ضمن فعاليات مهرجان بابل للثقافات العالمية الثاني عشر، وبالتعاون المثمر مع جامعة بابل ممثلة بكلية الآداب – قسم اللغة العربية، استضافت قاعة كلية العلوم ندوة أدبية بعنوان (وصايا خبرة أديب كبير في وصايا الكتابة)، وقد أثرى فعاليات الندوة الشاعر القدير الأستاذ أحمد الشهاوي من جمهورية مصر العربية الشقيقة، بينما أدارها بكفاءة واقتدار أستاذ اللسانيات الدكتور حيدر غضبان الجبوري، بحضور لافت لرئيس المهرجان الدكتور علي الشلاه، ونخبة من أساتذة اللغة والأدب وجموع غفيرة من طلبة قسم اللغة العربية.
افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية ألقاها رئيس المهرجان الدكتور علي الشلاه، أكد فيها على الأهمية الكبيرة لهذه الندوة ودور جامعة بابل المحوري في استضافة مثل هذه الفعاليات الثقافية التي تثري المشهد الأدبي وتعزز التواصل بين المثقفين، تبع ذلك كلمة لرئيس قسم اللغة العربية الدكتورة عدوية عبد الجبار الشرع، التي أعربت عن سعادتها الغامرة باحتضان القسم لهذه الندوة المتميزة واستضافة قامة أدبية بحجم الشاعر أحمد الشهاوي، مشيرة إلى أن هذه الفعالية تمثل فرصة استثنائية لأساتذة وطلبة القسم للاستماع إلى خبرة أديب مخضرم والتعرف على نصائحه وتوجيهاته القيمة في عالم الكتابة والإبداع الأدبي.
وشهدت الندوة مشاركات قيمة وإضافات ثرية من قبل الشاعر القادم من روسيا البيضاء فاديم تيرخين، والمترجمة والشاعرة المصرية الدكتورة سارة حواس، مما أضفى على اللقاء بعدًا ثقافيًا متنوعًا.
وقام الدكتور حيدر غضبان الجبوري بتقديم عرض موجز للسيرة الثقافية البارزة للشاعر القدير الأستاذ أحمد الشهاوي، واصفًا إياه بالقامة الأدبية المرموقة في الوطن العربي، ومبينًا أن الشاعر سيقدم خلال الندوة خلاصة تجربته الأدبية الغنية ورؤاه الثاقبة حول فنون الكتابة وأسرارها.
وفي مستهل محاضرته، أوضح الشاعر أحمد الشهاوي أنه سبق وأن قدم إشارات إلى وصايا الكتابة في سياق حديثه عن "عشق النساء" في كتابين صدرا له خلال عامي 2003 و2006، مشيرًا إلى أن (أدب الوصايا) يعد من الأجناس الأدبية العريقة المعروفة في القدم، وأن هذا النوع من الكتابة حاضر بقوة في أغلب ثقافات الحضارات القديمة.
وأضاف الشهاوي: "يوجد أكثر من 600 كتاب متخصص في وصايا الكتابة باللغة الإنجليزية، وقد تُرجم بعضها إلى اللغة العربية، في حين يندر وجود مؤلفات عربية تتناول هذا الجانب بشكل مباشر، وهو ما دفعني إلى تأليف هذين الكتابين."

واستعرض الشاعر جملة من أهم الوصايا التي يجب أن يتحلى بها الكاتب الطموح، مؤكدًا على ضرورة امتلاكه للفطرة والملكة الأدبية المتميزة كشرط أساسي، كما شدد على أهمية القراءة المعمقة والمتنوعة باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من عملية الكتابة، وضرورة امتلاك الكاتب لشغف دائم بالكتابة، والتحلي بالزهد والإتقان في العمل، وعدم الاستسلام لما يُعرف بـ "حبسة الكتابة" أو "متلازمة الصفحة البيضاء". وحذر الشهاوي من داء الغرور والتكبر على الآخرين، وأوصى بضرورة اختيار دور النشر المرموقة، والحرص على اختيار المادة الأدبية الجيدة، والكتابة بثقة وعما يحب الكاتب التعبير عنه بصدق.