اساتذة علوم الفيزياء يناقشون نظرية الفوضى والافتقار إلى النظرية الشاملة في العلوم

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 759

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 10/12/2015

اخر تصفح: 2024/03/29



ناقش اساتذة الفيزياء في كلية العلوم بجامعة بابل ضمن المنهاج الثقافي للقسم نظرية الفوضى والافتقار الى النظرية الشاملة في العلوم وفروع المعرفة المختلفة لفهم صورة متكاملة لاحتياجات الإنسان وتناغمه مع العالم الذي يعيش فيه.والقت التدريسية في القسم م. غيداء عبد الحافظ جابر محاضرتها الموسومة((نظرية الفوضى (chaos theroy)) بحضور اساتذة وطلبة القسم بينت فيها ان هذه النظرية تنص على أن هنالك مجموعة كبيرة من الأحداث العشوائية التي تحدث في الكون نعتقد أنها غير مترابطة لكن في النهاية عند تجميعها نصل الى حقيقة ان العشوائيات ترتبط برابط غامض يجعلها غير عشوائية في باطنها اما ظاهرها فيظهر كانها احداث عشوائية من أنظمة منفصلة لا تترابط مع بعضها البعض وان مفهوم الفوضى يعد مفهوما غامضا ، فمن جانب ، ترتبط الفوضى بميراث الأساطير فى العديد من الثقافات القديمة المختلفة و من جانب آخر ، تشير إلى برنامج بحثي متعارف عليه فى دراسة التطور الزمنى للنظم غير المستقرة وان (نظرية الفوضى) اخذت بالتطور من العلوم الطبيعية ، ثم انتقلت إلى العلوم الإجتماعية ، وهى تساعد فى فهم ديناميكية النظم التى تتطور بصورة غير خطية.وبينت المحاضرة ان الفوضى تختلف عن العشوائية( Randomness ) ، فالنظام العشوائى لا يمكن فيه التنبؤ بالخطوة التالية ، و كل شئ ممكن أن يحدث ، و لذا يمكن وضع سيناريوهات محددة حول ما سيحدث و لكنها لا تكون بلا نهاية، و فى حاله الفوضى فإن هناك مدى غير نهائى لإمكانية التنبؤ بالمستقبل و انه يمكن تطوير مجموعة من البدائل التى يمكن أن تتلائم معها ، فالفوضى لها نظام كامن وانها تهدف إلى وضع نموذج لكل نظام بالنظر إلى النماذج الكلية، بدلا من عزل علاقات( السبب و النتيجة )لأجزاء محددة فى النظام.
وعن مصطلح تأثير الفراشة اوضحت المحاضرة ان هذا المصطلح مشتق من (نظرية الفوضى) وهو يأتي ضمن النظريات الفيزيائية والفلسفية وغيرها من فروع المعرفة، فهو كاستعارة لفظية، أو مصطلح مجازي، يستخدم للتعبير عن مفهوم الاعتماد الحساس والمهم للحدث على الظروف الأولى المحيطة له في نظرية الفوضى وتطبيقاتها في العلوم المختلفة، وان هذا المصطلح يأتي للوصف المجازي لحاله ما، وليس لتفسير الحالة ويشير في الأساس إلى أن الفروق الصغيرة في الحالة الأولى (لنظام متحرك— ديناميكي— )قد ينتج عنها في المدى البعيد فروقات كبيرة في تصرفات وسلوكيات هذا النظام وان هذا التعبير المجازي يوصف تلك الظواهر ذات الترابطات والتأثيرات المتبادلة والمتواترة التي تنجم عن حدث أول قد يكون بسيطا في حد ذاته، لكنه يولد سلسلة متتابعة من النتائج والتطورات المتتالية التي يفوق حجمها بمراحل حدث البداية، وبشكل قد لا يتوقعه أحد، وفى أماكن أبعد ما يكون عن التوقع، وهو ما عبر عنه مفسرو هذه النظرية بشكل تمثيلي يقول ما معناه، أن (رفرفة جناح فراشة في الصين) قد يتسبب عنه فيضانات وأعاصير ورياح هادرة في أبعد الأماكن في أمريكا أو أوروبا أو أفريقيا مثلا. واضافت المحاضرة م. غيداء عبد الحافظ جابر: ان اول من بحث في مفهوم الفوضى او (الشواش) كان عالم الأرصاد، المدعو (إدوارد لورينتز) ففي عام 1960 م، كان يعمل على مشكلة التنبؤ بالطقس على حاسوب مزود بنموذج لمحاكاة تحولات الطقس مؤلف من (اثنتا عشرة) معادلة لتشكيل الطقس حيث يقوم برنامج الحاسوب هذا بتوقع نظري للطقس وفي أحد أيام 1961، أراد رؤية سلسلة معينة من الحسابات مرة ثانية ولتوفير الوقت بدأ من منتصف السلسلة، بدلا من بدايتها فلاحظ لورينتز عند عودته أن السلسلة قد تطورت بشكل مختلف بدلا من تكرار نفس النمط السابق، فقد حدث تباعد في النمط، ينتهي بانحراف كبير عن المخطط الأصلي للسلسلة الأصلية.وفي النهاية استطاع لورينتز تفسير الأمور، فقد قام الحاسوب بتخزين الأعداد بستة منازل عشرية في الذاكرة. لكنه كان يظهر ثلاثة أرقام عشرية فقط. وعندما قام لورينتز بإدخال عدد من منتصف السلسلة أعطاه الرقم الظاهر ذو المنازل العشرية الثلاث أدى هذا لاختلاف بسيط جدا عن الرقم الأصلي الموجود في الحسابات. ورغم أن هذا الخلاف بسيط جدا وضئيل فقد تطور مع تسلسل الحسابات إلى فروق ضخمة تجلت بانحرافات المخططات الواضحة.
وبينت التدريسية م. غيداء عبد الحافظ جابر ان استخدام (مفهوم الفوضى) يتم كذلك لوصف السلوك السياسى و الظواهر السياسية ، مثل الحروب و الثورات و عدم الإستقرار السياسى و المشكلات السياسية البسيطة و المعقدة.ويبرر البعض ذلك بأن العامة من الناس أصبحوا على وعى بالفوضى التى تحدث من حولهم عن طريق الإعلام،فأصبحوا أكثر حساسية للفوضى. فالأزمات و التغييرات الفجائية و الأشياء خارج السيطرة تنتشر فى عالمنا الملئ بالمنظمات الحديثة فى نظام كونى شديد التعقيد ، و من ثم يجب أن يستعد القادة السياسيون للتعامل مع الظواهر الفوضوية و إدارة المنظمات المعقدة.واضافت : لقد تمت ايضا الإستفادة من (نظرية الفوضى) فى مجال العلاقات الدولية ، حيث افترض المتخصصون فى أبحات السلام أن احتمال تحقق السلام يزداد كلما زادت العشوائية و قل النظام ، و من ثم انخفضت القدرة على التنبؤ. وانه بإستخدام هذه النظرية يمكن التمييز بين النظم الإجتماعية التى تكون منظمة فى بعض الأحيان وغير منظمة فى أحيان اخرى لذلك فإن فكرة الفوضى المستقرة و العشوائية المنظمة تمهدان الطريق لفهم جديد للسلام ، بإعتبار أن السلام هو تسلسل طبيعى للعشوائية المنتظمة، التى تظهر فى كل مستوى من التفاعلات الإنسانية ، بدءا من العائلة كوحدة تحليل ، وصولا إلى الأمة.وخلصت الباحثة م. غيداء عبد الحافظ جابر الى ان هنالك مشكلة تواجهنا بهذا الخصوص تتمثل في افتقارنا إلى النظرية الشاملة في العلوم لفهم صورة متكاملة لاحتياجات الإنسان وتناغمه مع عالمه فدراسة الطب مثلاً ممارسة قائمة بذاتها في حين أنه من المفترض أن يكون هناك ارتباط بين دراسة الطب ودراسة الأحياء والكيمياء والتغذية للوصول إلى نظرة شاملة تغطي الفجوات الحاصلة الآن في المعرفة بين العلوم.
بقلم/عادل الفتلاوي

اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  

تاكات المحتوى: اساتذة علوم الفيزياء يناقشون نظرية الفوضى والافتقار إلى النظرية الشاملة في العلوم
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل