متخصصون في جامعة بابل يحذرون من الوجه الآخر لتكنولوجيا الاتصالات

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 516

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 29/11/2018

اخر تصفح: 2024/04/26



حذر أساتذة متخصصون في جامعة بابل من الوجه الآخر لتكنولوجيا الاتصالات المتمثل بـ(الإدمان) نتيجة لسوء الاستخدام والآثار السلبية الكبيرة على المستخدمين لشبكات الاتصالات ومنصات التواصل الاجتماعي.
جاء ذلك في الندوة العلمية التي نظمها قسم الفيزياء في كلية العلوم الموسومة (الإدمان ...الوجه الأخر لتكنولوجيا الاتصالات) بحضور حشد غفير من أساتذة وطلبة الكلية.
وقال رئيس القسم الدكتور رحيم كعيد كاظم المرشدي أن شبكات التواصل الاجتماعي وفرت العديد المزايا لمستخدميها كالتفاعلية والتزامنية و اللاتزامنية وعالمية الرسالة وتقريب الثقافات والحضارات من بعضها البعض إلا أنها طرحت في الوقت ذاته العديد من الآثار السلبية على مستخدميها ارتبطت أساسا بكثافة الاستخدام، إذ يعتبر الشخص مدمنا إذا تعدى استخدامه (38)ساعة أسبوعيا حسب احد ابرز العلماء الأمريكيين.
تضمنت الندوة ثلاث محاضرات الأولى بعنوان (المخدرات الرقمية) قدمها الدكتور عدنان حمود الاعرجي، والثانية بعنوان (الآثار الصحية والنفسية والاجتماعية لوسائل التواصل الاجتماعي) ألقاها الدكتور حسن علوان بيعي، والمحاضرة الثالثة بعنوان (الأبعاد السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي) استعرضها الدكتور احمد حسن عبد الله.
وبينت المحاضرة الأولى التي قدمها الدكتور عدنان حمود الاعرجي أن المخدرات الرقمية هي عبارة عن موسيقى صاخبة بصيغة MP3 تسمع عن الطريق الهيدفون بكلتا الأذنين وباستخدام ترددين مختلفين قليلا، مما يسبب سماع كل تردد من أذن ويجمع الدماغ الترددين ويسمع موجة صوتية ترددها الفرق بين الترددين السابقين لفترة ما لا يقل عن أربعين دقيقة مسببة إكلال الدماغ ومن ثم إفراز هرمون يساعد على الاسترخاء.
وبين الاعرجي أن مشكلة خطورة المخدرات الرقمية تكمن في عدم وجود أعراض أولية على الشخص المدمن عليها على عكس المخدرات الكيمياوية التي تكون أعراضها واضحة للغاية، وأن هذا النوع من المخدرات يؤثر بمجرد وضع الهيدفون على الأذنين والتي يصاحبها تشنجات وضمور بالشبكة العصبية التي حينما يتم استخدامها أكثر من اللازم تثقل عصب الأذن المتصل مع الدماغ وحصول ثقل على الدماغ ولهذا العصب عمر معين فأول نذير لهذه المخدرات هو الصمم وتلف الدماغ.
وأوضح الاعرجي أن معالجة المخدرات الرقمية يأتي من خلال تطوير وتحديث القانون لتجريم استخدام هذه المخدرات وتدريب فرق المكافحة على رصد وحجب المواقع التي تروجها وإيجاد تعاون دولي قوي لتحديد مصادر هذه المواقع، والعمل على ضبط مروجيها، كذلك تطبيق توعية مبتكرة تتناسب مع الشباب والتواصل مع الأسر، وتدريبها على فرض نوع من الرقابة الذاتية على أبنائها واستهداف المدارس والجامعات بالتوعية من خلال التنسيق مع إداراتها.
وبينت المحاضرة الثانية للدكتور حسن علوان بيعي التي جاءت بعنوان(الآثار الصحية والنفسية والاجتماعية لوسائل التواصل الاجتماعي) أبرز الآثار السلبية المتصلة بالجوانب النفسية والاجتماعية والصحية كالعزلة الاجتماعية والانكفاء الشبكي والقلق والتوتر النفسي لدى المستخدمين، فضلا عن بعض الآثار الصحية كالتعب و الإرهاق و ضعف البصر وآلام الظهر.
واستعرضت المحاضرة الثالثة للدكتور احمد حسن عبد الله (الأبعاد السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي) التي سلطت الضوء على مخاطر المواقع الاجتماعية أو الشبكات الاجتماعية على فئات المجتمع لاسيما فئة الشباب منهم لما لهم من دور فاعل في بناء المجتمع وهم الأكثر استخداماً لهذه المواقع، ومن الممكن جدا أن يرتبط سوء الاستخدام ببعض الأبعاد الاجتماعية والنفسية، فهناك أمور مغرية بالنسبة لهم لقضاء الساعات الطويلة أمام جهاز الحاسب الآلي أو الموبايل، والذي من الممكن أن يؤثر على العلاقات الاجتماعية الحقيقية ويعيشون في مجتمع افتراضي، لكن الأمر قد يخرج عن السيطرة، ويصبحون أبناء لمجتمعات أخرى تشغل اهتماماتهم .
وبينت المحاضرة إن استخدام الانترنت من قبل العديد من الناس وخصوصًا شرائح المراهقين والشباب أصبح من الظواهر التي يرى الإنسان العادي انعكاساتها مع كل من يتعامل مع هذه الشرائح، فاستخدام المواقع التفاعلية أصبح بديلاً للتفاعل الاجتماعي الصحي مع الرفاق والأقارب وأصبح الشغل الأهم للفرد قضاء الساعات الطويلة في استكشاف المواقع المتعددة مما يعني تغيرًا في منظومة القيم الاجتماعية للأفراد، حيث يعزز هذا الاستخدام المفرط القيم الفردية بدلا من القيم الاجتماعية وقيم العمل الجماعي المشترك الذي يمثل عنصرًا هامًا في ثقافتنا العربية والإسلامية، كما إن الاستخدام الفردي للمواقع الاجتماعية يعزز الرغبة والميل للوحدة والعزلة للمراهقين والشباب مما يقلل من فرص التفاعل والنمو الاجتماعي والانفعالي الصحي الذي لا يقل أهمية عن النمو المعرفي وحب الاستطلاع والاستكشاف، وأن بعض الدراسات الأولية تشير إلى أن استخدام المواقع الاجتماعية يعرض الأطفال والمراهقين إلى مواد ومعلومات خيالية وغير واقعية مما يعيق تفكيرهم وتكيفهم وينمي بعض الأفكار غير العقلانية وخصوصا ما يتصل منها بنمط العلاقات الشخصية وأنماط الحياة والعادات والتقاليد السائدة في المجتمعات الأخرى.
وأوصت الندوة بنشر الوعي المجتمعي لاسيما فئة الشباب بضرورة الاستفادة من المواقع التفاعلية بشكل إيجابي وتوجيهها بما يخدم المجتمع ويعين على نشر ثقافته عن طريق المحاضرات والمنشورات، وكذلك عن طريق وسائل الإعلام نفسه، وتفعيل دور الأسرة في الرقابة على الأبناء في حالات امتلاك الهواتف النقالة خاصة طلبة المدارس، وتوجيههم الوجهة الصحيحة أثناء استهلاك واستقبال ما تنتجه هذه الوسائل، وكذلك يتطلب من الأسرة غرس الوازع الديني في الشباب فالتربية الدينية ترسخ في الإنسان مبادئه الأخلاقية، وعقائده الإسلامية، وتوجهه الأخلاقي؛ حتى يصان من كل انحراف، أو زيغ عقائدي، أو ديني.
عادل محمد

اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  

تاكات المحتوى: متخصصون في جامعة بابل يحذرون من الوجه الآخر لتكنولوجيا الاتصالات
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل