اكد استاذ الفيزياء في كلية العلوم جامعة بابل الاستاذ الدكتور رحيم كعيد كاظم المرشدي ان عدد ساعات نوم الناس اصبحت اليوم في تناقص مستمر وأن ( 40 ) بالمائة منهم ينامون أقل من سبع ساعات في الليلة الواحدة بحسب احدث الدراسات البريطانية المعلنة والتي ارجعت ذلك الى نوعية معينة من الاضواء وهي اضواء “ليد” حيث اخذت هذه الظاهرة تتسارع بوتيرة شديدة بسبب هذه المصابيح التي تعد من المصابيح الاكثر توفيرا لاستهلاك الطاقة كما تتميز بصغر حجمها وطول عمرها، وبعد أن كانت تقتصر على الاستخدام سابقا في السيارات اصبحت اليوم منتشرة في المباني والأجهزة المنزلية.ولفت الدكتور المرشدي الى ان انتشار هذه المصابيح بشكل متزايد في حياتنا اليومية ربما يكون بحسب الدراسة البريطانية سببا في تناقص ساعات النوم عند البشر حيث نجد هذه النوعية من المصابيح في أجهزة التلفزيون وشاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية بل وأيضا في إضاءة الحجرات والقاعا اذ ان الضوء الأزرق الذي تنتجه عادة هذه المصابيح يؤدي إلى انخفاض مستوى هرمون (الميلاتونين) مايبقى المخ في حالة يقظة، وهذه مسألة غير مرغوب فيها في ساعات الليل المتأخرة ومع أن أثر الضوء الأزرق على انتاج الميلاتونين وإيقاع الساعة الزمنية قد فحص جيدا إلا أنه لاتوجد حتى الآن بيانات صالحة لإجابات حاسمة حول مدى تأثير شاشات “ليد” فعلا على تدمير إيقاع اليقظة بالنهار وتأخير النوم.
مبينا ان هذا الهرمون يعد المسئول عن تنظيم الإيقاع الحيوي في جسم الإنسان والحيوان وثبت بالتجربة أن من يستخدمون شاشات الكمبيوتر الحديثة التي بها مصابيح “ليد” تأخر إنتاج القدر المطلوب من (الميلاتونين) عندهم ساعة واحدة أكثر من الذين يستخدمون الشاشات القديمة كما أن من يتعرضون للضوء الأزرق يكونون عادة أكثر يقظة من غيرهم وتنشط وظائفهم وقدراتهم العقلية وهذا أمر قد يمثل ميزة أثناء فترة العمل، لكنه يصبح غير مفيد عند النوم ومع هذا فإن الأشخاص الذين أجريت عليهم تجربة شاشات الكمبيوتر بمصابيح “ليد” ناموا بعدها جيدا مثل أولئك الذين كانوا يستخدمون شاشات الكمبيوتر القديمة.


بقلم / عادل الفتلاوي