حذرت دراسة مسحية من قيام بعض القنوات التلفزيونية الفضائية العراقية بنشر مضامين ومواد تعتمد على "ثقافة التفاهة" التي تعد واحدة من أخطر التحديات التي تواجه المجتمع العراقي في الوقت الحاضر.جاء ذلك التحذير في الدراسة المنشورة بمجلة نابو للبحوث والدراسات الأكاديمية التي تصدر عن كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل الموسومة "دور القنوات الفضائية العراقية في نشر ثقافة التفاهة في المجتمع" اعدها الباحث الدكتور وليد رشيد التدريسي في قسم الاعلام بكلية الفارابي الجامعة.

وأشارت الدراسة إلى أن العراق شهد منذ بدايات العام 2003 تنافس كبار السماسرة وأصحاب رؤوس الأموال ومعظم الأحزاب على افتتاح الكثير من القنوات الفضائية،وتعرض الجمهور لفيض جارف من المواد الإعلامية التي تعرض أنماط فكرية وقيمية يقوم مضمونها على ثقافة التفاهة المتمثلة بالسخرية والإستهزاء وخدش الحياء وإستخدام الألفاظ غير اللائقة والمناقشات السطحية وغيرها،ولا شك في أن البحث في مفهوم تفاهة المحتوى الإعلامي يتطلب دراسته من جوانبه المختلفة،غير أن هذا البحث اقتصر على معرفة الدور الذي تقوم به القنوات الفضائية العراقية في نشر ثقافة التفاهة في المجتمع،فضلاً عن معرفة التأثيرات المترتبة على قيام تلك القنوات بتناول هكذا موضوعات.

سعى هذا البحث أيضاً إلى دراسة العلاقة بين القنوات الفضائية وثقافة تفاهة المضمون مستنداً على الأدبيات الإعلامية ذات الصلة كالمراجع العلمية ونتائج البحوث والدراسات السابقة متبعاً المنهج المسحي لدراسة الجمهور بالإعتماد على الإستبانة كأداة للبحث التي شملت عينة من سكان مدينة بغداد ممن يشاهدون القنوات الفضائية العراقية بلغ حجمها (200) مفردة.

وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن النسبة الأكبر من أفراد عينة البحث اتفقت على أن ما تقدمه بعض القنوات العراقية من مضامين تحمل طابع التفاهة يُعد ظاهرة ملفته للنظر،كما اتفق عدد كبير من أفراد العينة على أن ما تقوم به هذه القنوات يُعد منافياً لدورها الحقيقي في توعية وتثقيف المجتمع فضلا عن قبول فرضية البحث القائلة " أن بعض القنوات الفضائية العراقية أسهمت في نشر ثقافة التفاهة في المجتمع،ووجود علاقة ارتباطية بين نوعية البرامج التي تقدمها القنوات ونسبة تأثر الجمهور بها".