اقام مركز بحوث البيئة في جامعة بابل وبمناسبة اليوم العالمي للتنوع البايلوجي الندوة العلمية الثالثة للمركز وتحت عنوان (حماية التنوع الاحيائي ضمان لمستقبل الاجيال على كوكب الارض) بمشاركة باحثين من جامعتي بابل وبغداد وممثلين عن مديرية بيئة بابل وتهدف الندوة الى معرفة اهم المشاكل البيئية التي تواجه الكائنات الحية النباتية والحيوانية في البيئة وتوظيف البحوث والدراسات لاحصاء نوع ونسب المكونات الحية من النباتات والكائنات الحية الاخرى ومعرفة العوامل المؤثرة على نمو الحيوانات والنباتات وحماية بعض المواقع في البيئة خاصة تلك التي تعاني من نقص في نوع بعض الاحياء البرية والتشجيع على تكوين قاعدة بيانات بالانواع العراقية في البيئة المائية واليابسة وقد تضمنت الندوة محورين الاول تحدث عن التحديات التي تواجه التنوع الاحيائي في العراق للدكتور فكرت مجيد حسن من جامعة بغداد اما المحور الثاني فقد كان عن الانواع الغازية في البيئة المائية العراقية للدكتورة هيفاء جواد جوير من جامعة بغداد وفي بداية الندوة اوضح مدير المركز الدكتور جاسم محمد سلمان ان اهمية التنوع البايولوجي في القيمة العلمية والتعليمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية كما يوفر القدرة على تحسين رفاهية الانسان ويمثل الخزين الجيني لنشوء وتطوير انواع ومنتجات جديدة على طول التاريخ وكان الانسان يستخلص الطعام والدواء وعدد كبير من المنتجات المصنعة وخسارة هذا التنوع يمكن ان تكون له اثار مهمة ومباشرة على صحة الانسان اذ ان التنوع البايولوجي للكائنات المجهرية والنباتات والحيوانات قد ساعد على توفير فوائد هامة في العلوم البايولوجية والصحية والصيدلانية حيث ان هنالك العديد من الاكتشافات في مجال الطب تحققت بفضل تعزيز فهم البايولوجي على كوكب الارض.
مضيفا الى ان جامعة بابل تنفرد من خلال المركز بمشاركة العالم احتفاله بهذه المناسبة وللسنة الثانية على التوالي لتوضيح بعض مفاهيم التنوع الاحيائي مشيرا الى بعض التوصيات منها تشكيل لجان متخصصة لتنظيم البحوث والدراسات في هذا المجال وعمل فرق بحثية وتوجيه الجهات المعنية كدائرة البيئة والموارد المائية والصحة للسيطرة على التلوث البيئي والعمل ضمن المعايير الدولية مبينا وجود بعض التهديدات البيئية في نهر الحلة تتضمن دخول نوع من الاسماك الى النهر تسمى (سمك البلطي المصري) يعتاش على الاسماك الاخرى الموجودة في النهر كما يوجد نوع من المحار تسبب انسداد انابيب المياه وهذا يعد خطرا في كل دول العالم كما يوجد نوع من الروبيان في النهر وهذا مؤشر على ارتفاع نسبة الملوحة فيه ومن جهته قال مسؤول العلاقات العامة في الجامعة السيد هادي مهنة عوض ان الاهتمام بالبيئة الاحيائية بدا واضح منذ ابرام الاتفاقية الدولية في عام 1992 للتنوع البايولوجي حيث تحول من قضية علمية الى قضية سياسية وبالذات عند انعقاد مؤتمر الامم المتحدة للبيئة ( قمة الارض ) حيث وقعت (156) دولة على الاتفاقية ودخلت حيز التنفيذ في عام 1994 واصبح العراق العضو (192) في اتفاقية التنوع البايولوجي فالعراق شانه شان معظم دول العالم التي تسعى لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية يواجه العديد من القضايا البيئية نظرا للزيادة المضطردة في عدد سكانه والتي تضاعفت خلال الاربعين سنة الماضية حيث ادت الى الضغط على الموارد الطبيعية ويتبعه ضغط التوسع في الانشطة الصناعية لتحقيق التنمية الاقتصادية .

بعدها القى الباحث الدكتور فكرت مجيد من جامعة بغداد المحور الاول عن التحديات التي تواجه التنوع الاحيائي في العراق اوضح فيه وجود تحديات للتنوع الاحيائي البايلوجي من اهمها قلة الوعي باهمية التنوع البايولوجي وعدم الاهتمام بزيادة المناطق الخضراء داخل المدن مبينا ان التلوث البيئي يؤثر بشكل مباشر على الموائل الطبيعية والتنوع البايولوجي مشيرا في الوقت ذاته الى اهتمام وزارة البيئة لزيادة التوعية بمفهوم التنوع البايولوجي والمحافظة على انواع معينة من النباتات والى وجود جهد دولي للتقليل من تحديات التنوع البايولوجي .ثم القت الباحثة الدكتورة هيفاء جواد من جامعة بغداد المحور الثاني عن الانواع الغازية في البيئة المائية العراقية اشارت فيه الى ضرورة الانتباه للانواع الغازية التي يمكن ان تدخل البيئة المائية في العراق بشكل او باخر وبتوفر الظروف الملائمة لها يمكن ان تتكاثر وتتنافس مع الانواع الاصلية المتواطنة في هذه البيئة في الغذاء والمكان كما يمكنها ان تقضي عليها .في نهاية الندوة تم تكريم عدد من الاساتذة المشاركين من قبل اللجنة المنظمة للندوة بجوائز تقديرية .
تصوير/ صلاح الرماحي بقلم/رافع عبد القادر