دعا أساتذة ومتخصصون في الجيولوجيا التطبيقية بجامعة بابل إلى تفعيل التوجهات الجديدة للبلد في قطاع واقع عمل المقالع الإنشائية والمحافظة على التوازنات البيئية وحمايتها من جهة، ومعالجة الاختلال في هذا القطاع من جهة ثانية، مع ضرورة تبني سياسة شمولية لتطوير أساليب تدبير قطاع المقالع وعقلنة استغلالها واستثمارها ومراقبتها، في إطار سياسة وطنية سليمة تقوم على ترشيد الموارد والمحافظة عليها لضمان استدامتها.وقال الدكتور جواد كاظم مانع الخفاجي رئيس قسم الجيولوجيا التطبيقية في كلية العلوم ان الندوة كشفت عن وجود ممارسات غير ممنهجة في مقالع المواد الإنشائية بمحافظات الفرات الأوسط، مما يتسبب بهدر كبير في المواد الخام المتوفرة في هذه المقالع، والتأثير سلبا على الاحتياطي الموجود فيها.مبينا إن الندوة التي عقدت تحت شعار (دور مقالع المواد الإنشائية في الفرات الاوسط في دعم الاقتصاد الوطني )تأتي ضمن اطار دور الجامعة في خدمة المجتمع ومؤسسات الدولة، والتي شارك فيها العديد من الباحثين والمختصين في علم الارض التطبيقي، وممثلو دوائر الدولة ذات العلاقة وحشد غفير من طلبة الجيولوجيا.مضيفا إن المشاركين في الندوة أكدوا على أهمية تعزيز هذا الجانب وضرورة تقليل الهدر الكبير الحاصل في هذه المواد كونها مواد ناضبة غير متجددة تستخدم في الوقت الحاضر استخداما غير ممنهج من الممكن أن يؤثر سلبا في المستقبل القريب على الاحتياطي الموجود في محافظات الفرات الاوسط وعموم محافظات العراق.
مشيرا إلى أن الندوة هدفت للتعرف على واقع المقالع في منطقة الفرات الأوسط، و الإجراءات التي تتخذها المؤسسات المختصة في هذا القطاع الحيوي، وبالتالي التوصل إلى مجموعة من المقترحات التي تنتج عن استغلال الموارد الطبيعية وسبل تطوير استثمارها، بما يضمن استمرار وتقليل الهدر الحاصل في هذا القطاع.مبينا إن عقد الندوة تأتي من أهمية الدور الكبير التي تلعبه مقالع المواد الإنشائية في دعم الاقتصاد الوطني ومواكبة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العراق، لذا كان لزاما أن يتم تسليط الضوء على هذا القطاع الحيوي المهم في اطار التوجهات الجديدة للبلد حفاظا على التوازنات البيئية وحمايتها من جهة ولمعالجة الاختلال في هذا القطاع، كما أصبح من الضروري تبني سياسة شمولية لتطوير أساليب تدبير قطاع المقالع وعقلنة استغلالها ومراقبتها في اطار سياسة وطنية تقوم على ترشيد الموارد والمحافظة عليها وضمان استدامتها.مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة استخدام هذه المقالع الاستخدام الجيد وضرورة تواجد العنصر الفني الجيولوجي الذي يمثل العنصر الاكثر خبرة في هذه المواد ابتداء من مراحل القلع وكتابة التقارير وتحديد الأثر البيئي.وبين الدكتور جواد كاظم مانع الخفاجي أن محافظات الفرات الاوسط تعد من المحافظات الغنية بالمواد الإنشائية والأطيان المستخدمة لصناعة طابوق البناء، وان الندوة بحثت محاور نقاشيّة هامّة تعلّقت بصناعة الطابوق والبحوث الجاريّة لتطوير نوعيّاته والبطانة الحراريّة للكوارتزايت، والآثار البيئيّة المترتبة عن اشتغال المعامل والمقالع وأهمية تنشيط عمليات الاستثمار وتسهيل المحدّدات للنهوض بالواقع الصناعي قدر المستطاع.
وناقشت الندوة عددا من الدراسات والبحوث العلمية في مجال استخدام الأطيان المتواجدة في المقالع لصناعة الطابوق، والمعالجات والمشاكل التي فيها، كما ركزت على العنصر الجيولوجي وضرورة تواجده في منطقة المقالع لبيان الاحتياطي والمشاكل البيئية التي يمكن أن تحصل فيها، كما استعرضت دراسات الخزين الاحتياطي من هذه المواد وعرضها كفرص استثمارية يمكن لها أن ترد بمدخولات مالية كبيرة للبلد، سواء عن طريق مستثمرين عراقيين أو أجانب، وفي الوقت ذاته توفير فرص عمل للكثير من العاطلين عن العمل من خريجي أقسام الجيولوجيا وبقية العاملين من غير المهرة .وتضمنت الندوة مناقشة ثلاثة محاور عني المحور الأول بمدى أهمية المقالع الخاصة بصناعة الطابوق، وناقش الثاني عمل مقالع الحصى والرمل والركام، وتناول المحور الثالث عمل مقالع الجبس لصناعة الجص والملاط والحجر لصناعة الأسمنت.وناقشت الندوة بحوثا جيولوجية قدمها مختصون في هذا المجال حيث أكد عضو نقابة الجيولوجيين العراقيين سنان عبد الجبار على ضرورة تواجد العنصر الفني الجيولوجي في مقالع المواد الإنشائية، ومحاضرة أخرى قدمها الباحث الجيولوجي هاشم الحلي المتخصص في مصنع الحراريات عن استخدام مادة الكاؤلين لإنتاج مواد مهمة في الصناعة، ومن ثم محاضرة قدمها الدكتور جعفر الزبيدي التدريسي في القسم تناول فيها استخدام الكاؤلين في تكوين أطيان انجانة بمحافظة النجف الأشرف لإنتاج أنواع جيدة من طابوق البناء .
عادل محمد