اطروحة دكتوراه في فنون بابل تناقش وظيفة الثابت والمتحول للماكياج في العرض المسرحي العراقي

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 1198

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 23/09/2014

اخر تصفح: 2024/04/25




اطروحة دكتوراه في فنون بابل تناقش وظيفة الثابت والمتحول للماكياج في العرض المسرحي العراقي

نوقشت في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل اطروحة الدكتوراه الموسومة (وظيفة الثابت والمتحول للماكياج في العرض المسرحي العراقي) تقدم بها الباحث حميد عبد الله علوان قدح باشراف الدكتور احمد سلمان عطية.واوضح الباحث ان الاطروحة اتخذت من موضوع الثابت والمتحول منطلقاً لدراسة وظيفة وطبيعة دلالات فن الماكياج بغية الوصول إلى قراءة موضوعية لشكل الماكياج لإيصال شفرات وعلامات دلالية وإنشاء تشكيلات مختلفة للواقع تعطي بناءاً تعبيرياً ورمزياً متنوعاً يقوم بإيجاد وإعادة بناء الصورة المعرفية الجمالية لشكل العرض في إطارها الزماني والمكاني ضمن تحول وتنوع في ملامح الوجود المرئي على خشبة المسرح . ويقترب من تحديد أشكال وملامح جديدة صورية تؤدي إلى تحول كبير في المنظومة الأدائية للعرض، عن طريق التحول والتغيير الحاصل في ماكياج وأفعال الشخصيات وانبثاق مظاهر داخلية وخارجية مختلفة متنوعة تُعدَّ تحولاً في سلوك الشخصيات وصراعاتها، وإيجاد أساليب جديدة إبداعية تتماشى مع المعترك الجمالي للتجارب الإخراجية ومفردات العرض المسرحي، من خلال وسائل وعناصر الشكل (شكل الماكياج) الاتصالية والتي ترتكز على الإبداع العقلي والمهاري لمصمم الماكياج، وبما يكتسبه من خبرة فنية مع كل نوع وفن من أساليب المخرجين وتعدد الآليات في تقديم وإظهار شكل الشخصيات داخل المنظومة البصرية للعرض المسرحي.


واضاف: تضمنت الدراسة أربعة فصول ، اشتمل الفصل الأول منها على الاطار المنهجي للبحث والذي شمل صياغة مشكلة البحث من خلال التساؤل عن (وظيفة الثابت والمتحول للماكياج في العرض المسرحي العراقي؟)، كما تضمن الفصل على أهمية البحث في انه يتناول موضوع الثابت والمتحول في الماكياج المسرحي والية اشتغاله وظيفياً في التعامل مع مفردات بناء الشخصية المسرحية وبما يتفق مع احداث وفكرة العرض ،كما تضمن الفصل على هدف البحث في انه يسعى الى تعرف وظيفة الثابت والمتحول لشكل في الماكياج وما يحققه من دلالات في العرض المسرحي ، أما حدود البحث فقد كانت زمانياً (2012) وهي العروض التي تزامنت مع فترة إعداد البحث ومكانياً (بابل / كلية الفنون الجميلة، بغداد/ الفرقة القومية للتمثيل، الموصل/ كلية الفنون الجميلة، الديوانية، نقابة الفنانين، البصرة/ كلية الفنون الجميلة)، موضوعياً دراسة موضوعة الثابت والمتحول في الماكياج وصولاً إلى تحقيق دلالات متعددة في العرض المسرحي العراقي، أما الفصل الثاني فقد شمل الإطار النظري للبحث وتضمن أربعة مباحث هي الأول: الثابت والمتحول فلسفياً والثاني الثابت والمتحول نفسياً. والثالث: الثابت والمتحول في الماكياج وآلية الاشتغال والرابع: الماكياج وعلاقته بعناصر العرض من خلال الثابت والمتحول ثم اختتم الفصل بعدد من المؤشرات التي صيغت منها أداة تحليل عينات البحث بالإضافة إلى مشاهدة الباحث للعروض والدراسات السابقة. أما الفصل الثالث فقد شمل إجراءات البحث ، إذ تضمن مجتمع البحث وعينته وأدواته كما شمل الفصل توضيح إجراءات صدق الأداة والثبات والوسائل الإحصائية التي اعتمدت في استخراج نتائج البحث كما شمل تحليل عينة من ستة نماذج من العروض المسرحية العراقية هي: مسرحية (العدالة في العالم الآخر) ، تأليف: سوسيل اسحق، إخراج: عقيل ماجد حامد/ كلية الفنون الجميلة / الموصل. مسرحية (حروب)، إعداد: سعد محسن، إخراج: إبراهيم حنون/ الفرقة القومية/بغداد. مسرحية(أنا والعذاب وهواك)، تأليف وإخراج: عواطف نعيم / الفرقة القومية/بغداد. مسرحية (مغامرة كونية)، تأليف وإخراج: عباس رهك/كلية الفنون الجميلة/جامعة بابل. مسرحية (شابلن)، تأليف وإخراج: انس راهي/ نقابة الفنانين- الديوانية. مسرحية (شواطئ الجنوح)، تأليف وإخراج: منعم سعيد/ نقابة الفنانين- الديوانية.


مؤكدا ان الماكياج يعد أحد عناصر تشكيل هيأة الممثل في الصورة المسرحية لما له من قدرة على التحول داخل العرض وبث عدد كبير من الدلالات لأنه يصل بالمشاهد إلى فهم الشخصية وتحولاتها في أي لحظة، فالماكياج يعمل وفق نطاق المألوف فاللون الأحمر يشير إلى وجود الجروح والكدمات أويشير اللون الأصفر على وجه الممثل إلى المرض واعتلال الصحة ، أما إذا وضع اللون الأحمر على الخدود أو على الشفاه فقد يشير إلى حالة الشباب والحيوية والنشاط، أما في حالة وجود اللون الأسود حول العينين فقد يشير إلى إبراز سعة العينين وجمالها وكل ذلك أمر مألوف يحدث في يوميات الناس ولا يحيل إلا إلى واقع لا مجال فيه لمحفز يثير المتلقي من خلال مشاهدته للعرض المسرحي، وكذلك اللون الاحمر عند استخدامه لعمل الندبات والتشوهات على وجه الممثل فأنها قد تشير إلى المرض أو إلى حالة من الشجار والصراع ما بين الشخصيات، وهذا كله اذا ما بقيت تلك الألوان والخطوط والأشكال على حالتها طيلة فترة العرض لتشير إلى معنى واحد فإننا سنسجل على العرض أنه يعمل على الثابت لا على المتحول، أما اذا تغير استخدام الالوان وتغير معه شكل الخط وموضعه على الوجه إذ تتحول وتتداخل الألوان مع بعضها كاستخدام اللون الأحمر مع الاصفر والاسود باشكال وخطوط متداخلة ومتشابكة أو استخدام اللون الأحمر ليغطي نصف الوجه أو رسم الأشكال الهندسية والزخرفية على وجه الممثل.


واضاف: ان ذلك سيدعم العرض بروح من التحولات والتجوال في عالم العلامة، التي تحيل المتلقي إلى تفاعلية وحيوية، تجعل منه مشاركاً يسعى وراء تفسير الدلالات على وفق مرجعياته الفكرية والعلمية والاجتماعية كما يؤثر التغيير والتحول في ألوان وأشكال الماكياج بمكوناته وخاماته على الخبرة الإدراكية للأشياء والاجسام وتكويناتها في العالم المرئي مما يساعد على التمييز بين عدد كبير من الموجودات التي تشكل بيئة العرض، مما ينعكس بدوره على فهم الاشياء والتواصل مع التحولات اللونية والشكلية وإدراكها، وبذلك يكون المتلقي قد خرج بقراءات جديدة تأويلية لشكل الماكياج ” بفعل تحول الصورة وحركتها إلى الأقرب إذ يتم التعرف على بعض عناصر الإدراك الحسي بفعل الحركة بأنها عناصر ذات طاقة كامنة في صورة أخرى من نظام مختلف لأشكال مطلقة لذا فإن الماكياج بأشكاله وألوانه وتكويناته الخطية يحمل معانياً ومضاميناً ” وتعبر ألوانها وأشكالها عن أجواء البؤس والشقاء والاغراء والضحك والفرح والحزن والمرض والترف والتنكر وفي أحيان كثيرة تتحول تلك المعاني والدلالات التي بث معانٍ ومضامين دلالية متنوعة ومتغيرة اخرى جديدة حسب متطلبات العرض وفكرته الفلسفية لا يمكن حينها لأي مهتم بشؤون الفن المسرحي أو ما مختص بالجانب الجمالي والفكري لهذا الفن أن يتجاهل آلية توظيف واستخدام تلك الدلالات والعلامات الناتجة وتأثيرها في خلق معنى جديد لدى المشاهد انطلاقاً من عملية الابداع والمهارة والخبرة الفنية لمصمم الماكياج وقدرته على إمكانية التأثير على المشاهد وإيجاد عدد من التحولات مع مفردات وعناصر تصميم الماكياج وتشكيل صورة الشخصية وأبعادها كاللون والشكل والخامة والخط والملمس، حيث تمتلك هذه العناصر وحسب توظيفها فنياً القدرة على الانتقال والتحول من ثباتها المادي المألوف والابتعاد عن الفكرة الصريحة إلى الرمز والإشارة ومن مطابقة الواقع أو محاكاته إلى الخيال الفكري في محاولة لإيجاد صلة بين الواقع والخيال وصولاً إلى الفهم والاستيعاب إذ وصلت العروض المسرحية في كثير من الأحيان إلى إخفاء التعبير الصريح عن طريق الحركة والحوار المألوف الواضح والانتقال إلى الرموز والدلالات الضمنية ذات القيمة الفنية والجمالية في عناصر العرض بشكل عام وعناصر الماكياج بشكل خاص وقدرتها على التحول . لذا أصبح من الممكن أن يكون للماكياج بألوانه وخطوطه أن يتعدى عمله الجانب الشكلي الذي يحمل معنى واحد ليتحول إلى الجانب الدرامي داخل المنظومة البصرية ليحمل عدد من المعاني بإضافته إلى وجه الممثل لتعزيز إمكانية (الممثل) وتقنياته الصوتية والحركية وبث الدلالات والرموز الصورية جديدة لتبني جميعاً موقفاً درامياً يفتح مجالاً واسعاً للتفسير والتحليل وتعدد القراءات لتعبر عن روح العرض.



بقلم / عادل الفتلاوي

تاكات المحتوى: اطروحة دكتوراه في فنون بابل تناقش وظيفة الثابت والمتحول للماكياج في العرض المسرحي العراقي
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل