ناقشت اطروحة دكتوراه في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل موضوعة التواصل في الخزف الصيني المعاصر للباحث عماد حمود عبد الحسين وباشراف الدكتور عبد الحميد فاضل..تضمّن البحث أربعة فصول عُنِي الأوَّل منها بالإطار المنهجي الذي تمثل بمشكلة البحث والتي تتلخص في التساؤل حول آلية التواصل في الخزف الصيني المعاصر.
هدفت الدراسة الحالية الى تعرُّف التواصل في الخزف الصيني المعاصر، وقد تم تحديد حدود البحث بنماذج العينة للمدة الزمنية المحصورة بين عام 2000 و عام 2014 وتضمن الفصل الثاني في الدراسة الحالية الإطار النظري الذي إحتوى على ثلاثة مباحث معرفية تناول الأول منها: مفهوم التواصل،التواصل وفلسفته، سيميولوجيا التواصل، سيميائياً(هابرماس انموذجاً) في حين تناول المبحث الثاني جدل التاريخ والفن الصيني (الصين،الفنون التشكيلية الصينية) أمّا المبحث الثالث فقد تناول الخزف الصيني القديم والحديث وفي نهاية الفصل الثاني قام الباحث بذكر المؤشرات التي تمخض عنها هذا الفصل.
عني الفصل الثالث بعرض إجراءات البحث التطبيقية مُستنداً في تحليله إلى نماذج العينة، وقد بلغ عدد هذه النماذج (20) عملاً خزفياً بينما إحتوى الفصل الرابع على نتائج البحث ومن أهمها تواصل الخزّاف الصيني المعاصر مع الإتجاهات الفنية الغربية من خلال خلق حوارية بين ما يمتلكه بلده من إرث حضاري وان التواصل مع الغرب في الخزف الصيني المعاصر تمثل بظهور نمط المحاكاة الواقعية وتمثّلت هذه المحاكاة في الأشكال الطبيعية في النقل الحرفي للشكل الخارجي بتفاصيله مع مراعاة التشريح الجسماني كما ان قيم التواصل مع الطبيعة عند الخزاف الصيني المعاصر تتركز من خلال التأمل العميق ومن ثم التخيّل كذلك ان التواصل في عموم نتاجات الخزف الصيني المعاصر ركز على إثبات الهوية فكانت إحدى وسائله وجود الخطوط المتموجة والمتعرجة التي اقتربت من شكلية التضاريس الأرضية فضلاً عن الرموز والأشكال.
توصل الباحث الى جملة من الإستنتاجات أهمها ان الخزف الصيني المعاصر قائم على المزاوجة بين البنى العقلية والتركيب التقني فأصبح له موقعاً ضمن بيئة أعدها الخزاف للسير في أعماق تاريخ وإرث حضاري حافل بالقيم والأفكار وان التواصل مع الفكر الغربي دليل على إنَّ الفكر الصيني منفتح على الآخر وليس فكرا متقوقعاً.
بقلم / عادل الفتلاوي