ناقشت رسالة ماجستير في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل جدلية الحرب والسلام في الفن العراقي القديم للطالب رياض كريم هاشم.

وهدف البحث التعرف على جدلية الحرب والسلام من خلال الشكل والمضمون و تمثلات ذلك على مستوى المعاني، والأساليب، والتقنيات في الفن العراقي القديم .

وتضمنت مشكلة البحث التي أجملها الباحث في كيفية اشتغالات الفنان العراقي القديم حول موضوعة الحرب والسلام ؟وهل تشكل المشاهد الحربية ومشاهد السلام ظاهرة ملفتة للنظر في هذا الفن ؟وما تمثلات ذلك على مستوى المضامين ، والمعاني ، والأساليب ، والتقنيات ،ومقدار ارتباط مثل هذه الاشتغالات في ظواهر دينية، وفكرية، واجتماعية، وسياسية، في حضارة العراق القديم؟

وتوصل الباحث بعد عرض المنجز الفني في العراق القديم إلى عدد من النتائج منها تأثر الفنان العراقي القديم بالحروب، فكان يرسم وينحت لوحات واحفار تمجد الغزوات بوصفه مدونا للتاريخ، وأعمال تصور الانتصارات وتحقيق السلام والازدهار كما ان الأسطورة شكلت جزءا مهما في تمثيل مشاهد الحرب والسلام في الفن العراقي القديم من خلال تضمين الفنان لتلك الأساطير في الكثير من أعماله الفنية في الرسم ، والنحت والفخار والأختام الاسطوانية كذلك شكلت البنية الشكلية والمضمونية لمفهوم الحرب عند الفنان العراقي القديم باختلاف الأزمنة والأمكنة وطرق التفكير وكذلك اختلاف العدو نفسه، فتارة نرى العدو حيوانا مفترسا وتارة نراه متجسدا في قوى الطبيعة الهائلة وتارة يكون العدو قوى غيبية تكمن في عوالم ماورائية وكل تلك المواجهات على اختلاف أشكالها وبناها ساهمت في تأسيس ذلك الوعي الجدلي عند الفنان العراقي القديم في مفهوم الحرب والسلام داخل نظامه الذهني العقلي ، وصنعت منه محاربا ذا أفق فكري يتصدى من خلاله لهجمات الأخر باختلاف ماهياته.



بقلم/عادل الفتلاوي