جامعة بابل ومنظمة حقوق الانسان تنفذان برنامج مشترك للاسعاف النفسي للاطفال النازحين

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 1169

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 21/04/2015

اخر تصفح: 2024/03/29




نفذت جامعة بابل بالتعاون مع منظمة بابل لحقوق الانسان برنامج تدريبي مشترك للدعم والاسعاف النفسي للاطفال النازحين في محافظة بابل شمل نحو (100) شخص نازح من اولياء امور الاطفال والاطفال النازحين ذاتهم ولمدة يومين ,بغية التخفيف من معاناة النزوح ورفع الروح المعنوية لديهم .



وقال رئيس منظمة بابل لحقوق الانسان علي السعيدي ان البرنامج يهدف الى انتزاع صور التهجير القسري البشعة التي تعرضت لها الاف العوائل النازحة من تهجير قسري وقتل وحرق وانتهاك اعراض جراء عدوان داعش التكفيري والتي لازالت صورها السوداء عالقة باذهان الاطفال لتقديم الدعم النفسي لهم من خلال الالتقاء بهم وتزويد ذويهم بمحاضرات واشراكهم بورش عمل تدريبية باشراف نخبة من اساتذة الجامعة المختصين بمجال الطب النفسي وطب المجتمع لحث الاطفال على حب الحياة والدراسة والمثابرة من اجل الاستمرار بالدراسة والنجاح وتعويض ما فاتهم و تنظيم مسابقات ترفيهية وفعاليات رسم للتعبير عن ما يجول في خواطرهم من تاثير كارثة النزوح نتيجة التعرض لاعمال العنف واستمرار ازمة النزوح القسري .





من جانبه قال المحاضر في البرنامج الدكتور حسن علوان بيعي رئيس فرع طب المجتمع بجامعة بابل ان البرنامج الذي استهدف مجموعة من الاطفال بلغت(50) طفل نازح وزعت عليهم في وقت سابق دفاتر الرسم والالوان وبانت عليهم بشكل واضح عقد نفسية حينما عكست رسوماتهم صور سوداوية لما تعرضوا له من ظروف غاية في الصعوبة.



مشيرا الى ان الجامعة وبالتعاون مع منظمة بابل لحقوق الانسان تسعى جاهدة ضمن برامجها لاقامة عدد من الفعاليات والانشطة الرياضية والمسابقات من اجل بث روح الفرح في نفوس الاطفال واخراجهم من اجواء النزوح الطارئة التي تركت اثر بالغ القسوة في نفوسهم وابعدتهم وعزلتهم عن واقع الطفولة الطبيعي الى حالة يرثى لها من الظلم والقهر والخوف والعزلة والحرمان من ابسط عوامل مرحلة الطفولة واللعب مع الاصدقاء وبقاء صور صراع النزوح والخوف من القادم المجهول التي أثرت بشكل كبير في نفسيتهم والتي ربما تكون لها عواقب وخيمة على مستقبلهم وحياتهم قد تدفعهم الى سلوك غير طبيعي وبروز ظاهرة العنف بين الاطفال وداخل الاسرة مما يتطلب ذلك استجابة سريعة وطارئة لاسناد نفسي اجتماعي يعد غاية في الاهمية لذلك تم تنفيذ هذا البرنامج للمرة الثانية لتشكيل فرق عمل بمشاركة النازحين انفسهم يتعلمون فيها مهارات الاسناد النفسي والاجتماعي وبالتالي مساعدة الاطفال مهارات الحياة واللعب الموجهه .





واضاف : ان هذه الأزمات والمعاناة لها أثار نفسية على النازحين حيث ان أي عملية نزوح أو انتقال من بيئة مستقرة إلى بيئة غير مستقرة يولد اضطراب سوء التكيف وله أثار سلبية ليس على مستوى الزمن الحالي وإنما ستظهر على شكل حفزات أو فقاعات تظهر في الكبر".



مؤكدا ان الطفل أكثر تعرضا لهذه المتغيرات والتي تعتبر متغيرات بيئية تؤثر في الجانب البايولوجي للفرد خصوصا عندما يحرم هولاء الأطفال من العيش من فترة طفولة مريحة وبأجواء معينة وباستقرار وبأمن وإسقاطات الكبار من خلال تعاملهم مع الصغار ومعاناتهم وهذه الإسقاطات تؤثر في نفسية الطفل وولي الطفل لا يستطيع ان يلبي حاجات الطفل من توفر بعض مستلزمات العيش الكريم من العاب وغيرها والأشياء البدائية البسيطة ".



وعن مدى تأثير هذه الأجواء السلبية على الأطفال اوضح الدكتور بيعي" ان الآثار السلبية تكون أثار عميقة تولد ما يسمى ب(الذاكرة الظلمية) لدى الأطفال وتظهر على شكل حفزات في المجتمع وتصبح معاناة هولاء النازحين معاناة مضاعفة بالإضافة إلى تركهم مساكنهم وتركهم بيوتهم وممتلكاتهم "، مبيناً، ان " الآثار تكون على الكبار أيضا ولكن أكثر تأثرا هم الصغار الذين لا يعون الإرهاب والنزوح بل يعون توفير بيئة مناسبة لهم".



يقول احد الاطفال النازحين(احمد) ابن التسعة سنوات انه نزح مع عائلته من الفلوجة وترك المدرسة ودخل معترك السوق ( ميدان الرجال ) من اجل مساعدة عائلته ووالده، ويضيف (احمد) "نحن من عائلة تتكون من خمسة أطفال أربعة منهم في المدرسة وأنا تركت المدرسة لأنه ليس لدينا مال يكفي للدراسة ..ويعمل (احمد) في سوق للبقالة لكسب بعض المال عسى أن يفرح بها عائلته حاله حال الآف الأطفال الذين تركوا بيوتهم وتوجهوا نحو المحافظات المستقرة من اجل إيجاد مأوى غير أن أزمات عديدة لاتزال تحاصرهم من مرض وخوف ومستقبل مجهول ينتظرهم .



ويقول ابو مرتضى (نازح من الانبار) " نزحت خوفا من القصف وخوفا على حياة أولادي ومضى علي سنة في بابل والسؤال هو ماذا بعد ؟ ماالذي يؤول أليه مصيرنا ؟ وماذا ينتظر أولادي وهم تخرجوا وجالسين الان في البيت .. وصرفت الكثير من اجل أكمال مدارسهم ".

بقلم / عادل الفتلاوي

تاكات المحتوى: جامعة بابل ومنظمة حقوق الانسان تنفذان برنامج مشترك للاسعاف النفسي للاطفال النازحين
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل