أستاذ في العلوم التربوية والنفسية بجامعة بابل يحذر من الآثار الاجتماعية لتسول الأطفال

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 843

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 06/08/2014

اخر تصفح: 2024/04/19




حذر أستاذ العلوم التربوية والنفسية بجامعة بابل الدكتور عبد السلام جودت التدريسي في قسم العلوم الخاصة بكلية التربية الأساسية من الآثار الاجتماعية للتسول مؤكدا ان الظاهرة تعد من أكثر الظواهر الاجتماعية انتشارا في العالم وقلما يوجد مجتمع يخلو منها بسبب قدرتها على التخفي بأشكال متعددة , فهي نتاج الحضارة الإنسانية ومن نتائج الفوارق الطبقية حسب الفترات التي مر بها العالم وتقسيماته الى دول غنية ودول فقيرة , اذ تنامت هذه الظاهرة مع النمو الحضاري وبشكل متواز وحسب طبيعة كل مجتمع وكذلك حسب الفترات الزمنية التي يمر بها المجتمع , وقد أتاح لها ذلك وضعا مألوفا ومقبولا من قبل الآخرين وفسح المجال لها للنمو والاستمرار بعيدا عن كل رادع قانوني واجتماعي .وأضاف: ان ظاهرة التسول استقطبت كل فئات الأعمار سواء الشباب والكهول والنساء والأطفال وقد شكل انخراط الأطفال في هذه العملية خطورة فادحة تستوجب الانتباه لها وتوخي الحذر باعتبار الأطفال هم دعامت المستقبل التي يعتمد عليها في بناء التنمية الوطنية , وان تعرضهم لمشاق هذه الظاهرة وحرمانهم من كل حقوقهم كالصحة والتعليم يعتبر عمل غير أخلاقي ولا إنساني تنئى عنه كل المبادئ والتشريعات الدولية.



وبين الدكتور جودت ان للمؤثرات الاجتماعية نمط خاص في تأثيرها على ظاهرة التسول وقد تبعدنا بعض الشئ عن ماهو شائع ومعروف,ومن أهمها اعتماد الفصل مابين الفقر والتسول وفي كيفية الأساليب التي يمكن إتباعها في تحديد كل منها كظاهرة خاصة وكذلك في كيفية إتباع الطرق الملائمة لمعالجتها ,ومع علمنا ان التسول خارج من رحم الفقر ومن مسبباته ويشترك في الكثير من مواصفاته,إلا إن الفقر يكون واضحا بين الفقر كحالة يتعرض لها الفرد بسبب انخفاض في المستوى المعيشي وصعوبة معالجتها بسبب العجز المادي وبين التسول في استفادته من استغلال الفقر كمهنة تدر عليه ايراداً منظما ومستمرا وتحويله في عالم خاص مرغوب له من الضابط والتأثير على الفرد بحيث لا يفكر في التخلص منها,وما يؤكد ذلك فشل أكثر الإجراءات في الحد من هذه الظاهرة.وأضاف: إن من أهم الآثار الاجتماعية للتسول هي التفكك العائلي الذي يعد احد المؤثرات المؤثرة في تصدع البنية الاجتماعية وإعاقة تقدمها,فالعوامل التي تؤدي إلى التفكك الأسري قد تختلف حسب الوضع المعيشي للأسرة,ففي المجتمعات التي تعاني من التخلف تغلب عليها الأسباب المادية كالفقر والزواج اللامتكافئ وتفشي الجهل,أما في المجتمعات المتحضرة فان معاناتها تاتي بالأساس من الحراك الاجتماعي الذي يهدد اللحمة الاجتماعية بالتفكك والتشرذم واستخدام العنف في التعامل بين أفراد الأسرة وهو أمر شائع وفي حالة ازدياد بسبب المتطلبات المتنامية للحياة نتيجة التقدم الحضاري وأكثر نتائجه السلبية تكون على الطفل بصورة اشد وطئه من بقية أفراد الأسرة,ففي الوقت الذي يكون الطفل في اشد الحاجة إلى الحنان والرعاية يتعرض لحالات من العنف والقسوة بعيدا عن ما يفترض أن يحصل عليه في عالمه الخاص.



كذلك فان التسرب المدرسي يعد أيضا من أهم الآثار الاجتماعية للتسول اذ تعتبر هذه الظاهرة (ترك الدراسة قبل انهاء مرحلة معينة من التعليم او ترك الدراسة بعد إكمال نهاية المرحلة الدراسية المقررة) احد ملامح التسول الاجتماعية والناشئة عن الاضطرابات التي تعصف بالعائلة بسبب الوضع المادي ومظاهر الفقر والعوز ومحاولة زيادة دخل العائلة بتشجيع الأطفال على ترك الدراسة والعمل او التسول خارج البيت او بسبب الإهمال لرعاية الأطفال بسبب اليتم او الزواج الثاني او لسوء سلوك احد الأبوين.وتابع حديثه بالقول : إن من الآثار الاجتماعية الأخرى للتسول هو الانحراف الذي يعد من المشاكل الناتجة عن الظاهرة فان الأطفال بعد سن (10- 12) سنة من المتسولين يتعرضون إلى الانحراف غالبا , ففي هذه السن لم يعد يصلحوا للتسول لمقدرتهم على العمل وقلة مجال مساعدتهم من الآخرين , وان عملوا فكثيرا ما يتعرضوا للتحرش الجنسي او استخدامهم لأعمال غير قانونية كالسرقة وتوزيع المخدرات وغيرها مما يوفر لهم مردودا مناسبا وهو ما يدفعهم إلى التسول والانحراف وبالتالي تحولهم إلى عناصر خطرة على أنفسهم ومجتمعاتهم .



بقلم/ مرتضى علي/عادل الفتلاوي

تاكات المحتوى: أستاذ في العلوم التربوية والنفسية بجامعة بابل يحذر من الآثار الاجتماعية لتسول الأطفال
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل