عادل محمد
ناقشت أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الإنسانية المنهج في نقد نقد الشعر في العراق (2003-2017)، قدمها الباحث جعفر محمد صبار علي السرحان، بإشراف الأستاذ الدكتور عبد العظيم رهيّف السلطاني.هدفت الأطروحة إِلى رصدِ, ووصفِ, وتحليلِ المناهج النقديَّة من دونِ مناهج البحث والتأليف؛ للأَهميةِ الكبرى التي حظيتْ بها تلك المناهجِ العلميَّة من دون غيرها، وتم رصد تلك المناهج وملاحظتها من جوانبَ عدَّة لتبيان مدى فهمها, واستيعاب رؤاها، ومُراقبة وتتبُع مسألة المنهج لأَهميتِها في الدراسات, والبحث, وتحديد النتائج.
وتضمنت الأطروحة ثلاثة فصول, تسبقها مُقدّمة, وتتلوها خاتمة أَجملتُ فيها ما توصلت إِليه من نتائج، وبعد المُقدّمة الموجزة التي أعطتْ إِضاءة وافية عن الأطروحةِ جاءَ الفصلُ الأَول بعنوانِ (مُنطلقاتٌ نظريَّة في نقدِ النقد)، وقد ضمَّ مبحثين: تناول الأَول مفهومَ المنهجِ, ومستويات الدرس في نقدِ النقد, أَما الآخر: فتحدث عن المنهجِ في النقدِ, ونقدِ النقد, مع بيان مواطن التوافق والاختلاف المنهجي في كلا المجالين.وخصص الفصل الثاني لدراسةِ (المُمارسة النقديَّة والوعي المنهجي), الذي ضمَّ الجزءَ الأَكبر من الدراسةِ؛ لما تحملهُ إِشكاليَّة الوعي المنهجي من أَهميَّة كبرى، إِذ توزع الفصل بين خمسةِ مباحث.وتناول الفصلُ الثالث الأَخير مسألةً مهمة هي الحضورُ والغياب لجانبي المنهج النظّري والتطبيقي، فكانتْ مادة الفصل مُخصّصة للكلامِ في (نقدِ المنهج بين النظري والتطبيقي) لفحص مدى التوازن بين الجانبين، وقد توزَّع الفصل بين ثلاثةِ مباحث: ضمَّ المبحث الأَول منها فقرتين - بحسبِ ما وجِد من حضورٍ للجانبِ النظري للمنهجِ من دون الجانب التطبيقي أَو العكس- وقد تحدّث في الفِقْرةِ الأَولى عن غيابِ الجانب النظري, أَو التنظيري للمنهجِ, والاكتفاء بالجانبِ التطبيقي في بعض المُمارسات النقديَّة، بينما تحدث في الفِقْرةِ الثانية عن غيابِ الجانب التطبيقي للمنهجِ, والاكتفاء بالجانبِ النظري فقط، ومن ثم جاء المبحثُ الثاني من الفصلِ ليفحص المُقدّمات النظريَّة وما ورد فيها من وصفٍ نظري, أَو تنظيري للمنهجِ, وما أَصاب تلك المُقدّمات –لاحقًا- في ميدانِ المُمارسة, والتطبيق من خرقٍ, وعدم التزام بما نظَّرتْ لهُ, أَو التزام في أَحيانٍ قليلة، أَما المبحث الثالث فقد بيَّن واعتمد إِجراءات الكشف المنهجي للكشفِ عن المناهجِ التي لم يُصرَّح بها في الدراسات, ومحاولة الوصول لمناهجِها من خلالِ توظيف تلك الإِجراءات الكشفيَّة.