بعد ان احتضنت رفوفها آلاف الكتب
مكتبة جامعة بابل المركزية صــرح علــمي
وشمــوخ معــرفي

"وخير جليس في الزمان كتاب" هكذا قيل في السابق ، أما الآن وبعد الانفتاح الذي توشح الساحة الثقافية بمختلف الميادين ، والتزاحم أمام باب التعليم بمراحله المختلفة ابتداء من طلبة البكالوريوس وصولا الى قمة هرم الدراسة البحثية والتقدمية.كان وما يزال للمكتبات الدور الفاعل والأبرز في مجال تقديم العلوم المعرفية للطلبة والباحثين أي تخرج من بابها وأنت تحمل سلة معلومات ، على الرغم من الثورة المعلوماتية الالكترونية التي اجتاحت الأوساط الثقافية بخزينتها اللامتناهية.وعندما امتد بصيص النور ليشمل بضياءه مكتبة جامعة بابل المركزية التي تعد من كبرى المكتبات العراقية بما تضمنته من كتب مختلفة ومتنوعة التي تجاوز عددها 42 ألف كتاب ، بالإضافة للكثير من بحوث الترقية والأطاريح وصولا لرسائل الماجستير ، وبعد التوسع الأخير الذي شمل المكتبة أضيفت لها الكثير من الوحدات منها:وحدة المكتبات الفرعية ، وحدة الدراسات الجامعية ، وحدة المراجع الدينية ، الفهرسة ...الخ .الدكتور كريم فخري الأمين العام للأمانة العامة للمكتبة المركزية أوضح قائلا: تعتبر المكتبة العمود الفقري للجامعة بما تحتويه من ارث معرفي كبير ، وإنها المرجع الأساس لجميع الطلبة والباحثين.وأشار ان لمكتبتنا الكثير من المساهمات من حيث مشاركتنا في معارض الكتاب المحلية وحتى الدولية ، بالإضافة الى مد جسور التعاون مع منظمات المجتمع المدني المعنية بهذا الصدد ، وأكد الأمين العام على انه اشترك وكادر الموظفين في المكتبة بدورات تخصصية في بيروت وعمان وكثير من الدول استمرت لأكثر من أسبوعين ، كانت تصب في آلية العمل المكتبي الحديث ، وإننا بأمس الحاجة الى إعطاءنا صلاحيات خاصة في المكتبة أسوة ببقية المكتبات .


إستراتيجيات جديدة
برعاية خاصة من رئيس جامعة بابل الدكتور نبيل هاشم الاعرجي سيشهد عام 2013 العمل على بناية جديدة للمكتبة تكون بستة طوابق وبمواصفات عالمية ، بالإضافة الى استحداث قسم المكتبة الفديوية التي تتيح للطالب أو الباحث التعرف على الكتاب من خلال عرضه على الشاشة ، وكذلك اعتماد النظام الالكتروني بشكل أساسي وتفعيله وفق الأنظمة المتطورة التي تكون كفيلة بتقديم الخدمات المعلوماتية الى المهتمين ، ناهيك عما لهذا العمل المتطور من التنسيق مع مكتبات عالمية رصينة وتبادل الخبرات وإقامة معارض الكتب وتبادلها من اجل المنفعة العامة.
طلبة
بينما أوضحت آمال علي طالبة الدكتوراه في كلية القانون جامعة الكوفة : اعتدنا ان نزور مكتبة جامعة بابل بغية الحصول على بعض المصادر المهمة موضوع البحث وهذا ليس فقرا بمكتبة جامعة الكوفة وإنما هناك طبعات كتب أدق مما موجود وهي ما نحتاجها بأهمية قصوى .كان لزيد العطار طالب المرحلة الثانية ماجستير أدب عربي في جامعة بابل الرأي : ان هذه الكتبة نجدها حاضنة لنا في كل الأوقات حيث نحن نتواجد فيها أكثر مما في المحاضرات لان رسالة الماجستير تحتاج الكثير من المصادر والبحث والتدقيق في كثير من المعلومات موضوع الرسالة.


إعلام
شعبة الإعلام والعلاقات العامة في جامعة بابل وعلى رأس هرمها الدكتور نعمان الخزرجي الذي أشار الى الدور الفاعل للمكتبات ليس للطلبة فحسب وإنما هي تقدم مساعدة كبيرة للباحثين حتى من خارج الجامعة ، وما حصول مكتبة جامعة بابل على كتب الشكر والشهادات التقديرية والدروع إلا دليلا على نشاط المكتبة خارج وداخل الجامعة ، لذلك لابد من السعي الحثيث لتطوير المكتبة بغية تحقيق الهدف المنشود.
مهتمين
يداه تقلب كتب الاجتماع وعلم النفس ، وبعد نفس عميق ابتدأ عالم الاجتماع العراقي البروفسور متعب السامرائي كلامه : وجدت فيها الكثير ، وثمة كتب قد خلت منها مكتبات عريقة في البلد ، المكتبة العريقة ليس بقدم تأسيسها فحسب بل لابد ان تضم من المؤلفات أكثرها قيمة لكي تساهم في بناء شخصية وتولد شخصية وتكون شخصية من خلال قراءة ساعات قليلة.ما أجمل المكتبة التي تحاكي جيلا مختلف الأفكار والثقافة ، وترسم التأريخ بلوحة الكلمات ، ويصب منهل عطاءها في محيط الإبداع المعرفي ، فيكون طموحنا يرنو للمزيد ، وان يكون العمل جادا وتخصيص مالي حقيقي لينهض بواقع قدم الكثير ويطمح للأكثر وما مكتبة جامعة بابل إلا مثال حي لترتقي العلا،وتسجل رقما مهما في الوسط الثقافي الدولي لنعلق بذلك وسام فخرنا بأننا تمكنا من تغير التغير نفسه.
تحقيق / أركان الحمداني