كلية التربية للعلوم الإنسانية تنظم محاضرة عن العقلانية في الحداثة الغربية

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 594

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 09/04/2018

اخر تصفح: 2024/04/26



نظم قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة بابل محاضرة علمية عن (العقلانية في الحداثة الغربية)، قدمها الدكتور جاسم حميد جودة، بحضور أساتذة وباحثين وطلبة.
ناقشت المحاضرة موضوعة العقلانية في الحداثة الغربية ونزع القداسة عن المعرفة واختزالها في تنمية دوافع القوة والهيمنة.وبينت المحاضرة أن (المعرفة) التي كان من مقاصدها الاتصال بالوحي ومعرفة الله، ثمّ الاتصال بالعالَم والإنسان، جرى توجيهها نحو مقاصد أُخرى، هي :علمنة المعرفة، وتكثير الاستدلالات البُرهانية، والالتحام بالمعرفة الحسية، كما إن المعرفة تركّزت في الأنا الواعي لذاته، الذي جعل وجهته الذات العارفة وموضوع المعرفة، أمّا الوحي والإله فقد جعل دورهما لاحقاً على دور الإنسان؛ ما أدّى ببعض المناحي الفكرية إلى الفصل بين الفلسفة والحكمة، فتحولت المعرفة إلى علمانية خالية من نداوة الإيمان ورطوبة الروح.
وتناولت المحاضرة محور هيمنة العقل الأداتي واستعماره عالم الحياة حيث تمثل مدرسة فرانكفوت أحد أهم الاتجاهات الفلسفية التي أبانت عن لاعقلانية العقل، الذي اصطلحت على تسميته بـ(العقل الأداتي)، أو (الإجرائي)، أو (الحسابي)، وهو عقل لا يهتم بالغايات والقيم، ويمكن القول إن هذا العقل قد أنشأ نظرياته - خاصة النظريات العلمية منها- وبنى فكرة أن العالَم قابل للإدراك كلياً عن طريق العقل لأن الإنسانية يقودها العقل، وإذ هذا العقل المتحكّم في كل شيء قد صار كأنّما توجّهه العناية الإلهية أو كأنّما تحكمه أسطورة أشبه بالدينية، فالتقنية وهي أوج الفكر العلمي، سيطرت على الطبيعة وعلى الإنسان، سيطرة منهجية تتوسّل التحسيب والتجريب، وهذا ما أشار إليه ماركيوز حين ربط بين العقلانية التكنولوجية وأدوات الضبط السياسي وفقدان الحرية في عالم اليوم، والإنسان بات خاضعاً لجهاز تقني يزيد من رغد الحياة ورفاهيتها كما يزيد من إنتاجية العمل، ما يشي بأنّ هناك "إرادة قوة كامنة تريد أن تُؤوِّل العالَم وَفق منظورها؛ تلبية لدوافع وحاجات معيّنة".
وناقش المحور الثالث من المحاضرة متتالية العلمانية والرؤية العلمانية للوجود والتاريخ حيث كان من نتائج سلوك منهج العقلانية تنامي العلمنة، هذه العلمنة لا تتعلّق بجوانب الحياة العامة فحسب، بل امتدّت إلى دوائر الحياة الخاصة وأمكنة القداسة بصورة خاصة، وامتدّت إلى رؤية العالَم والقيم، فهي تشمل وبالضرورة الجوانب الثقافية؛ إذ تعني "زوال وظيفة الدين في تحديد رموز التوحيد والاندماج الثقافي للمجتمع وأن الفكر الغربي بتبنّيه هذا التأويل العلماني للعالم، وقع في دوّامة التأويل اللامتناهي للأشياء، والالتحام بالأرض والصيرورة، أي "العلمانية الشاملة" على حد تعبير المسيري.
عادل محمد

اعلام جامعة بابل  

تاكات المحتوى: كلية التربية للعلوم الإنسانية تنظم محاضرة عن العقلانية في الحداثة الغربية
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل