ناقشت أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الإنسانية (دور ولاية لويزيانا في التطورات التاريخية للولايات المتحدة الأمريكية 1804 ـ 1828)، قدمتها الباحثة آمنة عودة مزعل ياسر الزاملي، بإشراف الدكتور ماجد محي عبد العباس الفتلاوي.
بينت الأطروحة أن ولاية لويزيانا تعد من المستوطنات التي أنشأها الفرنسيون، ومن ثم الأسبان وحماية المستوطنين وتنظيم شؤون حياتهم عن طريق منح المواثيق الاستعمارية قد اكسبها الغلبة والهيمنة على شؤون هذه المستعمرة في المجالات كافة، إضافة إلى ذلك جلب العبيد من اماكن مختلفة من القارة الافريقية والتي اصبحت فيما بعد قوة اقتصادية واجتماعية متمثلة للعبيد الملونين (الكريول) لا يستهان بها، ونما الشعور بالمسؤولية لديهم والمطالبة بحقوقهم والتحرر من اسيادهم المتمثلة بثورة 1795 ثورة العبيد الكبرى التي طالبت بالحرية والمساواة مع نظرائهم من السكان البيض في المستعمرة خاصة بعد انتشار رياح الثورة الفرنسية في أرجاء القارة الأوربية والأمريكية ، جعلها عبئا على الدولة الاسبانية لاسيما أثناء الحرب النابليونية حيث كانت لويزيانا الثمن الذي دفع في معاهدة سان الديفونسو السرية لنابليون عام 1801 .
واستنتجت الأطروحة أن لموقع لويزيانا الإستراتيجي المهم المطل على خليج المكسيك ونهر الميسسبي الذي يعتبر اكبر انهار العالم والذي يمثل موردا اقتصاديا وتجاريا مهما جعلها محط أنظار المستكشفين الأوربيين الأوائل المتمثلين باسبانيا وفرنسا وتلتها بعد ذلك الولايات المتحدة الامريكية التي بدأت تلك الاخيرة منذ المدة التي تلت حرب الاستقلال عام 1776 مساعيها لتوسيع رقعة أراضيها الجغرافية، كما استنتجت الأطروحة أن شراء لويزيانا من قبل توماس جيفرسون يعد أهم صفقة شرائية عرفها التاريخ الحديث،، كما عدت لويزيانا سوقا جديدة داخلية لتصريف وتصدير الفائض إليها المتمثل بالعبيد الامريكيين وغلق تجارة العبيد الخارجية، كذلك كان لحرب 1812 نتائج مدمرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي للمتحاربين، كما إن ولاية لويزيانا لم تستقر على دستور معين ، إذ كانت دائمة التغير في دساتيرها، وهذا له تأثير سلبي على التجانس السياسي داخل الولاية التي تعد موردا اقتصاديا كبيرا ورئيسيا للولايات المتحدة الأمريكية منذ وقت انضمامها وحتى 1828، لذلك يعد انضمامها مكسبا حقيقيا لنشوء الولايات المتحدة الامريكية كدولة كبرى اقتصادية وسياسية وعسكرية يحسب لها حساب . عادل محمد