تمكن باحثان في قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة بابل من انتاج وقود حيوي من التمور العراقية صنف (الزهدي) يمكن استعماله مباشرة كوقود للسيارات او خلطه مع البانزين لتقليل الانبعاثات من المحركات نظرا لوفرة محصوله في العراق ولارتفاع محتواه من السكر وامكانية انتاج طاقة نظيفة متجددة لانتاج (الايثانول) الذي يعد مصدرا مهما من المصادر الرئيسية للطاقة النظيفة. وقال الباحث الدكتور عدنان قحطان ابراهيم ان الدراسة التي تم انجازها تحت اشراف الأستاذ الدكتور هارون عبد الكاظم شهد تمت مناقشتها مؤخرا في جلسة علمية بحضور اساتذة متخصصين من جامعة بابل والجامعة التكنولوجية حيث تم تصميم وتجميع جهاز خاص لهذا الغرض في مختبرات قسم الهندسة الميكانيكية بكلية الهندسة وتم تحضير عصير التمر (الدبس) من الاسواق المحلية وانتاج الكحول الحيوي منه والذي مر بثلاث مراحل وهي (التخمير، التقطير والتجفيف) حيث تضمنت عملية التخمير استخدام ثلاثة انواع مختلفة من الخميرة (خميرة الخبز , خميرة الجبن , اللبن) لأختيار النوع الافضل الذي يعطي اقل وقت لعملية التخمير لأنها تستغرق وقت طويل.

مضيفا ان النتائج أظهرت أن الوقت اللازم لإكمال عملية التخمير في كل نوع من الخمائر الخمائر هو(25, 40 و34) ساعة على التوالي حيث تتبع عملية التخمير عملية التقطير التي تتضمن ثلاث مراحل من حيث درجة الحرارة التي تتغير في كل مرحلة للحصول على افضل درجة حرارة لكل مرحلة من حيث الوقت والتركيز وقد اجريت هذه العملية تحت الضغط الجوي وكذلك تحت ضغط الفراغ وأخيرا تمت عملية التجفيف والتي تعتبر من أهم وأصعب المراحل لأنها تأخذ وقت طويل لأنتاج التركيز المطلوب(للايثانول) وتضمنت هذه العملية استخدام انواع مختلفة من المواد المجففة (اثلين غلايكول واوكسيد الكالسيوم) واجريت هذه العملية إما تحت الضغط الجوي أو تحت ضغط الفراغ. موضحا انه ولغرض تقليل الوقت اللازم لإكمال عملية التخمير فقد تم استخدام تقنية التسخين في (المايكرويف) كعملية تحضيرية للعصير قبل عملية التخمير حيث استخدمت هذه العملية لأول مرة في هذا المجال حسب المعلومات المتوفرة وقد استخدمت ثلاثة أوقات للاستبقاء داخل الفرن (10 ,20 ,30 دقيقة) وكان معدل النقصان في وقت التخمير لأوقات الاستبقاء هو( 8.3 ,20.8 و 29% )على التوالي علما ان درجة حرارة التسخين داخل فرن المايكرويف هيC 140O.

مشيرا الى ان نتائج تلك العملية اظهرت اهمية استخدام التمر كمصدر لانتاج الطاقه المتجددة حيث وجد ان(واحد) طن من الزهدي ينتج (300) لتر من(الاثانول) وبلغت تكلفة انتاج (واحد) لتر من (الايثانول) المنتج نحو(1020) دينار عراقي مايعادل (85) سنت امركي و يمكن تخفيض هذه التكلفة في حالة الإنتاج التجاري وان هذا السعر مقارب لأسعار (الايثانول) المنتج عالميا من مصادر أخرى عدا التمر مثل البنجر السكري أو قصب السكر.منوها الى انه تم قبول نشر بحث من هذه الأطروحة في المؤتمر العالمي للهندسة الحرارية الذي سيعقد في برلين للفترة من 22-23 مايس 2013.وقد دعا الباحثان الجهات الحكومية ذات العلاقة والقطاع الخاص الى اعتماد انتاج هذا الوقود الحيوي من التمور لسهولة انتاجه واسهامه في المحافطة على البيئة لكونه لايولد اية ملوثات ييئية فضلا عن اسهامه في تشجيع المزارعين على غرس اشجار النخيل ومنح قيمة للتمور العراقية بدلا من تسويقها بأسعار متواضعة او اعتمادها كأعلاف للحيوانات.تجدر الاشارة الى ان القناة الاخبارية التلفزيونية (سكاي نيوز الامريكية) قد اعدت وعرضت تقريرا خاصا حول هذا الانجاز الكبير الذي حققه الباحثان في مختبرات فسم الهندسة الميكانيكية بجامعة بابل.
متابعة /عادل الفتلاوي