دراسة علمية في كلية العلوم للبنات في بابل تبين أنواع الإشعاعات الذرية ومدى تأثيراتها الصحية على الإنسان

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 1031

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 21/05/2013

اخر تصفح: 2024/03/29



بينت الدراسة التي قدمتها عميدة كلية العلوم للبنات في جامعة بابل الأستاذة الدكتورة ايناس محمد الربيعي المتخصصة في فيزياء الليزر ان مصادر الأشعاع الذري ينقسم الى نوعين هما (الإشعاع الذري الطبيعي) ويقصد به الأشعة الكونية الواردة من الفضاء الخارجي والعناصر المشعة الموجودة في القشرة الأرضية و(الإشعاع الذري المصنع) ويقصد به الإشعاع الناتج عن التفجيرات النووية ومفاعلات ومحطات الطاقة الطبيعية والمصادر والمنتجات الاستهلاكية التي تحتوي على مواد مشعة حيث توجد الإشعاعات في كل جزء من حياتنا, والإشعاعات قد تحدث بطريقة طبيعية في الأرض ويمكن أن تصل إلينا من الإشعاعات القادمة من الفضاء المحيط بنا وكذلك يمكن أن تحدث الإشعاعات طبيعيا في الماء الذي نشربه أو في التربة وفي مواد البناء (عنصر الرادون من العناصر المشعة الموجودة في الأرض).وبينت الدراسة عن وجود نوعان أساسيان للأشعاع هما إشعاع مؤين (Ionizing Radiation) مثل أشعة إكس وأشعة جاما والأشعة الكونية وجسيمات بيتا وألفا وإشعاع غير مؤين (Non-Ionizing Radiation) مثل الإشعاعات الكهرومغناطيسية ومنها موجات الراديو والتليفزيون وموجات الرادار والموجات الحرارية ذات الأطوال الموجية القصيرة (ميكروويف) والموجات دون الحمراء والأشعة فوق البنفسجية والضوء العادي.وأشارت الدراسة الى ان قوة الاختراق والنفاذية لأشعة إكس أقل من أشعة كاما وتعتبر أشعة إكس من أكثر مصادر تعرض الإنسان للإشعاع حيث يتم استخدامها في العديد من العمليات الصناعية والطبية ويمكن إيقاف قدرتها علي الاختراق بواسطة شريحة من الرصاص سمكها مليمترات قليلة ويمكن أن يؤدي الإشعاع المؤين (إدخال طاقة إلي خلايا الجسم) الى إحداث تغييرات في التوازن الكيميائي لخلايا الجسم وبعض هذه التغيرات قد يؤدي الى خلل في السائل الذري للإنسان (DNA) وبالتالي يؤدي إلي تحولات جينية خطيرة قد تنتقل أيضا إلى الأطفال بعد ولادتهم.وأكد البحث أن التعرض لكميات كبيرة من الإشعاع قد يؤدي إلي حدوث أمراض خلال ساعات أو أيام وقد يؤدي للوفاة خلال ستين يوما من التعرض وفي حالات التعرض لكميات كبيرة جدا من الممكن أن تحدث الوفاة خلال ساعات قليلة .واوضحت الدراسة أن أعراض الإصابة بالإشعاع المؤين قد تحدث خلال فترة طويلة ، علي سبيل المثال في سرطان الدم Leukemia خلال سنتان. نتيجة لتراكم المواد المشعة بالجسم.
وتكمن تأثيرات الاشعاعات البيولوجية على الخلايا الحية لمستويات منخفضة من الإشعاع ، والآثار البيولوجية صغيرة جدا لدرجة أنها قد لا تكون اكتشفت في الدراسات الوبائية.كذلك فأن الأضرار الصحية تعتمد على مستوي الإشعاع الذي يتعرض له الإنسان ، وتأثيره علي خلايا الجسم ويزيد من احتمالات حدوث السرطان والتحولات الجينية الأخرى التي قد تنتقل الى الأطفال ، وفي حالة ما يتعرض الإنسان الى كمية كبيرة من الإشعاع قد تؤدي للوفاة وأن الإشعاع غير المؤين أدنى ضررا من الإشعاع المؤين الذي يكون خطرا إذا كان التعرض له مباشرا ، رغم أن درجة الخطر هي أساس التهديد للبشر والحيوانات لأنه يمكن أن يتعرضوا للإشعاع المؤين داخليا : بسبب النظائر المشعة الموجودة في البيئة ، فعلى سبيل المثال ، اليود المشع نتعامل معه على أنها أشعة طبيعية (اليود تستخدمها الغدة الدرقية) ؛ وان التراكم الكثير له يؤدي إلى سرطان الغدة الدرقية.وبينت أن هذه النفايات تحتوي على عنصر مشع و نعرف أن فترة نصف الحياة لأي عنصر كيميائي مشع تقدر بمئات او ملايين السنين، فإن الوصول إلى مرحلة موته وعدم تأثيره يتطلب مرور عشرة مراحل من أنصاف الحياة أي ضرورة مرور حوالي ملاين السنين قبل أن يصبح عديم الخطورة على البيئة و يصدر عن اليورانيوم نوعين من الإشعاع هما ألفا و بيتا ، يمكن لبيتا ان تخترق الأنسجة الحية و تسبب الضرر بها . أما أشعة ألفا فإنها لا تخترق الأنسجة الحية بل تدخل الجسم عن طريق الجهاز التنفسي ثم إلى الدم . وفي هذه الحالة يمكن لأشعة ألفا أن تسبب مرض اللوكيميا أو سرطان الدم. الغريب في الأمر أن مرض اللوكيميا الناتج من اليورانيوم المستنفذ يظهر في الأطفال بنسبة كبيرة عند مقارنة عدد الإصابات في الأطفال و الكبار , لان الاطفال خلاياهم في دور النمو والانقسام فيكونون اكثر تأثرا من الكبار.وبينت الدكتورة الربيعي نتائج استخدام اليورانيوم المنضب ضد العراق في حرب الخليج الثانية آثار خطيرة على الإنسان والبيئة. وبالذات آثاره على شريحة الأطفال أما أعراض الإصابة بهذا الإشعاع غير محددة، فهناك أعراض تتعلق بالأعضاء مثل تغييرات في الجهاز التنفسي، من سعال وضيق في التنفس، وهناك أمراض في الكلى وفي الجهاز البولي، كما أن هناك أمراضا تصيب الكبد والعظام وجهاز المناعة أيضا ومع التأكيدات العلمية والعملية لما يسببه اليورانيوم المستنفد من أضرار إلا أن ممن ارتكب هذه الجرائم ينفون إمكانية حدوثها مما يسبب استمرار وتواصل حدوث المشاكل الصحية بين المدنيين والعسكريين وكذلك الأضرار البيئية بسبب تناثر اليورانيوم المستنفد فيها. والواقع هو أن الإشعاع موجود كونياً، وفي كل البيئات بنسب مختلفة، وكلما زادت نسبته في بيئة ما ازداد أثره التخريبي للحياة في تلك البيئة، حتى إذا ما بلغت تلك النسبة حداً معيناً صار يتسبب في ضرر منظور كبير، ينجم إما عن تجمع بقاياه في الجسم ليخرب التصميم البنائي الكيماوي للحامض النووي، أو إنها بذاتها جرعة قاتلة أكيدة، لا يثبت للحياة معنى مميز مع وجوده كطاقة نافذة توقف كل طاقة أو نشاط حيوي للجسم الحي من أصله ومنبعه، هو ذلك التصميم البنائي الكيماوي للحامض النووي آلـ(DNA) حيث تكمن شفرة الحياة ومورثاتها ومعانيها
واضافت: انه يمكن أن يتعرض الأفراد لليورانيوم عن طريق الاستنشاق أو الابتلاع أو التماس الجلدي، ويعتبر الاستنشاق اكثر حالات التعرض أثناء أو بعد الحروب، وقد يستنشق اليورانيوم المنضب أثناء اندلاع حريق في مستودع يحتوي ذخيرة مصنعة من اليورانيوم المنضب، ويحدث الابتلاع عند فئات كثيرة من السكان نتيجة تلوث مياه الشرب أو الأغذية باليورانيوم المنضب، ويعتبر التعرض لليورانيوم عن طريق التماس الجلد من أقل الحالات أهمية لأن كمية اليورانيوم المنضب التي تخترق الجلد لتصل إلى الدم تظل قليلة. ولكن يمكن أن يصل إلى الدورة الدموية من خلال الجروح المفتوحة أو من شظايا اليورانيوم المنضب. ويحدد ذوبان اليورانيوم المنضب في الجسم مدى سرعة امتصاص الجسم له سواء من الرئتين أو من الجهاز الهضمي. كما يعتمد على نوع مركبات اليورانيوم وتركيبه الكيميائي، وكما هو معروف فإن جسم الإنسان وسط مائي. ولهذا يتم امتصاص مركبات اليورانيوم المنضب التي تذوب في الماء من خلال الرئتين في فترة لا تتجاوز أياما قليلة، أما مركبات اليورانيوم المنضب التي لا تذوب في الماء فقد يمتصها الجسم خلال شهور أو سنوات.كما يؤكد ذلك الاستخدام الفحوص التي أجريت عام 1996 من قبل منظمات دولية، مثل منظمة الأغذية والزراعة (FAO) وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية التي أكدت جميعها على وجود تلوث إشعاعي في التربة وفي بعض النباتات بتراكيز متباينة من نظيري الثوريوم ـ 243 والراديوم ـ 226 والبزموث ـ 214 يفوق ما هو موجود في المناطق الطبيعية. وهذا أفرز بدوره ظهور حالات مرضية غامضة، منها التشوهات الخلقية والاعتلال العصبي والعضلي والإجهاضات والأمراض السرطانية (سرطان الدم والغدد اللمفاوية و الثدي...) فضلاً عن التلوث البيئي الواسع الانتشار في المنطقة(6).وعن وسائل الوقاية من الإشعاعات فقد لخص البحث الى وجود ثلاث طرق للحماية من خطر الإشعاعات متمثلة أولا بالزمن Time: ففي حالة تقليل زمن التعرض (الزمن الذي يقضيه الشخص بجوار مصدر الإشعاع) بالتالي سوف تقل كميات الإشعاع التي يتعرض لها الشخص وثانيا المسافة Distance فكلما زادت المسافة بين الشخص وبين المصدر المشع قلت نسبة التعرض (حسب قانون التربيع العكسي) وثالثا الحواجز ,Shields فبزيادة الحواجز حول المصدر المشع سوف تقلل التعرض. وكل نوع من أنواع الإشعاعات يتم وضع الحواجز المناسبة لعزله حسب قدرته علي الاختراق.
بقلم/سليم جاسم

تاكات المحتوى: دراسة علمية في كلية العلوم للبنات في بابل تبين أنواع الإشعاعات الذرية ومدى تأثيراتها الصحية على الإنسان
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل