باحث في جامعة بابل يكشف عن طرائق وآليات ممارسة الإدارة التربوية للعنف الرمزي على المسرح في مدارس العراق

كشف الباحث مخلد ناهض فليح الخياط في قسم الفنون المسرحية بكلية الفنون الجميلة بجامعة بابل عن طرائق وآليات ممارسة الإدارة التربوية للعنف الرمزي على المسرح في مدارس العراق وذلك في رسالة الماجستير التي اعدها وناقشها الموسومة (واقع المسرح المدرسي في العراق على وفق نظرية العنف الرمزي لبورديو) باشراف الدكتور اياد كاظم طه السلامي.وانطلق الباحث في دراسته من واقع المسرح المدرسي في العراق على ضوء نظرية (العنف الرمزي) للعالم الاجتماعي الفرنسي ( بيير بورديو)، والتي شملت أربعة فصول الأول الإطار المنهجي الذي تضمن مشكلة البحث المرتكزة في السؤال عن واقع المسرح المدرسي في العراق على? وفق نظرية العنف الرمزي لبورديو؟ فيما تجلت أهمية البحث بوصفه يقدم دراسة اجتماعية تربوية، تسلط الضوء على ممارسة المؤسسات التربوية وإداراتها للعنف الممارس بطرائق شتى منها الرمزي ومدى انعكاساته السلبية على أداء المسرح التربوي، أو التعليمي في مدارس العراق، أما هدف البحث فقد تمركز في الكشف عن طرائق وآليات ممارسة الإدارة التربوية للعنف الرمزي على المسرح في مدارس العراق, وأما حدود البحث فكانت زمانيا ما بين عام، ( 2003 – 2011 ) لحدوث تغيرات واتجاهات سياسية واجتماعية مختلفة، انعكست على العملية التربوية، وخاصة المسرح المدرسي.



أما الحد المكاني فقد اقتصر على مدارس الحلة في محافظة بابل, وتركز الحد الموضوعي على دراسة العنف الرمزي الذي تمارسه الإدارة التربوية والمدرسية تجاه المسرح في مدارس الحلة ومدرسي التربية المسرحية, في حين جاء الفصل الثاني حول الإطار النظري والدراسات السابقة وتألف هذا الفصل من أربعة مباحث، الأول تضمن دراسة في نظرية العنف الرمزي لـ( بيير بورديو ) من حيث المرجعيات، وأصول وقواعد هذه النظرية، وتطبيقاتها، أما المبحث الثاني: مقارنة بين نظرية (بورديو) والمسرح التربوي في الوطن العربي، أما المبحث الثالث فقد اوضح أنواع الإدارة المدرسية العاملة في المدارس، أما المبحث الرابع فقد تناول واقع المسرح المدرسي في الحلة في ضوء الإدارة المدرسية، والحقبة الزمنية لهذا الواقع المحصورة بين عام (2003- 2011)، وتناول الباحث في هذا المبحث التغيرات في أهداف المسرح المدرسي في الحلة نتيجة التغيرات السياسية التي تأثرت بها المؤسسة التربوية وإداراتها، ثم اختتم هذا الفصل بالدراسات السابقة.


في حين تطرق الفصل الثالث الى إجراءات البحث الذي إِشتمل مجتمع البحث المؤلف من (23) مدرسة في مركز مدينة الحلة والتي تضم في كادرها مدرسي التربية المسرحية فقط في حين اشتملت عينة البحث الإدارة المدرسية، ومدرسي التربية المسرحية، وطلبة الثاني متوسط في المدارس الثانوية والمتوسطة، وكان المجموع الإجمالي (3181) من خلال عينة بلغت (365).وتوصل الباحث الى جملة من النتائج منها عدم إيمان المؤسسة التربوية بالمسرح وبدوره في حياة الطلبة، وعدّها المسرح مجرد نشاط لا صفي كذلك عدم وجود أوامر أو توجيهات إدارية تشير أن (التربية المسرحية) هي جزء من مادة (التربية الفنية)بعدها استخلص الباحث استنتاجات مهمة منها قلة اهتمام المؤسسة التربوية بالمسرح المدرسي والذي يؤدي إلى غياب الحوار الحقيقي بين المؤسسة التربوية ومدرسي التربية المسرحية،مما يضعف الثقة المتبادلة، ويبعد المسافات بين الطرفين، ويمهد الطريق نحو إثارة حفيظة المدرسين تجاه مؤسساتهم التربوية مع عدم وجود مشرف اختصاص تربية مسرحية، يؤدي إلى غياب التعاون والتنسيق بين مدرس التربية المسرحية والمؤسسة التربوية والإدارة المدرسية.



ونوه الباحث الى ان التربية المسرحية تعد نمط من أنماط التربية الفنية كـ(الرسم، والسيراميك، والخط، والزخرفة، والأعمال اليدوية)، بل هي جزء من العملية التربوية، ولا تتم إلا من خلال وسائل وطرائق المسرح المدرسي، فهي تسهم في اكتشاف وتنمية المهارات الفنية لدى التلاميذ والطلبة، وإبراز طاقاتهم الإبداعية، والتي تسهم في التخفيف من انفعالاتهم، وتساعدهم على تنظيم أفكارهم والتعبير عنها،وبالرغم من أهمية المسرح المدرسي، لم تستطع المؤسسة التربوية في وضع التربية الفنية بعموميتها، والمسرحية بخصوصيتها، بإطار تنظيمي محدد من ناحيتي المنهج والأهداف، بما يدل على عدم استيعاب المؤسسة التربوية على أهمية التربية المسرحية، وعجزها عن مواكبة التطور الحاصل في مجال التربية المسرحية.

بقلم / عادل الفتلاوي