قسم الكيمياء يعقد ندوة علمية عن دور الإمام الصادق (ع)في علم الكيمياء

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 2194

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 15/04/2013

اخر تصفح: 2024/04/19


برعاية رئيس جامعة بابل الأستاذ الدكتور عادل هادي البغدادي عقد قسم الكيمياء في كلية العلوم الندوة العلمية الموسومة ( دور الإمام الصادق (ع) في علم الكيمياء) وذلك بحضور عميد الكلية الأستاذ الدكتور حيدر كامل السعدي وسماحة الشيخ منتصر السعيدي وحشد غفير من اساتذة وطلبة الكلية وذلك على قاعة الشهيد الصدر (قدس) في الجامعة.واستهلت الندوة بتلاوة أي من الذكر الحكيم تلاها الطالب رائد عبد السادة وقراءة سوره الفاتحة ترحما على ارواح شهداء العراق الإبرار بعد ذلك ألقى الأستاذ الدكتور داخل ناصر طه كلمة بالمناسبة اكد فيهاعلى دور الإمام جعفر الصادق (ع) في العلوم لاسيما علم الكيمياء وتحدث قائلا: انه يعد من الطاقات الفكرية العظيمة التي ظهرت في العالم الإسلامي بعد الإمام علي بن ابي طالب (ع) فهو صاحب اكبر مدرسة جامعة وكانت المواد الدراسية فيها تشمل الفقه و الفلسفة والكيمياء والفلك والآداب ألعامة ..وكان الإمام الصادق (ع) هو المعلم الارشد في هذه الجامعة واستطاع (عليه السلام) تخريج عدد كبير من العلماء من مدرسته في مختلف المجالات والفروع وأبدى الإمام سلام الله عليه اهتماما بالغا في علم الكيمياء وترك رسائل ومؤلفات عديدة في العلم المذكور وقد عثر الخبراء على كتاب مخطوط في علم الكيمياء عنوانه (( رسالة في الصناعة والحجر المكرم )) للإمام الصادق عليه السلام حيث قام البروفسور (( بوليوس روسكا )) بترجمته الى اللغة الألمانية سنه 1924واكتشف الإمام سلام الله عليه أنواعا من التركيبات الكيميائية أهمها مادة ( بوتاسيوم فروسياند)) والذي أطلق الإمام عليها اسم (( الإكسير الأصفر))ومادة (فريسيانو بوتاسيوم ) والتي اسماها الإمام (الإكسير الأحمر) ولم يعرف اهل أوربا سر تركيب هذه الأملاح الأ بعد الإمام بسبعة قرون .. ولقد ذكر البروفيسور الانجليزي( هولميارد) الأخصائي في تأريخ الشرق الأوسط ان جابر بن حيان هو تلميذ الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) وصديقه وقد وجد في إمامه الفذ سندا ومعينا وراشدا أمينا وموجها لايستغنى عنه وسعى جابر ان يحرر الكيمياء من أساطير الأولين التي علقت به وقد نجح في ذلك الى حد بعيد ولهذا يجب ان يقرن اسم جابر مع مشاهير علماء الكيمياء في العالم ومن أقواله حول دراسته في محضر الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام انه قال : ان الزئبق يثقل اللؤلؤ ويشده ويصلبه وهذه من الأمهات وحبات القلوب رضى الله عن سيدي الإمام فانه كان اذا مر به مثل هذه الخواص شيء قال لي : جابر هذه حبات القلوب وما ينبغي لك اذا نظرت في كتبنا هذه الا إن تجمعها وما ينضاف إليها من فنونها .
بعد ذلك تم القاء البحث الذي اعدته اللجنة المؤلفة له والتي ترأسها( سماحة الشيخ منتصر السعيدي وعضوية الباحث عامر فيحان المعموري والطالب الباحث احمد حامد منيهل) والذي ركز على الجوانب العلمية والتاريخية والاجتماعية و نظريات الامام الصادق (عليه السلام) ودوره في علم الكيمياء حيث اكد الباحثون على ان اهمية الكيمياء تتزايد يوما بعد يوم واثبتت التجارب العلمية الحديثة ان الحياة تتألف من عمليات كيميائية معقدة كما ثبت ان الوراثة وليدة للتفاعلات الكيميائية بل ان لعل الارض وبقية الكواكب تكونت نتيجة لعمليات كيميائية مستمرة كما ان التغيرات التي تطرأ على الكون في كثير من الحالات ذات طبيعة كيميائية ومن الشائع الثابت ان الامام الصادق (ع) كان على علم بخواص الاشياء منفردة كانت او مركبة وانه درّس علم الكيمياء في مدرسته قبل اكثر من اثنا عشر قرناً ونصف القرن واشتهر من تلامذته في هذا العلم هشام بن الحكم المتوفي في (199هـ) وهو من اصحاب الامام الصادق (عليه السلام) وتلامذته وله نظرية في جسيمية الاعراض كاللون والطعم والرائحة وقد اثبتت ذلك النظريات العلمية الحديثة القائلة ان الضوء يتكون من جزيئات في منتهى الصغر تجتاز الفراغ والاجسام الشفافة وان الرائحة ايضا من جزيئات متبخرة من الاجسام الشفافة تتاثر بها الغدد الانفية وان المذاق جزيئات صغيرة تتاثر بها مراكز الذوق اللسانية ومن طلاب الامام الصادق (ع) الذين اشتهروا ببراعتهم في الكيمياء والعلوم الطبيعية هو جابر بن حيان الصوفي الطرطوسي الذي دوّن الف وخمسمائة رسالة من تقريرات الامام الصادق (ع) من علمي الكيمياء والطب في الف ورقة كما يذكر بن فلكان في احوال الصادق وكان جابر اول من اشار الى طبقات العين فسبق بذلك يوحنا بن ماسوية المتوفي في (243هـ) وسبق حنين بن اسحاق المتوفي في (264هـ) وهما من اعلام الطب في هذا العصر.وقد ذكر بن النديم في كتابه الفهرست طبعة طهران 1971واطال الكلام في جابر وانه من طلبة الامام الصادق (ع) ومن الرعيل الاول وذكر كتب ورسائل متعددة في الكيمياء والطب والفلسفة والكلام.
وقد تمكن جابر من تطبيق وتحقيق طائفة كبيرة من النظريات العلمية التي استسقاها من استاذه المعظم فقد علمه الامام ان يحضر حامض الكبريتيك بتقطره من الشبه وسماه (زيت الزاج) كما علمه الامام ان يحضر (حامض النتريك) و (ماء الذهب) و ( والصودا الكاوية) وكان جابر اول من لاحظ ترسب كلوريد الفضة عن اضافة محلول ملح الطعام الى محلول (نترات الفضة) وينسب ان الامام علمه تحضيرات اخرى مثل كربونات البوتاسيوم وكربونات الصوديوم وغير ذلك مما له اهمية كبرى في صنع المفرقعات والاصباغ والسماد الصناعي والصابون وما الى ذلك لذلك يعتبر اكبر المؤلفين المسلمين لانه التلميذ المباشر للامام الصادق (ع) وعدّوه مفخرة من مفاخر الاسلام ولا يدع لانه كتب عن امام معصوم ذو علم الهي مؤلفات تزيد عن ثلاث الاف كتاب ورسالة في مختلف العلوم واكثرها تحتاج الى زمن طويل في تجاربها وتطبيقاتها كما علمه الامام اكتشاف اشياء جديدة في الكيمياء سما بعضها بعلم (الميزان) اي معادلة مافي الاجساد والمعادن من طبائع وقد جعل لكل جسد من الاجساد موازين خاصة بطبائعه وكان ذلك بداية لعلم المعادلات في طبائع كل جسم علمه الامام (ع) ان يمتد علمه الى ناحية اخرى من الكيمياء هي التي يسمونها بـ (الصنعة) اي تحويل المعان الخسيسة الى معادن ثمينة مثل الذهب والفضة بعد ذلك اصبح جابر استاذاً لمن اتى بعده من العلماء الذين برعوا في العلم (الصنعة) بهذه الناحية من الكيمياء كالرازي وابن مسكويه والصغراني والمجريطي وكانت نظرية تحويل المعادن الى ذهب او فضة نظرية يونانية قديمة فتن بها المسلمون من بعدهم فوضع جابر فيها رسائل كثيرة وشرح قواعدها واصولها في كتبه المتعددة وكذا علمه الامام (ع) المناخ المناسب لجريان بعض النظريات فكان جابر اذا اراد ان يدير (الاكسير) ذهب الى الكوفة لصحة هوائها ويعتقد الدكتور محمد يحيى الهاشمي في كتابه (الامام الصادق ملهم الكيمياء) ان الذي يقصده جابر بالاكاسير هو الراديوم نفسه . او احد الاجسام المشعة وما يزيد اعجابنا ادعاء جابر بان هذا السر يدخل في جميع الاعمال واننا لو امعنا النظر في الوقت الحاظر لوجدنا اكتشاف الاجسام المشعة التي تؤدي الى قلب عنصر المادة وتحطيم الذرة لم يكن من نتائجها القنبلة الذرية فحسب بل ايجاد منابع قوى جديدة لم تكن تطرق على بال الانسان وفعلا ما حدث عام 1919 من تحطيم ذرات النتروجين وتحويلها الى ذرات الاوكسجين والهيدروجين اثبتت امكان تحويل عنصر الى عنصر اخر كما قال الامام الصادق (ع) لتلميذه جابر بن حيان.
اما مسؤول العلاقات العامة في الجامعة السيد هادي مهنا عوض فقد اشار الى ان مدرسة الإمام الصادق ( عليه السلام ) تعد امتداد لمدرسة النبوة التي ابتدأت بسيد الأولياء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الذي قال فيه النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( انا مدينة العلم وعلي بابها) وقال (عليه السلام).. ( علمني رسول الله إلف باب من العلم ينفتح لي من كل باب الف باب) ..وقال عليه السلام ( سلوني قبل ان تفقدوني) وكررها الإمام الصادق عليه السلام (علي ملآ من العلماء والمفكرين والرواة) وان الإمام الصادق ( ع ) هو احد إعلام هذه المدرسة الربانية الذي أتاح له عصره ان ينشر فيها من العلوم ماشاء الله له ان ينشر شرقا وغربا.واضاف: في مدرسة الإمام الصادق(ع) استمع العلماء الى اشراقات علمية لم يعهدها ولم يسمع بها احد في المدارس الاخرى وان هذه العلوم خرجت من مشكاة احد الراسخين في العلم انبعثت من هذه المشكاة علوم كثيرة اتخذت طابعا نظريا وظهر مما نقله الرواة عن الإمام الصادق (علية السلام) تفوقه العلمي وحيدا في عصره وفي شتى الميادين والذي ترك بصماته على الحضارة الاسلاميه المزدهرة وقد درس الإمام الصادق(ع) علم الكيمياء في مدرسته واشتهر من تلامذته في هذا العلم هشام بن الحكم وجابر بن حيان فكان بيت الامام (عليه السلام) كالجامعة يموج بالحكماء وأهل العلم فكان يلقي على طلابه مختلف العلوم وينميهم بفنون المعارف بالاضافة الى الفقه والحديث والتفسير ويبقى الإمام الصادق (عليه السلام) خالدا عبر العصور والأجيال ومصدرا للإشعاع العلمي والفكري. وفي ختام الندوة فتح باب الحوار والنقاش للرد على الاستفسارات والمداخلات التي طرحها عدد من الحضور في الندوة.
بقلم /عادل الفتلاوي

اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  

تاكات المحتوى: قسم الكيمياء يعقد ندوة علمية عن دور الإمام الصادق (ع)في علم الكيمياء
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل