قدما التدريسيان ضياء حمود محمد الاعرجي وسلوى محسن حميد عبد الغني الطائي من كلية الفنون الجميلة في جامعة بابل بحثهم الموسوم " تمثلات الجهاد بين الفكر الإسلامي والرسم العراقي المعاصر ".
وهو محاولة كشف المفاهيم حول العلاقة القيمية للجهاد بين الفكر الإسلامي والرسم العراقي المعاصر، وكون هذه الدراسة جديدة على الساحة الاجتماعية وتضمن البحث : تعريف الجهاد في القرآن الكريم وغاياته السامية. والإعلام والفن ودعوات الجهاد المعاصرة، فقد أورد في هذا البحث إيضاحا لـ : تمثلات الجهاد بين الفكر الإسلامي والرسم العراقي المعاصر.
ووفق هذا تضمن البحث ثلاثة فصول، احتوى الأول على:( مشكلة البحث المتمثلة بالتساؤل الآتي :هل يؤسس الجهاد ناتجا جماليا وروحيا في الرسم العراقي المعاصر؟ وما هي الوسائل الاظهارية التي تعزز هذا المفهوم في الرسم العراقي المعاصر؟، ثم استعرضا الأهمية والحاجة للدراسة الحالية، فضلا عن هدف البحث: كشف تمثلات الجهاد في الرسم العراقي المعاصر. وضمن الفترة الزمنية 2007-2015 ،فضلا عن تحديد مصطلحات البحث)).
وضم الفصل الثاني (الإطار النظري): مبحثين. تناول الأول: مفهوم الجهاد في الفكر الإسلامي. إما الثاني: تمثلات مبدأ الجهاد في الرسم العراقي المعاصر. وانتهى بأهم المؤشرات.
كما تناول الفصل الثالث (اجراءات البحث) :1 -مجتمع البحث.2- العينة(5) نماذج من الرسم العراقي المعاصر،3-منهج البحث: المنهج الوصفي(تحليل محتوى).4- تحليل عينة الدراسة.
وتوصل الباحثان الى ان توظيف المفاهيم الجهادية ظهر مجسدا عبر أشكال من الواقع تحمل مضمون فكري متنوع يؤسس لقيم الجمال داخل العمل الفني .كما ان شكّلَ شكل (الكف) والأشكال الهندسية أو الطبيعية ثنائية ذو قيم جمالية يمكن إستلامها للمتلقين كوحدة مترابطة ومتماسكة ما بين الحرف والأشكال الأخرى المحيطة به. واستطاع الفنان العراقي من توظيف الكلمات في أعماله الفنية ليشكل رموزا دينية لاتخلو من التراث عبر جمالية تمتزج بين الوجدان والروح .ووظّفَ البعض من الفنانين العراقيين في أعمالهم المعاصرة كلمات مقروءة مثل (يا لثارات الحسين) بوصفها كعنصر بنائي يعمل ضمن نتاج فكري ليؤسس إلى فضاء جمالي في اللوحة. وقد سعى المبدع العراقي كفنان معاصر إلى توظيف مفهوم الثورة والشهادة في العمل الفني وفق تلك المضامين الفكرية والتي تحمل قيم جمالية لنتاجات فنية وروحية. وشكّلَ الترابط العلائقي بين الأشكال الكتابية وبقية الأشكال وحدة جمالية من خلال تماسكهما داخل المنتج الفني.هذا وتعددت الأساليب والتقنيات التي استخدمها الرسام العراقي المعاصر لاستلهام مبدأ وثورة الحسين (ع) في نتاجه الفني, والتي تصب جميعها إلى تحقيق الأبعاد التعبيرية والرمزية. وعبَّرَ المصور العراقي عن مفهوم الجهاد في اللوحة من خلال استخدام الرايات والسهام والنبال والأعلام والدروع كرموز متسيّدة في اللوحة وهي تعبير عن مشهد البيئة العراقية (سياسياً وإجتماعياً) . كما حقق الرسام العراقي المعاصر سمات التعبير والرمز حيث وفق بينهما مع العناصر البنائية مستخدماً القيم اللونية بذلك في المنتج التشكيلي .
واوصى الباحثان على إقامة معارض تسعى إلى توظيف مفاهيم الجهاد والشهادة في الفنون التشكيلية. وطباعة ونشر الأعمال الفنية التي تجسد المفاهيم الثورية في المنتج الفني التشكيلي العراقي. وحث المختصين على تبني وتدريس جماليات الحرف العربي.ويقترح الباحثان اهمية وضع دراسة مقارنة بين تمثلات الجهاد في الرسم العراقي المعاصر والرسم العربي المعاصر.
بقلم / عماد الزاملي