ضمن فعاليات البرنامج الوطني التعليمي للهندسة المستدامة ( NEPSE) كلية الهندسة بجامعة بابل تعقد الندوة العلمية الثانية للهندسة المستدامة

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 1679

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 31/03/2013

اخر تصفح: 2024/04/27


ضمن فعاليات البرنامج الوطني التعليمي للهندسة المستدامة (NEPSE) وبرعاية رئيس جامعة بابل الأستاذ الدكتور عادل هادي البغدادي و عميد كلية الهندسة الأستاذ الدكتور عادل عباس الموسوي عقدت كلية الهندسة الندوة العلمية الثانية للهندسة المستدامة بحضور اساتذة وباحثين من الجامعات العراقية وحشد غفير من طلبة كلية الهندسة وذلك في رحاب الجامعة وعلى قاعة السيد الشهيد الصدر(قدس) يوم الخميس الموافق 28 /3 /2013.والقى بالنيابة الدكتور سلام عبد الزهرة كلمة رئيس الجامعة قال فيها انه لمن دواعي السرور والغبطة أن أشارك ندوتكم هذه لما لها من أهمية كبيرة خاصة وإنها تبحث في موضوع الهندسة المستدامة الذي أصبح العنوان الرئيس في كل بلد لتحقيق أهداف الأجيال الحالية دون الإضرار باحتياجات الأجيال القادمة من خلال تقديم حلول هندسية صديقة للبيئة وان العالم اليوم بأمس الحاجة إلى أفكار ابتكاريه تطبيقية كبيرة لتحقيق عمليات نمو كبير وتوازن عال المستوى في الاستهلاك وإيجاد بدائل جديدة في الطاقة وتعزيز الموارد الطبيعية وهذا يتطلب منا اليوم جهدا وطنيًا متناغمًا وذلك لا يأتي إلا من خلال الارتقاء بقدرات البحث العلمي واعتماد الآليات القابلة للاستدامة وتعزيز الوعي بها، وتوظيف الخبرة والمعرفة واعتماد مناهج علمية رصينة وانتم تعلمون جيدا إن جامعة بابل تمثل أفضل حاضنة لهذه الأمور لذا نأمل من ندوتكم العلمية هذه أن تشكل إضافة جديدة يمكن ان تكون منهاج عمل وخارطة طريق نستدل بها على المستقبل.تلتها كلمــة القاها عميـد كلية الهندسة الاستاذ الدكتور عادل عباس الموسوي اشار فيها الى ان الندوة الأولى التي عقدتها الكلية في العام الماضي بتاريخ 16 / 5 /2012 كانت تهدف التعريف بمفاهيم الاستدامة والتنمية المستدامة والهندسة المستدامة والبرنامج الوطني التعليمي للهندسة المستدامة NEPSE في حين يتم اليوم عقد هذه الندوة للعام الثاني على التوالي بهدف استعراض العلاقة بين الهندسة المستدامة والأقسام العلمية (الهندسة المعمارية ,الهندسة المدنية ,الهندسة البيئية,الهندسة الكهربائية ,الهندسة الميكانيكية).

لافتا الى ان الكلية قد دأبت على تنفيذ البرنامج الوطني التعليمي للهندسة المستدامة من خلال ادخاله ضمن مفردات مناهج الدراسات العليا والاولية لمختلف التخصصات العلمية في الكلية . وبعد ذلك القت رئيسة اللجنة التنفيذيـة للبرنامــج الوطنــي للهندسة المستدامة في العراق الاستاذ الدكتور إنغـام الصفار كلمة بالمناسبة اشادت فيها بالجهود الكبيرة التي بذلتها رئاسة جامعة بابل وعمادة كلية الهندسة واساتذتها واعضاء اللجان التحضيرية والمشرفة لتطوير مناهج البرنامج الوطني للهندسة المستدامة مؤكدة في الوقت ذاته على ان الاطار العام للبرنامج يتمثل بالسعي الى تحقيق ستراتيجيات قصيرة المدى تخص النظم التعليمية الهندسية ضمن مؤسسات وزارة التعليم العالي تتكامل مع استراتيجيات طويلة المدى تشمل قطاعات المجتمع العراقي كافة وكذلك فأن ستراتيجيات العمل في البرنامج تسعى ايضا الى تحقيق مستوى عال من التغيير عن طريق انجاز آليات العمل بأتجاه الهندسة المستدامة في مجال تطوير المناهج والبحوث للدراسات العليا واقامة الندوات والمؤتمرات العلمية وخطة تطوير الكفاءات للهيئات التدريسية في الجامعات حيث توظف المخرجات التي تعزز آليات العمل ضمن انظمة التعليم الهندسي خلال السنوات القادمة لتحقيق مستوى متميز للنمو الاقتصادي ودعم الشركات الجديدة للتنمية الاقتصادية وذلك لتحقيق الهندسة المستدامة في العراق بمرتكزاتها العلمية الحديثة. في حين استعرض رئيس اللجنة التحضيرية للندوة الأستاذ الدكتور محمد علي الانباري في محاضرته الافتتاحية الموسومة (كيفية تحفيز الناس باتجاه الاستدامة) سبعة ستراتيجيات من شأنها ان تعمل على تهيئة وتحريك المجتمع الى منهج الاستدامة متمثلة بتزويد المجتمع بالمعرفة ونفوذ الشركات والالمام بالمشاركة والشراكة وعملية التدرج في منح مفاهيم الاستدامة وستراتيجية مقابلة السلوك بالتكريم والمكافئة مستعرضا بذلك مفهوم الاستدامة التي تمثل القدرة على التحمل والاستمرارية اما في علم البيئة في تشير إلى مدى بقاء النظم البيولوجية بصورة متنوعة ومختلفة ومنتجة مع مرور الوقت , فالأراضي الرطبة والصحية والغابات تعتبر أمثلة على النظم البيولوجية المستدامة ,اما بالنسبة للموارد البشرية فالاستدامة هي إمكانية الحفاظ لمدة طويلة الأمد على الوجود الذي بدوره له إبعاد بيئية واقتصادية واجتماعية .وقال:ان التنمية المستدامة هي التنمية التي تلبي حاجات الحاضر دون المساومة على قدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتهم أي هي المساواة والعدالة بين الأجيال وهي واحدة من العوامل المطلوبة للتنمية المستدامة.

اما الباحثة م.م. نـدى عبـد الأمير مبارك التدريسية في قسم الهندسة المعمارية فقد بينت في محاضرتها الموسومة (توظيـف الاســاليب المعمــاريـة في الأبنيــة المستـدامــة) (Sustainable Architecture)ان العمارة المستدامة تمتلك أقل ما يمكن من الصفات المعاكسة على البناء والبيئة الطبيعية وان الغرض منها تحقيق نوع من التكاملية بين الجوانب الإقتصادية، والإجتماعية، والإيكولوجية بطريقة واسـعة جداً حيث يسـاهم الإسـتخدام العقلاني للمصادر الطبيعية والإدارة الملائمة في وقاية المصادر النادرة، أي إسـتهلاك الطاقة بصورة مخفضة لتحسـين نوعية البيـئة (Goodland and Daly, 1996 , p108) فالمبنى المستدام هو المبنى الذى له تأثير سلبى قليل على البيئة المشيدة والطبيعية، والتصميم المستدام المتوافق مع البيئة ليس فكرة جديدة بل إنها أقرب ما تكون فكرة ضائعة في الوقت الحاضر, إذ تتكامل عناصر التصميم المستدام مع الفكر التصميمي للعمارة التقليدية, التي تم اختيارها وأثبت نجاح حلولها عبر فترات طويلة من التجربة والخطأ باستخدام مواد البناء المحلية وبتقنيات بسيطة مدروسة لكنها نابعة من بيئتها المحلية فمنذ قديم الزمان حيث كان الإنسان يعيش في الكهوف مستفيدا من تطوير الموارد الطبيعية والتكيف مع البيئة لتحسين مستوى المأوى الذي يحميه ... ونجد ان تحقيق هذه التكاملية في المدينة العربية بنسيجها المتضام التقليدي يتحقق من خلال تخطيط المدينة ومعالجات مسارات الحركة من حيث العرض، الشكل الطول، التوجيه وتغيير الاتجاه اذ يمثل الحركة الأساسية للتكيف مع البيئة للتخفيف من مؤثرات المناخ القاسية خاصة الوحدات السكنية فهو يمثل توافق للمسكن مع البيئة بكل ايحابياتها وسلبياتها فقد تم تحقيقه وفق استراتيجيتين هما: (الحماية والتكيف) باستخدام الشناشيل في السيطرة على الحرارة الداخلية والجمالية واستخدام انواع خاصة من الزجاج تتحكم بكمية الاشعاع الداخل واستثمار باطن الارض بتصميم السراديب واستخدام برك المياه والنافورات.

واضافت قائلة : اما في الابنية العالمية الحديثة فأن هناك استراتيجيات تم اتباعها في التصاميم المعمارية من خلال عدد الابنية وتوجيهها وحجمها وموقعها والتفاصيل الخارجية ولون غلاف البناية والحدائق المعلقة وطريقة تظليل وتصميم الواجهات والسيطرة الشمسية خلال التشكيل الكتلي الفضائي في البيئة الحضرية واستخدام انواع خاصة من الكاسرات والبروزات لتظليل الجدران والمانعات فضلا عن استخدام التظليل من خلال الشرفات ومظلات النوافذ واستخدام تقنيات التبخير مثل النافورات وبرك المياه واستخدام التكنولوجيا (الايكولوجية) باقسامها الواطئة والخفيفة والعالية وتوجه المصممين الى طرائف التكيف الذاتية اذ يتوجب على المصمم معرف الانظمة التشغيلية المتمثلة بالنظم المنتجة والمتنوعة والكاملة فضلا عن الذاتية، اذ تبدأ الخطوات التصميمية الاولى باختيار المواد المستخدمة في عملية البناء واصبحت الابنية مولدة للطاقة الذاتية للتعويض عن الطاقة المستهلكة من خلال الرجوع الى الطبيعة والاستفادة من نماذجها وطرزها في كيفية استخدام المواد وطرائق تشكيلها وكذلك الاستخدام المعقول للتكنولوجيا المطورة ودمجها مع الانظمة والمواد الجديدة في التصميم لاستثمار الطاقة الطبيعية وان تعدد مصادر الطاقة المتمثلة ب(القابلية للتجديد- الكتل العضوية والطاقة الشمسية الفوتوفولتية الحرارية- شمسية وطاقة الرياح) لتحقيق نظام الكفاءة الذاتية من خلال جمع وخزن ومعالجة الماء وتوزيع واعادة تدوير الزائد منه، فضلا عن اعادة تدوير الفضلات بانواعها كلا حسب مميزاتها وان استخدام تقنيات مختلفة للحصول على الاضاءة الطببيعية ابسطها الشبابيك القابلة للتحريك مع مواصفات خاصة لتحقيق الاستدامة مثل المرايا العاكسة والادوات الجاذبة (متحسسات) واستخدام الموجهات الأفقية والعمودية، وانظمة التظليل المزودة بمحركات اتوماتيكية.في حين القى الاستاذ الدكتور هيثم حسـن الدعمي التدريسي في قسـم الهندسة المدنية محاضرة بعنوان(الإنشاءات المستدامة بين الواقع والطموح) اشار فيها الى ان الانشاءات الخضراء (المعروفة أيضا باسم البناء الأخضر أو البناء المستدام) تتمثل في بنية واستخدام العملية التي هي المسؤولة ببيئتها وكفاءتها في استخدام الموارد في جميع مراحل دورة حياة المبنى والذي يبدأ من تحديد المواقع، وتصميم البناء، والتشغيل، والصيانة، والتجديد و الهدم وهذا يتطلب تعاونا وثيقا من فريق التصميم من المعماريين، والمهندسين، ورب العمل (الجهة المستفيدة) في جميع مراحل المشروع.. وان ممارسة المباني الخضراء يضمن ويكمل تصميم المبنى الكلاسيكي على الرغم من ان التكنولوجيات الجديدة يتم توظيفها باستمرار لتكمل الممارسات الحالية في انشاء هياكل صديقة للبيئة، والهدف المشترك أن يتم تصميم المباني الخضراء للحد من التأثير العام على البيئة مبنية على صحة الإنسان والبيئة الطبيعية من قبل الاستخدام و بكفاءة للطاقة، والمياه، وغيرها من الموارد وحماية صحة شاغلي المبنى والحد من النفايات والتلوث والتدهور البيئي وان المباني الطبيعية هي مفهوم مماثل ، التي عادة ما تكون على مقياس أصغر، ويميل إلى التركيز على استخدام المواد الطبيعية المتوفرة محليا وان هناك مواضيع ذات صلة أخرى تشمل التصميم المستدام والعمارة الخضراء.

واضاف: مكن تعريف الاستدامة بأنها تلبية لاحتياجات الأجيال الحالية دون الإضرار بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها على الرغم من أن بعض برامج انشاء الأبنية الخضراء لا تعالج مشكلة إعادة تأهيل المنازل المشيدة حيث يمكنك و بسهولة تطبيق مبادئ البناء الأخضر على الأبنية المطلوب إعادة تأهيلها للعمل وكذلك البناء الجديد وهناك تقارير عالمية اكدت باأن المباني المصممة على نحو مستدام أقل تكلفة للتشغيل وانها ابنية ممتازة في مجال استهلاك الطاقة وانها أكثر ارتياحا بنظر شاغلي المبنى بالمقارنة مع تلك المباني التجارية التقليدية.وعن تقييم دورة حياة المنشأ(Life Cycle Assessment) فقد اشار الباحث الدكتور الدعمي الى إن إعادة استخدام نواتج هدم البنايات القديمة وخصوصًا الخرسانية كركام خشن وكبديل للركام الطبيعي أصبح أكثر شيوعا في العقود الأخيرة، في محاولة جادة لتخفيف التلوث البيئي الناتج من تجميعها في مدافن وكذلك المحافظة على الموارد الطبيعية للمواد التي تستخدم كركام للخرسانة حيث يعاد تدوير النفايات لاستخدامها كأحد مكونات الخرسانة حيث تم دراسة العديد من المحاولات لتطوير استخدامات نفايات البناء كركام خشن كبديل للركام الطبيعي لصناعة خرسانة جديدة في أبحاث سابقة عديدة وقد لوحظ على وجه العموم انخفاض في مقاومة الضغط في جميع أنواع الخرسانة التي استعيض عنها الركام الخشن الطبيعي بركام معاد تدويره وانخفضت الخواص الميكانيكية للخرسانة انخفاضًا ملموسا مع زيادة نسبة الركام المعاد تدويره اجمالا. اما عن مواد البناء الخضراء فقد بين الباحث انها تشمل الخشب من الغابات والمواد النباتية المتجددة بسرعة مثل الخيزران والقصب والحجر المعاد تدويرها والمعادن المعاد تدويرها وغيرها من المنتجات التي هي غير سامة، وقابلة لإعادة الاستخدام، وقابلة للتجديد، أو القابلة لإعادة التدوير حيث اقترحت وكالة حماية البيئة استخدام السلع الصناعية المعاد تدويرها، مثل المنتجات احتراق الفحم والرمل مسبك، والحطام المهدم في مشاريع البناء.اما المحاضرة التي القتها أ.م. أمــال حمزة المعمـوري التدريسية في قسم الهندسة البيئية الموسومة(العلاقةبين الهندسة البيئية والاستدامة) فقد اشارت الباحثة الى ان الاسْتدامَة (Sustainability) تعني القُدرة على الاستمرار في وضْع مُعيَّن أو في عمليّة معيّنة بثبات واسْتقرار لمدة طويلة ويرتبط هذا المصطلح بمجالات كثيرة من الحياة لكنّه يُستعمل في أيامنا في سياق الحديث عن البيئة اما عن تعريف التصحر فطبًقا لما جاء في الفصل رقم ( 12 ) بالأجندة رقم ( 21 ) في الاتفاقية الدولية للتصحرThe International Convention on Desertification)) فقد ذكرت الباحثة بأنها تدهور الأراضي المزروعة في المناطق الجافة أو شبه الجافة وذلك بسبب التغيرات المناخية وأيضا بسبب الأنشطة البشرية. وعادة ما يصحب التصحر انخفاض في القدرة الطبيعية للأراضي وأيضا نفاد الموارد المائية السطحية ومياه الآبار ولكن من ناحية أخرى فإن أهم الآثار السالبة الأكثر وضوحا للتصحر هو تدهور الأحوال المعيشية والاقتصادية للأفراد وللمجتمعات التي تزاول أنشطتها الزراعية في المناطق التي تصاب بالتصحر.

وقد استشهدت الباحثة بمثال تطبيقي عن ذلك حيث يرجع اسم هضبة( اللوس )التي تقع في شمال غرب الصين ويسكنها أكثر من( 50 )مليون نسمة، إلى تربة أراضيها الجافة التي تذروها الرياح وقد أسفرت قرون شهدت خلالها تلك الهضبة إفراطاً في الاستخدام والرعي عن معاناتها من أعلى معدلات لتآكل التربة في العالم على الإطلاق وعن تفشي أوضاع الفقر في ربوعها. وقد كانت نتائج المتحققة من برنامج الهندسة البيئية والاستدامة قد ادى إلى انتشال أكثر من( 2.5 )مليون شخص في أربعة من أشدّ أقاليم الصين فقراً : وهي( شنشي، وشانشي، وغانسو)، بالإضافة إلى منطقة( منغوليا) الداخلية التي تتمتع بحكم ذاتي من براثن الفقر فمن خلال إدخال ممارسات الزراعة المستدامة، أدى هذا المشروع إلى ازدياد مستويات دخول المزارعين بواقع الضعف، وتنويع فرص العمل المتاحة، وإنعاش البيئة المتدهورة. اما المحـاضـرة الموسومة (الطاقـة الكهـروضوئيـة كأحد بدائل الطاقــة المستدامـة) والتي القاها أ.م.د.محمــود شاكر الشمري التدريسي في قسم الهندسة الكهربائية فقد اشار في محاضرته الى ان الطاقة الشمسية تعد من أحد بدائل الطاقات المستدامـة اوالطاقات المتجددة (Renewable Energy) والتي تعد مصدر طبيعي غير تقليدي، مستمر لاينضب هي الطاقات،حيث يحتاج فقط الى تحويله من طاقة طبيعية الى أخرى يسهل استخدامها بشكل مباشر استنادا الى الهدف من الاستخدام وتهدف الى تخفيف الحمل عن الشبكة الوطنية والتقليل من التلوث اللاحق بالبيئة اضافة الى تجهيز المناطق النائية.وقد اشار الباحث الى ان الطاقات الشمسيــة (Solar Energy) يستثمر منها الضوء المنبعث والحرارة الناتجة عن الشمس اللذان قام الإنسان بتسخيرهما لمصلحته منذ العصور القديمة باستخدام مجموعة من وسائل التكنولوجيا التي تتطور باستمرار وتعزى معظم مصادر الطاقة المتجددة المتوافرة على سطح الأرض إلى الإشعاعات الشمسية بالإضافة إلى مصادر الطاقة الثانوية، مثل طاقة الرياح وطاقة الأمواج والطاقة الكهرومائية والكتلة الحيوية .وعن الحقائق الخاصة بالطاقة الشمسية فقد ذكر الباحث ان الشمس لا تسقط على جميع بقاع الارض بنفس الزاوية ونفس الكمية وان كمية الطاقة الشمسية الساقطة تختلف في الصيف عنه في الشتاء وان كمية الطاقة الشمسية الساقطة تختلف بين ساعات النهار وكمية الطاقة الشمسية الساقطة تختلف من يوم الى آخر حيث يقاس الشعاع الشمسي بوحدة( KW/m2 )وان الظروف الجويـة ( الغيوم والغبار أو اية حواجز اخرى) تؤثر على الاشعاع الشمسي.اما عن استخدامات الطاقة الشمسية فأنها تستثمر لانتاج الطاقـة الكهربائية وانتاج الطاقــة الحرارية، في التدفئة وتسخين المياه وانتاج الهيدروجين والاستخدامات الزراعية وتغذية القرى النائية بالطاقة الكهربائية.ويمكن من خلال توجيـــه اللـوح الشمسي مع حركة الشمس زيادة كفاءة النظام بمقدار( 10% )تقريباً وهي عملية غير مجدية مقارنة مع تكاليف النظام اللازم لعملية متابعة الشمس، إضافة الى ان كثير من الحالات يكون مستحيل مع حركة الالواح حيث يتوجب تثبيتها وفي أي اتجاه وبأي زاوية توجه الالواح الشمسية من أجل الحصول على أفضل طاقة ممكنة على مدار السنة إذا كان الموقع الجغرافي في نصف الكرة الشمالي فإن اللوح يوجه نحو الجنوب والعكس بالعكس ويرتفع اللوح الشمسي بزاوية مساوية الى زاوية خط العرض في الموقع الجغرافي.

اما عن توجيـــه اللـوح الشمسي في العراق فقد ذكر الباحث الى ان مدينة بغداد و منطقة الفرات الاوسط تقع في النصف الشمالي من الكرة الارضية وعلى خط عرض(33درجة و 33 دقيقة) وبهذا فإن اللوح الشمسي يثبت بإتجـاه الجنــوب وبزاوية قيمتها ( 33 درجة و 33 دقيقة) عن الافق ويمتاز هذا النوع من الطاقة في ان مصدرها لاينضب ومجاني أي انه لاتحتاج الى أي وقود وانها صديقة للبيئة والانسان ولاتحتاج الى تكنولوجيا معقدة وان أحدى عناصر الاستقلال السياسي من جراء سيطرة الدول الصناعية هي المقدرة على انتاج الطاقة التقليدية وانها تعمل لمدة طويلة تصل الى( 25 )عاما مما يجعل كلفتها العامة رخيصة.اما عن المشاكل والمعوقات فأنها تتمثل في ان كلفتها الاوليـة عاليـة وتحتاج الى دعم مالي وهناك مشكلة تخزين الطاقة المنتجة ومشاكل الغبار الذي يتجمع عليها والذي يحتاج الى تنظيف ومشاكل التآكل في المجمعات الشمسية بسبب الاملاح.واكد الباحث ان الاراضي العربية تعد من اغنى مناطق العالم بالطاقة الشمسية حيث ان معدل الاشعاع الشمسي( 700واط لكل متر2 )و تسطع الشمس لمدة( 8-12 )ساعة يوميا و تعتبر الدول العربية( المغرب ومصـر و الامارات ) من افضل الدول العربية ان لم تكن الوحيدة التي تسير بخطى ثابتة و مدروسة في مجال استغلال الطاقات المتجددة وفي مقدمتها الشمسية.اما عن الطاقة الشمسية في العراق وكلفتها فقد ذكر الباحث الى ان العراق يحتاج الى قدرة تساوي(14000) ميكا بدون أية مشاريع صناعية او أي تنمية اقتصادية ولو اخذنا ذلك بنظر الاعتبار لأصبحت الحاجة اكبر من ذلك واذا فرضنا ان معدل الاشعاع الشمسي على مدار السنة(0.7 كيلو واط/م2) فأن كفاءة الالواح الشمسية تصل الى( 25% )وسنفرضها( 15%) واذا تم نصب الواح شمسية مساحته(200كم2)فأن الطاقة التي نحصل عليها تساوي (0.7 كيلوواط/م)2 * 0.15 * 200مليون م2 = 21000 ميكا واط. وقد استشهد الباحث بتجارب عربية وعالمية في مجال الطاقة الشمسية ومنها مدينــــة ” مصــــدر ” في دبــي التي تعد من مدن العالم العديمة الانبعاث الكاربوني حيث بدأ المشروع عام 2006 وينتهي عام 2016 وبكلفة قيمتها( 22 )مليار دولار ويعتمد على الطاقة الشمسية في توليد ثلثي احتياجاته من الطاقة والباقي بإعتماد طاقة الرياح وطاقة الكتل الحيوية والطاقات الصديقة الاخرى ويستقطب المشروع كافة الامكانيات البشرية العاملة في المجال وتعتبر رائدة في استخدام الطاقات النظيفة علماً ان الامارات مستكفية من الطاقة الكهربائية المنتجـــة اما برج( 55 ) الدوار في دبي فأنه يشكل قفزة زمنية في عالم الهندسة المعمارية الديناميكية، حيث استثمر أحدث التقنيات الهندسية في تزويد ردهاته وساحاته ومرافقه العامة بالطاقة الشمسية الضرورية للإضاءة ولعملية الدوران بحيث يدور المبنى بكامله( 360 درجة) في غضون سبعة ايام.
وقد خرج الباحث بعدد من التوصيــــات تمثلت بضرورة إنشاء مركز للطاقات المتجددة في الجامعة (كلية الهندسة) بهدف الاهتمام بموضوع الطاقات المتجددة ويعتبر كجهة بحثية واستشارية ويطبق عليه قانون الخدمة الجامعية من أجل استقطاب الكفاءات العلمية وكذلك ارسال وفتح زمالات في مجال الطاقات المتجددة بالتنسيق مع الدول الرائدة في هذا المجال من اجل تهيأة كوادر متخصصة ووضع برامج اعلامية للمواطنين في مجال استخدام الطاقات المتجددة وعقد مؤتمرات علمية في مجال الطاقات المتجددة لاعطاء الفرصة للباحثين في التعرف على تجارب الاخرين العاملين بهذا المجال وتبادل الخبرات ووجهات النظر وكذلك توفير الدعم المادي والمعنوي اللامحدود وتحديد تخصيصات مالية بالطاقات المتجددة ضمن الموازنة المالية والبدء ببناء منظومات طاقة شمسية وطاقات متجددة اخرى مثل الرياح والحرارية والكتلة الحيوية بالتعاون مع شركات متخصصة في هذا المجال لكسب الخبرة العملية في مجال الطاقات المتجددة لتمهد الطريق لبناء منظومات بكوادر وطنية فضلا عن التفكير في اعطاء منح طويلة الاجل للمواطنين لغرض بناء وحدات طاقة شمسية في المنازل وبالتالي تخفيف الحمل على الشبكة الوطنية.

اما المحــاضــرة الاخيرة التي كانت بعنــوان (الاستــدامـة في الهنـدســة الميكانيكية ) فقد القاها م.د. دريد فتحي مكي المتخصص في هندسة الطاقات المتجددة في قسـم الهندسة الميكانيكية والذي اشار الى موضوع الاستدامة في الهندسة الميكانيكية The Sustainability in Mechanical Engineering والمحاور الرئيسية وتعاريف الاستدامة الميكانيكية وان التخطيط المستدام في الهندسة الميكانيكية يستند على( التكلفة والتكامل والجودة البيئية) وقد استعرض الحلول التي تتمثل في البحث عن بدائل الطاقة والمحفزات وحلول ميكانيكية وغازات التبريد والتثليج مع امثلة حول الاستدامة في الهندسة الميكانيكية. وفي ختام فعاليات الندوة جرت مناقشات مفتوحة بين الحضور والباحثين المشاركين في الندوة ومن ثم تم توزيع دروع الجامعة على المشاركين والمنظمين من الباحثين وقد بذلت اللجنة التنظيمية للندوة جهود كبيرة في تنفيذ البرنامج المعد لها حيث تألفت اللجنة التي ترأسها الاستاذ الدكتور محمد علي الانباري من عضوية أ. م.د. محمد منصور كاظم المعاون الاداري للكلية وأ.م. سيف صلاح مهدي القزويني وأ.م . رحاب نور محمد و.م. ماجد محمد علي كاظم وم.م. مراد عبيد عبد حلو وم.م. عبير محمد عبد الامير .
بقلم/عادل الفتلاوي

اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  

تاكات المحتوى: ضمن فعاليات البرنامج الوطني التعليمي للهندسة المستدامة ( NEPSE) كلية الهندسة بجامعة بابل تعقد الندوة العلمية الثانية للهندسة المستدامة
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل