باحثة في مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية تناقش الاحتلال المغولي لروسيا

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 997

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 08/12/2015

اخر تصفح: 2024/04/16



اعدت الباحثة في مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية بجامعة بابل نادية جاسم كاظم الشمري دراسة تاريخية بعنوان " الاحتلال المغولي لروسيا (1237 –1480 م) ".


واوضحت الباحثة في هذه الدراسة الاسباب الرئيسة التي جعلت روسيا دولة متخلفة سياسياً واقتصادياً وثقافياً هو فقدانها الاستقلال الوطني ووقوعها تحت الحكم المغولي طوال قرنين ونصف تقريباً للمدة (1237–1480م), وكان هدف المغول من دخول روسيا الحصول على مكاسب سياسية واقتصادية, فاستغلوا الاوضاع الداخلية للبلاد المتمثلة باشتداد الصراع بين الامراء الروس والشعب من اجل السيطرة على مقاليد السلطة, وانتشار الفوضى والاضطرابات بين الامارات الروسية حيث حاولت كل امارة ان تستولي على الامارات الاخرى, وادت الحروب المتواصلة الى تدهور الاوضاع المالية للبلاد الامر الذي مهد لاقتحام جيوش المغول الاراضي الروسية.



وقد اتضح لنا السياسة المغولية التي امتازت بالقسوة والعنف تجاه السكان من خلال فرضهم الضرائب الثقيلة على الزراعة والتجارة بدون استثناء, اما بالنسبة لسياسة المغول تجاه الامراء الروس فقد جعلوا سلطته مقيدة وسمحوا لهم بممارسة سلطته القضائية في المحاكم بين رعاياه فقط, وحرموا من بقية السلطات الاخرى, وكانوا يتلقى اوامرهم من خان المغول في روسيا, علاوة على ذلك جعل المغول الامراء الروس تابعين لهم من خلال استخدامهم سياسة فرق تسد عن طريق ضرب الامراء الروس بعضهم بالبعض الاخر وبث الفتن والتفرقة فيما بينهم وتكليفهم بمهمة جمع الضرائب من السكان الروس.



بينما خان المغول كان لديه سلطات واسعة العسكرية والقضائية والاقتصادية والمالية ويتلقى اوامره من الخان الاعظم الذي مقره في منغوليا. وكشفت الدراسة ان الحملات العسكرية التي قادها المغول اسفرت عنها حرق المدن الروسية, ونهبت الكاتدرائيات, والاديرة, والكنائس, ودمرت الاراضي الزراعية, وتوقفت العديد من الصناعات, وقد اثبتوا المغول في هذه الحملات جدارة على الرغم من عدم توفر الخرائط لديهم, ويعود ذلك لتفوقهم العددي في كل المعارك التي خاضوها ضد الروس , اضف الى ذلك كانت القوات المغولية تحت قيادة موحدة عسكرياً وجميعها مسلحة,اما القوات الروسية فان الامراء الروس ورجالهم هم الذين كانوا مسلحين فقط , اما فيما يتعلق بالغالبية العظمى فقد كانت غير مسلحة لذلك تعرضوا بسهولة للقتل او الاسر, علاوة على ذلك عدم وجود القوة الموحدة للدولة الروسية, حيث كانت قوى الامارات المنفردة المفككة تواجه الاعداء وتعمل كل منها على حدة, الامر الذي ادى بالقوات المغولية السيطرة على الامارات الروسية في القرن الثالث عشر, وبينت الدراسة ان قوة المغول في القرنين الرايع عشر والخامس عشر بدأت تضعف تدريجياً ويعود ذلك لظهور شخصية تيمورلنك على المسرح الروسي وصراعه مع الخان المغولي في روسيا من اجل السيطرة على مقاليد السلطة, وعندما اكتشف الامير الروسي ايفان الثالث ضعفهم وتفرق كلمتهم امتنع عن دفع الجزية لهم , وقد تبين لنا ان الجزية كانت اخر مظهر من مظاهر النفوذ المغولي في روسيا فجهز جيشاً قوياً واستطاع ان يحقق نجاحاً عسكرياً على المغول ساعدته طبيعة روسيا الجغرافية المتمثلة بانتشار الغابات والمستنقعات والبحيرات بحيث يصعب على الفرسان المغول اجتيازها, علاوة على ذلك بعد المسافات التي كانت بين الاراضي التي وصلت اليها حوافر خيولهم وبين مقرهم في سراي على نهر الفولغا الى جانب صعوبة نقل الامدادات العسكرية اليهم , وبذلك تم تحرير روسيا من السيطرة المغولية.


بقلم / رافع عبد القادر


تاكات المحتوى: باحثة في مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية تناقش الاحتلال المغولي لروسيا
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل