ناقشت رسالة ماجستير في قسم اللغة العربية بكلية التربية للعلوم الإنسانية جامعة بابل موضوعة التعلق عند الزمخشري للطالب تحسين مطلك صالح الخفاجي.قسم الباحث دراسته الى ثلاثة فصول تضمن الاول بتعلّق الجمل بعضها ببعض لما ورد في كتب التفسير التي سبقت الكشاف ، غير أنّ هذا النوع من التعلُّق قد كثُر عند الزمخشري ، مما يشكل سمةً بارزةً في تفسيره ، اما الفصل الثاني فتضمن تعلُّق شبه الجملة يطلق على الظرف ، وحرف الجر الأصلي مع المجرور وهذا المصطلح لم يكن مستعملاً في الكتب النحوية المتقدمة عند البصريين والكوفيين ، فسيبويه استعمل مصطلح (الزمان والمكان) ليدلّ به على الظرف والجار والمجرور . فيما تضمن الفصل الثالث تعلُّق المفردات والمقصود بالمفردات هنا: ما لم يكن جملةً ولا شبهَ جملةٍ .







اوضح الباحث أن تعلّق الجمل بعضها ببعضٍ يُعدُّ سمةً بارزة في الكشاف ، وأنّه يوازي تعلّق أشباه الجمل من حيث كَثرة المواضع وتشعُّب الموارد ، إذ تعلَّقت الجملةُ الاسمية بالجملة الاسمية ، وبالجملة الفعلية ظاهرةً أو مقدرةً ، وتعلّقت الجملة الفعلية بالجملة الفعلية ، وبالجملة الاسمية ، وبشبه الجملة الظرفية .أشار الباحث إلى أنّ عبد القاهر الجرجاني أوّلُ مَن وسَّع دلالة التعلُّق ، لتشملَ عنده إنشاء العلاقات بين المعاني الوظيفية بوساطة ما يُسَمَّى بالقرائن اللفظية ، وربط ذلك كلّه بنظرية النظم ، وقد قسَّم التعلُّق ثلاثةَ أقسام : تعلُّق اسمٍ باسمٍ ، وتعلُّق اسمٍ بفعلٍ ، وتعلُّق حرفٍ بهما .







خرج الباحث بمجموعة من النتائج من اهمها أنّ مَن يتأمَّل في المعاني اللغوية لمادة ( ع ل ق ) والمعنى الاصطلاحي لـ (التعلُّق) يمكن له أن يربط بين المعنيين بأصلٍ جامعٍ، مفاده : أن يتعلَّقَ الشيءُ بالشيءِ العالي ، وأن لا يستغني المتعلِّق عن المتعلَّق به ، وانَّ العلاقة التي تربطهما علاقةٌ متينةٌ ، وأسبُابها قوية ، وهي إما أن تكون علاقةً مادية ، كالتعلُّق بالجبل ، أو معنوية ، كالتعلُّق بالحبيب فالتعلُّقُ عموماً عبارة عن صلةٍ شديدةٍ بين المتعلِّق والمتعلَّق به .

بقلم/عباس كامل