دعا استاذ الإعلام في جامعة بابل الدكتور بدر ناصر السلطاني الى ضرورة تشكيل خلية إعلامية مركزية تتولى مهمة التصدي لإعلام داعش باعتماد طرق فنية ومهنية متطورة تحاكي ما يتبعه العدو من أساليب لبث الرعب في صفوف مسلحي داعش وإحباط مناصريه في جميع بلدان العالم منتقدا في الوقت ذاته عدم توفر المراسلين الحربيين في وسائل الإعلام العراقية على اختلاف أنواعها واعتماد أكثرها على تكرار المعلومات والفيديوهات التي تفتقر إلى المضمون.
جاء ذلك خلال استضافة البيت الثقافي البابلي للدكتور السلطاني في محاضرته الموسومة ( الإعلام الحربي في مواجهة داعش ) والتي دعا فيها ايضا إلى ضرورة استثمار الطاقات الشابة الناشطة في مواقع التواصل الاجتماعي شريطة أن يتم توجيه هؤلاء الناشطين بالمعايير الصحيحة اللازمة لخلق إعلام موجه يبتعد عن إفشاء الأسرار العسكرية والفوضوية والتناقض في تناقل المعلومة وتمكينهم من كيفية استثمار الأخبار والمعلومات لضرب داعش إعلاميا.
واستعرض المحاضر دور الإعلام واهم الأطر الايدولوجية التي تؤطر عمل وسائل الإعلام المختلفة في جميع أنحاء العالم وارتباطه المباشر بالنظم السياسية التي تؤسسه وتموله وتحافظ على ديمومته لتسويق الأفكار والأيدلوجيات السياسية المختلفة التي تريد الترويج لها ، كما بين الدكتور السلطاني تأثير التكنولوجيا الحديثة في تحويل المتلقي من متلقي جماعي إلى متلقي فردي بإمكانه أن ينتقي الوسيلة الإعلامية التي يريدها باعتباره أصبح متحكما بالمجال الإعلامي الذي لم يعد حكرا على وسائل معينة ومحدودة مثل ما كان عليه الأمر قبل الثورة التكنولوجية الحالية.
وتطرق المحاضر إلى الإعلام الذي يستغله تنظيم داعش الإرهابي في تسويق أفكاره وتصوير انتصاراته التي هي في غالبيتها انتصارات وهمية بهدف إشاعة الرعب والخوف في نفوس الناس من باب اعتماده على الشائعة والحرب النفسية في تحقيق انجازات عسكرية على الأرض ما كان بإمكانه أن يحققها من دون استثمار الإعلام واستثمار التقنيات الحديثة التي يمتلكها ومناصرة ألاف من المدونين والناشطين من الشباب الذين يروجون لأفكار داعش مجانا .
وأشار السلطاني إلى ضعف الإعلام العراقي في مواجهة إعلام داعش وتعالي الكثير من المسؤولين في وسائل الإعلام على القضية العراقية والاستهانة بقدرات العدو وتفوقه التكنولوجي.
بقلم / عادل الفتلاوي