تدريسي في جامعة بابل يصدر كتابا عن هيرودوت في بلاد النهرين

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 371

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 28/02/2021

اخر تصفح: 2024/04/25


د. نعمان الخزرجي
صدر للأستاذ الدكتور قيس حاتم الجنابي التدريسي في جامعة بابل كتاب عن(هيرودوت في بلاد النهرين دراسة تأريخية تحليلية).بين المؤلف أن بلاد النهرين شغلت حيزاً كبيراً في تأريخ العالم القديم، بفضل ما وهبته للحضارة الإنسانية من ابتكارات ومنجزات، وكانت محط أنظار المحبين للحضارة، لما سمعوه عنها من عظمة وأصالة وعطاء، ولعل من البديهي أن يقصدها طلاب العلم والباحثون عن الحقيقة، فلمجرد سماع اسم بابل وآشور ينجَّرُ طموحهم إلى عدم الاكتفاء بما سمعوا، بل يسعون إلى زيارة هذه الحضارات العظيمة والتعرف على أسرارها ونقل أخبارها، ولعل الكتاب اليونان والرومان الذين عرفوا باسم الكتاب الكلاسيك من بين أهم من زار بلاد النهرين وكتب عنها، إذ أن الكُتّاب الكلاسيك ذكروا بشيءٍ من التفصيل أخبار هذه البلاد في كتاباتهم، والذي يميِّز هؤلاء الكُتّاب هو كتاباتهم الميدانية، أي أنهم يكتبون مشاهداتهم ويصفونا وصفاً دقيقاً، ويُعَدُّ المؤرخ اليوناني الشهير هيرودوت Herodotus الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد (حوالي 484-425ق.م) أول هؤلاء الكتاب وأهمهم، لاسيما وأنَّه رفد إلى جانب زملائه من الكتاب الكلاسيك المكتبة العالمية بمعلومات مهمة عن تأريخ العالم القديم، كما كان من أقدم المؤرخين الموسوعيين الذين وصلت لنا كتاباتهم، لذا أطلق عليه لقب (أبو التأريخ)، إذ ألف هيرودوت كتاباً تأريخياً شاملاً باللغة اليونانية عن تأريخ العالم القديم عرف باسم (تاريخ هيرودوت)، كتبه بين عامي 450-420ق.م، وقد وَثَّقَ فيه الأوضاع السياسية والجغرافية والحضارية في بلدان عدة من منطقة البحر المتوسط وغرب آسيا في تلك المدة، وتميَّز كتابه هذا بشموله تاريخ العالم والتطور البشري خلال القرن السادس وأوائل القرن الخامس قبل الميلاد.
وأوضح الكاتب أن الكتاب اشتمل على تاريخ بلاد فارس وبلاد النهرين ومصر وبلاد العرب وشمالي إفريقيا واليونان والرومان، ويـبـدو ما ورد في هذا الكتاب أنّـه قام بـرحـلات طـويـلـة وفي ظروف سياسية وأمنية معقدة وبوسـائـل نـقـل متعددة من أجل الحصول على المعلومة التأريخية، وزار خلال رحلاته هذه مدن في أوربا وآسـيـا وأفريقيا.ومع أنَّ هيرودوت يدَّعي سفره إلى كثيرٍ من المناطق التي كُتب عنها في كتابه التأريخ، إلا أن كثيراً من المؤرخين شككوا في صحة ما نقله عن تواريخ بعض البلدان، وبالفعل نرى أنَّه أعطى وصفاً دقيقاً عن تأريخ اليونان وجغرافيتها وأوضاعها بصورة عامة، إلا أنَّ رواياته تقل دقتها كلما ابتعد جغرافياً عن بلاد اليونان، الأمر الذي يجعل رؤيته لما رواه محط شك، ومع أنَّه حاول في كتابه دفع القارئ إلى تصديق زيارته لبلاد النهرين وما رواه عن بابل، إلا أن من يقرأ كتابه يجده يبتعد كثيراً عن حقيقة تأريخ هذه البلاد في كثير من مواضع الكتاب.ونحاول في دراستنا هذه تتبع صحة الأحداث وحقيقتها بحسب ما أوردها هيرودوت عن بابل وآشور في كتابه (تاريخ هيرودوت) بدراسةٍ تأريخيةٍ تحليليةٍ لتلك الأحداث ومقابلتها مع الآثار المادية والمسمارية التي وردتنا والكتابات المتعاصرة مع الأحداث التي ذكرها هيرودوت، للتأكد من مصداقية كتاباته.
وقد حَظِيَ كتابهُ هذا باهتمام الكتاب والمؤرخين عبر العصور، لذا فقد تُرجم وطبع بلغات عدَّة، وظهرت أول طبعة له في بداية عام 1450م وباللغتين اليونانية واللاتينية، ثم طبع فيما بعد بلغات أوربية أخرى، أما الطبعات باللغة العربية فقد ابتدأت بترجمة عن الفرنسية قام بها (حبيب أفندي بسنرس)، وطبع في مطبعة القديس جاورجيوس ببيروت بين سنتي 1886-1887م، إلا أن أغلب الترجمات اللاحقة اعتمدت على الترجمة الانكليزية عن اللغة اليونانية التي نقلها جورج رولنسون والتي صدرت لأول مرة في سنة 1858م، ثم صدرت طبعة منقحةً سنة 1936م، واتسمت هذه الطبعة بالدقة ووضوح العبارة وسهولة فهمها، وتعد ترجمة الأستاذ عبد الإله الملاح والتي راجعها الدكتور أحمد السقاف والدكتور حمد بن صراي، أفضل ترجمة نقلت فيه إلى اللغة العربية، لوضوحها وصحة أسماء الأعلام التي ورد ذكرها في الكتاب الأصلي، ولنهجها المنهج العلمي الحديث في تحقيق الكتب التأريخية، وقد تولى المجمع الثقافي أبو ظبي نشرها في سنة 2001م، وبعدد صفحات بلغت (751) صفحة بضمنها ملحق للخرائط، لذا فقد اعتمدنا هذه النسخة في بحثنا هذا لوضوحها وسهولة فهمها وترجمتها.
ويتكون هذا الكتاب من ثلاثة فصول، تناولنا في الفصل الأول سيرة هيرودوت ونشأته ورحلاته وأقسام كتابه، وركزنا في الفصلين الثاني والثالث على صُلب موضوعنا، إذ بحثنا في كتابه عن كل ما يخص بلاد بابل وآشور، فناقشنا ما كتبه عن عمرانها ومعابدها والأوضاع السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية، وحاولنا جهد الإمكان إثبات صحة ما نقله هيرودوت من خطأه، مبتعدين عن التفكير الأسطوري الذي امتاز به الكتاب في كثير من مواضيعه، وبالاعتماد على مجموعة من المصادر الأصلية المتخصصة في تأريخ الشرق الأدنى القديم.وتجدر الإشارة إلى أننا ميزنا نصوص هيرودوت التي ناقشناها في ثنايا هذا البحث بطباعتها باللون الغامق، فضلاً عن وضعها بين أقواس التنصيص المعتادة.

اعلام جامعة بابل  

تاكات المحتوى: تدريسي في جامعة بابل يصدر كتابا عن هيرودوت في بلاد النهرين
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل