ناقشت كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل أطروحة الدكتوراه الموسومة " الخطاب النحتي وتمثلاته في الخزف الأمريكي المعاصر" للباحثة إيناس مالك عبد الله البشارة.وتناول الاطروحة الخطاب النحتي وتمثلاته في الخزف الأمريكي المعاصر إذ تم دراسة الخطاب في الفكر الفلسفي والجمالي ودوره في فنون مابعد الحداثة وما رافقه من تطور ظروف المجتمع الصناعي الرأسمالي وأزماته فضلا عن الشعور المتزايد بدور الفنان ( الخزاف) في خلق خطاب نحتي فني جمالي ساهم في استبدال الرؤية الفنية والجمالية لفن الخزف عموما والخزف الأمريكي على وجه الخصوص , من خلال انفتاحه على الأجناس الفنية المجاورة وخصوصا فن النحت.


وتلخصت الدراسة في أربعة فصول فالفصل الأول تناول الإطار العام وتضمن مشكلة البحث وأهميته وهدفه أما الفصل الثاني تطرق الاطار النظري والدراسات السابقة والمؤشرات التي أسفر عنها الاطار النظري, وتضمن أربعة مباحث طرحت فيه أهم الأسس والمنطلقات الفكرية والفلسفية والفنية والجمالية المعاصرة وما يتعلق بفن الخزف الأمريكي وخطابه النحتي, إذْ تناول المبحث الأول (الخطاب المعرفي في فكر مابعد الحداثة), أما المبحث الثاني تطرق الى (خطاب التشكيل في فنون ما بعد الحداثة), وتضمن المبحث الثالث (الخطاب النحتي في الفن الأمريكي), وشمل المبحث الرابع (خطاب الخزف في الفن الأمريكي) .


واحتوى الفصل الثالث إجراءات البحث متضمنا مجتمع البحث وعينته, ومنهج البحث, وأداة البحث , وتحليل العينات البالغة ( 20 ) عملا خزفيا امريكيا معاصر من مجتمع بحث بلغ عدده (220) عملا خزفيا.



وأعتمدت الباحثة المنهج الوصفي بطريقة التحليل لتوافقه وخصوصية البحث الحالي ,مستندة على المؤشرات التي أسفر عنها الأطار النظري كأداة لتحليل عينة البحث .كما احتوى الفصل الرابع على نتائج البحث منها إن الخزف الامريكي المعاصر في خطابه النحتي ليس بمعزل عن الطروحات الفكرية والفلسفية , ويعد ظاهرة فنية تتجلى بها نظم التفكير الاختلافي للإنسان المعاصر بشكل عام والخزاف الامريكي بشكل خاص ودمج الخزاف الامريكي المعاصر ومن خلال خطابه النحتي الأشياء المبتذلة والمهمشة للفن الشعبي ( POP ART ) بصيغ غيرت من وظيفتها المعتادة , لتثير التشظي في مدركات المتلقي , وتمحي دلالة تلك الأشياء وتبحث عن دلالات مغايرة تؤكد أنتماها إلى ساحة الفن التشكيلي والخزفي خصوصا , بشكل يتناسب وخطاب مابعد الحداثة .


وبينت نتائج البحث الى ان الخزف الامريكي اقترب في خطابه النحتي من تقنية الفن البصري ( OP ART ) لتحقيق البعد الثالث وهو العمق الإيهامي والتخيل والتنفيذ التقني بمهارة عالية وظهرت قيمة التكرارفي الخزف الأمريكي المعاصر كفعل إيجابي لكسر الرتابة والإفصاح عن معالجات جديدة لعملية التشكيل البنائي والتقني للخطاب النحتي, مما يغني من حركة العمل الخزفي والابتعاد عن السكون البصري .

بقلم / رافع عبد القادر