهري دجلة والفرات كما إن قلة المياه هو مؤشر تهديد حقيقي للبيئة إذ بيّنت الاحصائيات العالمية أن استعمال المياه ازداد ثلاثة أضعاف عن عام 1950 ، وأن واحداً من أصل ستة أشخاص لايمكنه الحصول على مياه شرب آمنة ، وأن قلة المياه الصالحة للشرب وتصريف المجاري تؤثر على صحة 1.2 مليون شخص سنوياً كما أظهرت توقعات برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) إنّ حوالي ثُلث سكان العالم يعيشون في بلدان تعاني من شحة مياه ضمن معدلات تتراوح بين متوسط إلى عالي من إجهاد الماء ، إذ إنهم يستهلكون 10% من مصادر المياه العذبة المتجددة كما إن "أزمة المياه" التي يشهدها العالم اليوم هي نتيجة التوزيع السيئ لهذه الثروة وعدم التدوير اضافة الى التصريف الخاطئ وعوامل أخرى كثيرة ساعدت في إنتشار هذه الأزمة وقد أدى تصريف مياه الفضلات السكنية والصناعية في مسطحات المياه الطبيعية من أنهار وجداول وبحيرات إلى تحويلها مستودعات للمياه القذرة الآسنة ذات روائح كريهة وتكاد تكون معدمة فيها الحياة المائية ، وتشير التقارير إلى أن معظم أنهار العالم ملوثة ولكن بدرجات متفاوتة وإن 70% من المياه المسترجعة الى مياه الأنهار مباشرةً هي مياه صرف صحي دون معالجة و20% تصدر روائح كريهة و 10% فقط لايسكب مع المياه السطحية ، وأن حجم المياه المسترجعة غير المعالجة إلى نهريّ دجلة والفرات تصل إلى (425) مليون م3 وهذا يؤدي الى نقص الأوكسجين الذائب (DO) مما يساعد على التلوث العضوي ومايرافقه من تلوث كيميائي كما إن الفائدة الأساسية من اعتماد محطات معالجة مياه الفضلات البلدية هي توفير مياه صالحة لسقي الحقول والمزارع وبتكاليف ليست باهضة ، وإيجاد مصدر ثابت لمياه جديدة ويعد هذا السبب الأكثر شيوعاً لإنشاء محطات إعادة استخدام مياه الفضلات هو للحفاظ على المصادر الطبيعية وذلك بتوفير مصدر مياه جديد لسد الاحتياج المتزايد على الماء من قبل السكان.
إضافة إلى أنها طريقة اقتصادية في الحد من تلوث المسطحات المائية و وضع معايير تصريف وفرض عقوبات صارمة للمخالف ، فضلاً عن إمكانية استرجاع المغذيات من مياه الفضلات وبذلك يمكن التقليل من استعمال الأسمدة الكيميائية وبما أن الحاجة الى المياه الصالحة للشرب والاستعمالات الأخرى في تزايد مستمر في المجتمعات ولاسيما المتقدمة منها . إذ وصلت الحاجة الحرجة في أن مصادر مياهها لا تكفيها لذا وجب التعرف على تقنيات تدوير مياه الفضلات التي تعدّ واحدة من أهم القضايا البيئية في الوقت الراهن ، وهي ليست من القضايا المستحدثة إذ إن إعادة استعمال مياه الصرف الصحي لسقي الأراضي الزراعية يمتد إلى 3000 سنة من عهد الحضارة اليونانية.

بقلم / عادل الفتلاوي

اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  

تاكات المحتوى: باستخدام الموديـل الكنـدي لدراسة الهائمات النباتيـة باحثة بجامعة بابل تتمكن لاول مرةمن تسجيل تسعة وحدات تصنيفية جديدة من الطحالب العراقية
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل