دراسة بحثية في كلية الآداب تناولت (دمى وألواح فخارية من مدينة بيكاسي )

نشرت مجلة العلوم الإنسانية في جامعة بابل بعددها الرابع في مجلدها الاثنى والعشرين دراسة بحثية بعنوان (دمى وألواح فخارية من مدينة بيكاسي ) للتدريسي من كلية الآداب بجامعة بابل عباس زويد موان الجبوري وقدبين الباحث في دراسته إن تحري الفنون التشكيلية في بلاد الرافدين يكشف بان المفاهيم والاعتقادات والاجتماعية كانا يمثلان حجر الزاوية في فنون الإنسان القديم سواء أكان في عصور قبل التاريخ أو في العصور التاريخية إذ احتوت هذه الفنون ولاسيما تلك الإعمال الطينية الصغيرة (التراكوتا) التي تأتي في مقدمتها الدمى والألواح الفخارية بعض الإبعاد الروحية والأسطورية التي يمكن إن تعطي تفسير منطقي للعلاقة بين الإنسان القديم وطبيعة الكون والإلهة وإذا ركز الباحث على بعض الجوانب الاجتماعية في حياة الإنسان القديم بالاعتماد على مجموعة من المصادر حيث يجد إن هذه الإعمال الفنية كانت قد استعملت في مختلف النشاطات الطقوسية والسحرية عند الإنسان في بلاد الرافدين وذلك لاعتقادهم بان هذه المصنوعات الفخارية يمكن آن تجلب لهم الحظ الجيد وتحميهم من الشر ولهذا كانت واسعة الانتشار والاستعمال بينهم .وأكد الباحث أن دراسة الدمى والألواح الفخارية بمواضيعها ومضامينها الفنية المختلفة تحظى بعناية خاصة كونه تعكس لنا ماكان سائدا في المجتمع من عادات وتقاليد ونشاطات يومية خلال مدة زمنية محددة فضلا عن كونها حير معين لنا للتعرف على ماكانت عليه سمات وإشكال الأشخاص سواء كان للرجل أو المرأة وذلك من خلال تقاسيم الوجه وتفاصيل الجسم وتسريحات الشعر فضلا عن التعرف على إشكال الحلي والملابس وطرز زخرفها كما تتيح لنا هذه المنحوتات الاطلاع على جانبا من أنواع الحيوانات والنباتات التي كانت معروفة آنذاك .


ونظرا لأهمية هذه الدراسة توجه الباحث في هذا البحث إلى دراسة سبعة دمى وألواح فخارية منتقاة من موقع مدينة بيكاسي (تل أبو عنتيك) عثر عليها خلال تنقيبات الموسم الخامس لسنة 2007 وان مدينة بيكاسي والتي تعرف حاليا باسم تل أبو عنتيك شمال شرق مدينة الكوفة حاليا .وتناول الباحث في مضمون بحثه إلى معاثر الدمى والألواح وذلك كونها تشكل الأساس الذي يعيننا في التعرف على مدلولاتها ومضامينها الفنية وثم عرج على وصفها وتحليل مضامينها بصورة عامة ومواد وتقنية صنعها وأسلوبها الفني .وتوصل الباحث في ختام دراسته إلى مجموعة من الاستنتاجات وعلى النحو الأتي وهو انه يرجع تاريخ تلك الألواح والدمى إلى العصر البابلي وكذلك تتصف تلك الألواح والدمى بشكل عام بكونها معمولة بالقالب من طينة حمراء اللون تظهر عليها بقايا شوائب ومن الاستنتاجات الأخرى هي بينت لنا تلك الدمى والألواح على الرغم من قلتها جانبا من العناصر الفنية (الايكونوغرفية) كطرز الملابس وأغطية الرأس والحلي والأسلحة وتسريحات الشعر التي كانت معروفة آنذاك

بقلم /رياض الحسيني