ناقشت كلية القانون بجامعة بابل "مخاطر الإرهاب الالكتروني وسبل مكافحته " او ما يسمى بـ "الارهاب المعلوماتي" في دراسة اعدها استـــــاذ القانــون الجنائـــي الدكتور عمار عباس الحسيني التدريسي في الكلية.



وتناولت الدراسة التعريف بالارهاب الالكتروني ومخاطره ومن ثم تمييزه عن الارهاب التقليدي وبيان أركانه والعقوبات المقررة لهذا النوع من الجرائم كما استعرضت الدراسة الاتجاهات الفقهية والتشريعية والقضائية بهذا الخصوص ولاسيما الخلاف في مدى إنطباق نصوص التشريعات العقابية التقليدية على جرائم الارهاب الالكتروني لاسيما في البلدان التي تفتقر الى تشريعات تنظم الجرائم المعلوماتية كما هو في العراق.



وناقشت الدراسة موضوعاً مهماً من موضوعات الارهاب، ألا وهو "الارهاب الالكتروني" او ما يسمى بـ "الارهاب المعلوماتي" وهو إرهاب يرتبط بالتطورات الحديثة التي صاحبت ظهور الحاسوب الانترنت، حيث لم تعد أفعال الارهاب مقتصرة على جانبها التقليدي في التفجير والتفخيخ والاتلاف والقتل، إنما باتت العديد من أفعال الارهاب ترتكب عن طريق أجهزة الحاسوب وشبكة الانترنت، حتى بات الارهابي يجلس في قارة من الكرة الارضية خلف حاسوب وبضغطة زر واحدة يقوم بعل إرهابي ينفذه في قارةٍ أُخرى .



وبينت الدراسة ان هذا الامر خلق مشكلات جديدة تتعلق بالقانون الواجب التطبيق على مثل هذه الأفعال فضلاً عن صعوبة إثباتها والأهم من ذلك مخاطرها التي باتت تتسع بشكل هائل مع الاستخدام الواسع لشبكة الانترنت، ولعل خير دليل على ذلك ان الجهود الدولية اليوم قد تنبهت الى هذا الخطر القادم عبر تقنية المعلومات .



وبحسب الدراسة فان الارهاب الالكتروني يعرف بأنه "إستخدام الموارد المعلوماتية والمتمثلة في شبكات المعلومات وأجهزة الكومبيوتر وشبكة الانترنت من أجل أغراض التخويف او الإرغام لأغراض سياسية" وعُرف ايضاً بأنه "كل فعل او إمتناع عن فعل يقوم به فردٌ او جماعة منظمة باستخدام وسائل تقنية المعلومات او الشبكات المعلوماتية، من شأنه إحداث ضرر او تعريض مصلحة يحميها القانون لخطر، تنفيذاً لمشروع إرهابي". واستعرضت الدراسة عدد من ألامثلة على الارهاب الالكتروني الذي يتسبب عن تحكم التكنولوجيا في العديد من مجالات الحياة مثل التسبب في سقوط الطائرات او تصادمها عبر تزويدها بمعلومات ملاحية خاطئة او تعطيل وسائل التحكم الالكترونية فيها والتلاعب في البرامج التي تتحكم بأجهزة صناعة الدواء ما ينتج عنه فوضى في المقادير المستخدمة بما يسبب أضراراً جسيمة لا يمكن إكتشافها إلا بعد فترة متأخرة بل وبعد فوات الأوان وأيضاً تعطيل إشارات السير او إحداث الفوضى في عملها خاصةً في المدن الكبرى وما ينتج عنه من أضرار لا يستهان بها ناتجة عن الفوضى وحوادث السير الناجمة عن ذلك وتعطيل محطات الكهرباء والماء وشبكة الاتصال والأنظمة المصرفية والبورصة، نظراً لوجود "فايروس" من خلاله يمكن السيطرة على أجهزة الهاتف في مجتمع ما وجعلها تتصل كلها برقم الطوارئ في وقت واحد لشل وتعطيل هذه الخدمة وفتح منافذ السدود وما ينتج عنها من أضرار الفيضانات والتلاعب في أنظمة تشغيل وإطلاق وتوجيه الصواريخ الاستراتيجية وأسلحة الدمار الشامل، مما يتسبب عنه ضررٌ ودمارٌ نتيجة الاطلاق العشوائي لها وهو ما قد يُسبب حرباً كونية والتسبب بتعطيل عمل المحطات النووية والكيمائية والبايولوجية عبر التلاعب بأنظمة تشغيلها المناطة بتكنولوجيا الحاسبات الآلية وما ينتج عنه من تسرب للإشعاعات الخطرة .



عادل محمد