ناقشت كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل رسالة الماجستير الموسومة "القيم الجمالية للحكاية الشعبية في رسوم المشرق العربي المعاصرة " للباحث محسن رشيد جعفر الشمري.


وتناول البحث دراسة (القيم الجمالية للحكاية الشعبية في رسوم المشرق العربي المعاصرة) واشتمل البحث على اربعة فصول فقد اهتم الفصل الاول بالاطار المنهجي للبحث الذي احتوى على مشكلة البحث و اهميته و الحاجة اليه اما الفصل الثاني اهتم بالاطار النظري والذي تضمن اربعة مباحث نظرية و تطبيقية تناول المبحث الاول القيمة الجمالية (مقاربات قيمية في الفكر الانساني و الفلسفي) في حين تطرق المبحث الثاني الى بنية الحكاية الشعبية فيما تضمن المبحث الثالث الموروث الحضاري و الاسلامي للحكاية وتناول المبحث الرابع التوظيف الجمالي للحكاية في الرسم العربي المعاصر الذين تناولوا الموروث الشعبي من فولكلور وطقوس وحكايا وادبيات غنية بالمضامين الاجتماعية والانسانية والتربوية والجمالية وانتهى الاطار النظري الى جملة من المؤشرات التي افادت الباحث في تكوين اداة البحث الممثلة بالاستمارة في تحليل عينة البحث .
وقد عني الفصل الثالث بإجراءات البحث المستندة الى تطبيقات الجمال للحكاية الشعبية في الفن المعاصر من خلال إجراءات البحث و المتمثلة في مجتمع البحث البالغ عدده (163) وعينته البالغة (21) نموذج التي تم اختيارها قصدياً وفق مجموعة خبراء ثم تحليلها وفق استمارة خاصة , فضلا عن اداة البحث والوسائل الإحصائية.


بينما احتوى الفصل الرابع على نتائج البحث التي توصل اليها الباحث أهمها ان الفنان العربي المشرقي استلهم الحكايات من قصص القرآن الكريم لما تحمله من قيم دينية وأخلاقية تمنح الأخر قيم جمالية تعتمد التعبير والترميز وتنفيذ الرموز مستعيناً بذاكرة والمعاصرة وفق رؤية حدسية وجسد الفنان المشرقي القيم الجمالية في رسومه من خلال استلهامه الحكاية الشعبية ذات الطابع المجتمعي المحتفية بالتراث الإنساني والسير الذاتية وحكايات الأبطال والفرسان العرب مبتعداً عن الالتزام بالتفاصيل لصالح التعبير او الترميز مستعيناً بالرموز و الزخارف التي تمنح العمل الفني هوية شعبية كما توصل الباحث الى جملة من الاستنتاجات منها ان البيئة الجغرافية التي نشأ بها الفنان المشرقي تعد عاملا اساسياً ساهم في تنوع الحكايات الشعبية في الرسم العربي المشرقي المعاصر, حيث تعددت انواعها بين الصحراوية والجبلية والبحرية والزراعية ,فضلا عن الواحات والوديان والقرى والمدن المعاصرة التي انتجت حكاياتها المتنوعة بكل ما يتلائم مع طبيعتها الثقافية والحضارية عبر موروثها الشعبي الادبي المتناقل شفاهياً و المتنوع ما بين الاسطوري والخرافي والتاريخي والحضاري والديني مما اعطى ميدانا واسعاً للفنان العربي يستقي من موضوعاته وقيمه الجمالية ورموزه الموروثة.

بقلم / رافع عبد القادر