لمحات في الشعر العباسي
كتاب جديد للأستاذ الدكتور ثائر سمير ألشمري
صدر للأستاذ الدكتور ثائر سمير حسن الشمري أستاذ مادة الأدب العباسي في قسم اللغة العربية بكلية التربية الأساسية جامعة بابل كتاب جديد حمل عنوان (لمحات في الشعر العباسي) عن دار الرضوان في المملكة الأردنية الهاشمية - عمان بالتعاون مع مكتبة العلامة الحلي للنشر والتوزيع في بابل .توزع الكتاب على أربعة مباحث تحدث المبحث الأول عن بغداد حيث حاول الباحث إعطاء صورة واضحة عن رؤية بغداد من لدن الشعراء العباسيين ، وكيف تعاملوا معها من مختلف الجوانب ، مدحاً أو هجاءً ، إعجاباً أو ذمًّا ، كما حاول رصد الأسباب التي دعت الشعراء للرغبة فيها ، أو للرغبة عنها ، فضلاً عن الوقوف على ما قيل بخصوص الفتنة التي حلّت بها في زمن الأخوين الأمين والمأمون . وعنى المبحث الثاني بالكشف عن أسلوب الصاحب بن عباد الشعري الذي يعد واحدٌ من أبرز الشخصيات في العصر العباسي على مختلف الصُّعُد سواءً السياسية منها أو الأدبية ، فقد درس الباحث ما انماز به من أسلوب شعري إذ اتصف بمميزات جعلته متفرداً بها ممّا أهله ليكون ظاهرةً شعريةً فريدةً في أسلوبها .وتطرق المبحث الثالث عن انتقادات الشعراء العباسيين لمظاهر اللهو والفساد التي انتشرت في العصر العباسي مسلطا الضوء على مواقف الشعراء العباسيين من كل ما هو سلبي ومناف للدين الإسلامي في المجتمع .
واختتم الكتاب بالمبحث الرابع الذي كان بحثاً جمالياً يدرس جمال الطبيعة والشعر على السواء ، إذ اعتنى بوصف الربيع في الشعر العباسي فقد كانت دراسة جمالية من ناحِيَتَي الشكل والجوهر ، ففضلاً عن جمال الطبيعة في فصل الربيع وجمال النصوص الشعرية التي أبدع فيها الشعراء ، جاءت الفنون البيانية كالتشبيه والاستعارة ، والبديعية كالجناس والطباق ، في القصائد التي حاكت جمال فصل الربيع ، ونسيمه العذب ، لتضفي جمالاً أخّاذاً آخر على جماله الطبيعي من ناحية ، ولتؤكد مقدرة الشعراء العباسيين على منافسة الطبيعة في جمالها ، من خلال جمال نظمهم فيها من النواحي المختلفة ، فغدت قصائدهم في الربيع روضة من رياضه المزدهرة ، بما وفّره الشعراء لها من خبرات فنية ، ومقدرة لغوية فذّة ، استطاعت أن تنقل لنا صورة الربيع الجميلة بكل صدق وإحساس. هذه ببساطة متناهية مضامين الكتاب ، فهي أبحاث تناولت ثيمات مختلفة من ثيمات الشعر العباسي الراقي بأسلوبه ولغة أصحابه ، تلك اللغة التي بنوا – بوساطتها- صروحهم العالية ، فنقشوا أسماءهم على الصخور والجبال .
ويذكر ان الباحث الاستاذ الدكتور ثائر سمير الشمري له عدد من الاصدارات تصل الى عشرة كتب .
بقلم / مرتضى علي