ناقشت اطروحة دكتوراه في كلية القانون مبدأ الصحيفة البيضاء في خلافة الدول في المعاهدات، للطالب باقر عبد الكاظم علي الكرعاوي.
تناولت الأطروحة تأثير خلافة الدول على المجتمع الدولي الذي يكشف الحاجة إلى معرفة متى وكيف يتم تحويل الحقوق والالتزامات من دولة سلف إلى الدولة خلفها، من أجل وضع الحلول للمشاكل الدولية الناتجة عن خلافة الدول، فسعي الدول الجديدة لبدأ حياة دولية خالية من أي التزامات قانونية قد تثقل كاهلها يصطدم بحاجة المجتمع الدولي الذي ولجت فيه حديثاً إلى الاستقرار، ومن ثم فإذا ما أرادت أن تسهم في هذا الاستقرار، ينبغي عليها أن تتجنب كل ما من شأنه أن يزعزعه، وأن تحرص على أن لا تكون في فراغ قانوني دولي أو تعيش عزلةً دولية سببها الإعلان بعدم التزامها بمعاهدات سلفها.
وبينت الأطروحة أن أهمية استجلاء صورة واضحة عن مبدأ الصحيفة البيضاء يأتي من خلال البحث في نشأته والأسس القانونية التي يقوم عليها ونطاق تطبيقه، والكشف عن مدى الدعم له في الممارسات الدولية السابقة، فمبدأ الصحيفة البيضاء هو أحد المبدأين الحاكمين لخلافة الدول مع مبدأ الاستمرارية، ووفقاً لمبدأ الصحيفة البيضاء تشرع الدول المستقلة حديثاً بحياة دولية خالية من الالتزامات التي تضمنتها المعاهدات التي أبرمتها الدولة سلفها والمتعلقة بإقليمها.
وأوصت الاطروحة بأن تكون الدول المنفصلة ضمن الدول المستقلة حديثاً، واقترحت تعديل نص المادة (2) الفقرة (1/ و) والذي يعرف الدولة المستقلة حديثاً، بأن يرفع منه الشرط المتضمن " تتولى الدولة السلف مسؤولية علاقاته الدولية" ويكون النص بالصيغة التالية "الدولة المستقلة حديثاً تعني الدولة الخلف التي كان إقليمها قبل تاريخ خلافة الدول مباشرةً إقليماً تابعاً، وإعادة النظر بمعيار التبعية الذي أقرته لجنة القانون الدولي لتمييز الدول المستقلة حديثاً عن غيرها من الدول المنفصلة الذي يشترط أن الدولة المتبوعة تتحمل مسؤولية العلاقات الدولية للإقليم التابع لها وتطبيق معيار (التبعية) فقط دون قيد أن تكون الدولة السلف مسؤولة عن علاقاته الخارجية.
عادل محمد