ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة بابل أطروحة دكتوراه عن العتبات في القرآن الكريم للطالب أسعد مكّي داود الخفاجي .بينت الدراسة إنَّ عتبة العنوان على الرغم من ضآلة عدد علاماته اللغوية التي يطرحها، إلا أنَّه قادرٌ على دفع المتلقّي إلى تحليل بُناه الدلالية ومن ثمّ تأويلها؛ لأنّهُ يُعدُّ بمثابة عملٍ نوعيٍّ وإنَّ عنوان (القرآن الكريم) كان على درجةٍ عاليةٍ جدًّا من التكثيف والاقتصاد اللغوي الشديد، مقارنةً بما اكتنزه من دلالاتٍ إيحائيّةٍ ورمزيّةٍ فائقة التعبير وعالية المضمون للنصوص الداخلية القرآنية.

اوضحت الدراسة إنَّ التشكيلات الزخرفية التي تزيّنت بها صفحات الغلاف جميعها بما فيها الجلادة استطاعت أنْ تُحقِّق وحدة متكاملة بجميع عناصرها بوساطة التراكب والتشاكل والتقارب والتماثل بين مكوِّناتها الزخرفية سواء أكانت الهندسية منها أم النباتية، إذ انمازت بقدرتها على الانسجام التام؛ لتحقِّق الوحدة الدلالية بين الشكل والمضمون ، اذ استطاعت هذه الأيقونات الزخرفية في توصيل أعلى قدرٍ من الدلالات التعبيرية والرمزيّة والسيميائية إلى المتلقّي، لذلك نجدها قد قامت مقام العبارات اللغوية في بيان تلك الدلالات، فشكّلت ثيمةً دلاليّة كبرى.

خرجت الدراسة بمجموعة من النتائج اهمها تعدّد الألوان التي طرّزت أغلفة وصفحات هذا الكتاب المقدّس، التي شملت أغلب الألوان الرئيسة ذات الدلالات المعنوية والرمزية التي ارتبطت بالقيم الروحية والدينية والعقائدية والاجتماعية ، كما وساعد المضمون الدلالي أو الوظيفي لعتبة الفهرسة في وضع المتلقّي أمام الإضاءات الأولى للنصوص الداخلية، من ثمّ يُساعده في تشكيل دلالاتها الرمزية والتعبيرية.

بقلم / عباس كامل