أقامت كلية العلوم الإسلامية في جامعة بابل ندوة عن (النوع الاجتماعي وأحكامه الفقهية "دراسة نقدية في ضوء القرآن الكريم") ألقاها المدرس الدكتور ميثاق عباس الخفاجي.أكد الباحث أن الأصل في الخلق منذ الولادة هو الاثنينية والزوجية،قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأنثى) فجعل المرأة كالرجل مشتركة في مادّتها وعنصرها.ولكن للمنظمات الدولية في النظر إلى الطبيعة الإنسانية رأيا آخر؛فمما أقرته بعض هذه المنظمات في القرن التاسع عشر نظرية النوع الاجتماعي (الجندر) لتحديد هوية المولود،ولا يسمى وفق هذه النظرية بذكر أو أنثى إلا بعد بلوغه وشعوره بحقيقة نفسه وتوجهاته،وما يحمله من خصائص جنسية،وأنّ البيئة والتقاليد والثقافات الاجتماعية هي التي تحدد هويته.

ولذلك عَرَّفَ صندوقُ الأمم المتحدة الإنمائية للمرأة (النوع الاجتماعي) بأنه:الأدوار المتجددة اجتماعيًا لكل من الذكر والأنثى،تتغير بمرور الزمن وتتباين تباينا شاسعا داخل الثقافة الواحدة ومن ثقافة إلى أخرى،أي إنها أدوار غير ثابتة ولا يجب أن تكون كذلك.وذكر الباحث مستشهدًا بقوله تعالى:(وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ? وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا) أن إبليس تحدى إرادة الله تعالى عن طريق أتباعه الضالين في التلاعب بخلقه،وهو ما نجده في بعض قرارات المنظمات الدولية،منها الترويج لنظرية النوع الاجتماعي (الجندر) التي تهدف إلى هدم الأسرة،والقيم الدينية ونشر الرذيلة.

وأكد أن الخطر الأكبر في (نظرية الجندر) يكمن في أنها تأتي تحت دعاوى خداعة،مثل (حقوق المرأة) و(تمكين الشباب) و(المساواة بين الجنسين) ونحو ذلك.أما أركان نظرية النوع الاجتماعي (الجندر) فتتمثل بإلغاء الفطرة الثابتة،وعدّ الأمومة خرافة،وإلغاء قوامة الرجل على المرأة،ونشر الشذوذ الجنسي،والدعوة إلى الإجهاض؛وكل ذلك مخالف لتعاليم ديننا،وتقاليدنا الاجتماعية.خُتمت الندوة بالدعوة إلى اليقضة والحذر من الدعوات المشبوهة،والالتزام بتعاليم ديننا الحنيف،الذي من شأنه أن يردّ تلك الشبهات،ويئدُها في مهدها.