بينت نتائج بحث عن " مفهوم المواطنة لدى طلبة الجامعة دراسة ميدانية لطلبة جامعة بابل " للباحث ظاهر محسن هاني الجبوري من كلية الآداب في قسم علم الاجتماع بجامعة بابل ان نسبة كبيرة من طلبة الجامعة ( 85 ) بالمئة من عينة الدراسة يؤيدون بان عليهم واجبات تجاه وطنهم . والتي تمثل روح المواطنة في ابسط معانيها على الرغم مايشهده البلد من تحولات سياسية اثرت على الولاء للوطن حيث تذهب ولاءته للعشيرة والدين والمذهب بعدما رأى الطالب ان الفرد العراقي يمر بحالة التشظي والتجزء رافقه واقع اجتماعي – اقتصادي – وثقافي متخلف لم يرتق إلى مستوى التحديات التي تواجه المجتمع العراقي . هذا الواقع جعل الفرد العراقي لا شعورياً يميل إلى التحدث عن الحقوق المفقودة مقابل الواجبات المتزايدة يوماً بعد أخر وحكومة بعد أخرى .
ومن هنا فان تطبيق الدلالات والمعاني المتعددة لمفهوم المواطنة تعود بالضرورة إلى إحداث نوع من التضامن الاجتماعي والاستقرار السياسي ، وهذا بدوره يشكل أرضية مناسبة لإحداث التنمية الشاملة على كافة الأصعدة ، داخل الدولة التي تطبق مبدأ المواطنة في حين تؤكد التجربة الإنسانية إن تجاوز مفهوم المواطنة داخل الدول ( وكما حدث في العراق ) يؤدي إلى التفتت الاجتماعي والاضطراب السياسي الذي يصل في اغلب الأحيان إلى الصدام والقتال ، الأمر الذي يشكل أرضية خصبة أيضاً لكافة المسائل التي تقود إلى التخلف والانحطاط . وهكذا تتحدد مشكلة هذا البحث هو في إمكانية الفرد العراقي على التمييز بين مفهوم الحقوق والواجبات في إطار مواطنة فعالة تساهم في تحديد وتشكيل الواقع العراقي الجديد في ظل ظهور كلمات جديدة بدأت تطرق مسامع العراقيين من نوع المواطنة ، والديمقراطية ، وحقوق الإنسان، والمساواة .... وغيرها . في الساحة السياسية والفكرية والاجتماعية .
وتتجلى أهمية هذا البحث في ناحيتين : فمن الناحية النظرية : يمثل هذا البحث محاولة لفهم طبيعة الشعور بالمواطنة لدى الإنسان العراقي بشكل عام والطالب الجامعي بدرجة خاصة . أما من الناحية التطبيقية : فيأمل الباحث أن تكون هذه الدراسة ذات فائدة على المدى المنظور والمستقبلي لأصحاب القرار في مجال إعداد المناهج الدراسية من اجل الوصول إلى رؤية متكاملة للتربية وغرس روح المواطنة لدى الفرد العراقي . لذلك فإن هذا البحث يهدف إلى : استقراء طبيعة مفهوم المواطنة لدى طلبة الجامعة . والوقوف على الفروق بين طلبة الجامعة فيما يتعلق بالمواطنة ومتغير الجنس ، الخلفية الاجتماعية ، المستوى الاقتصادي ، ومستوى تعليم الوالدين .
واوصى الباحث في نهاية بحثه على ضرورة أن تعمل الأسرة والمدرسة والمسجد والجامعة ووسائل الإعلام على غرس قيم الانتماء والمشاركة والمواطنة والعمل والإنتاج لدى الطلبة الشباب. ودعا الى إن تعمل مؤسسات الدولة على تمكين الطلبة والشباب من إدراك أدوارهم كمواطنين يتمتعون بحقوق وطاقات متميزة للتأثير الفاعل على مسار حياتهم ومستقبل مجتمعهم . واهمية تطوير المناهج الدراسية لترفع ثقافة الطلبة والشباب حول الوطن : تاريخه ، جغرافيته ، مؤسساته ، مبادئه ، وأنظمته ...... الخ . الى جانب فتح حوار معمق مع الشباب وبين الشباب أنفسهم ، وتمكينهم للتعبير عن رؤيتهم كشركاء ، وتعزيز ثقافة المشاركة والحوار والتسامح والتعايش مع الاختلاف .
بقلم / عماد الزاملي