نشرت التدريسية في مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية بجامعة بابل الدكتورة نادية جاسم كاظم الشمري،بالاشتراك مع الباحثة هالة مهدي خيري الدليمي بحثا بعنوان "عبد المطلب داود مهدي الحسيني الحلي ودوره في النهضة الادبية والفكرية 1865-1920" في مجلة ميسان للدراسات الاكاديمية للعلوم التطبيقية والانسانية،الصادرة عن جامعة ميسان.وبينت الدراسة ان العلامة عبد المطلب داود الحلي يعد من الشخصيات العراقية المتميزة في اطار دراسة تاريخ العراق الحديث والمعاصر وكان علماً من اعلام آل سليمان التي ساهمت بصورة فاعلة في الترويج للنهضة الادبية والفكرية الحديثة،بدعمها وتشجيعها للعلوم اللغوية والادبية،ونبع منها رجال علماء ومفكرون وفقهاء وشعراء وخطباء وأدباء،وكان فقيهاً وأديبا وشاعراً مشهوراً ومن اشهر رواد الحركة الفكرية في القرنين التاسع عشر والعشرين،امتاز بوفرته ونتاجه العلمي والأدبي متمثلاً بالشعر وتنوع اغراضه من غزل وفخر ورثاء وهجاء،فضلا عن ذلك جمعه وشرحه ونشره الدواوين الشعرية التي عدت محفلا لإنشاء الشعر ومنبراً يتساجل فيه الشعراء،ونماذج يقتدي بها علماء وأدباء عصره،وعدت مصادر أصلية يستقي الباحثون منها المعلومات الدقيقة في الوقت الحاضر.

وكشفت الدراسة ان الشعر يرتبط بالسياسة والحرب ارتباطا وثيقا والدليل الواضح على ذلك ان الشاعر عبد المطلب الحلي كان من طليعة الشعراء الحليين الذي بذل جميع مساعيه من اجل توظيف الشعر في العملية السياسية،وندد بالاستعمار الايطالي على طرابلس الغرب،وجسد شعر الحماسة بشكل صريح في قصائده الشعرية التي أججت مشاعر العرب وشجعهم على الجهاد ومواجهة الايطاليين الذين ارتكبوا أبشع الجرائم بحق العرب،فضلا عن ذلك افصح شاعر الحركة الدستورية عبد المطلب الحلي عن مشاعره الوطنية تجاه بلاده وشعوره بالفرح عندما عزل السلطان عبد الحميد الثاني وتنصيب محمد رشاد بدله،وجسد ذلك في قصائده الشعرية،لان الشعر السياسي عدّ شكلا من اشكال الثورة على الظلم والاستبداد والمناداة بوضع الدساتير التي تضمن حقوق وحريات الافراد وصولا الى اقامة العدل والمساواة بين كافة طبقات المجتمع،وهذا دليل واضح آخر على ارتباط الشعر بالسياسة.

وأوضحت الدراسة ان عبد المطلب لقب بشاعر الوطن لكثرة ما نظم من قصائد شعرية في الدفاع عن البلاد،فقد دعا تارة الى الاخوة بين الاتراك والعرب والتضامن بين ابناء الامة الاسلامية،وتارة اخرى قام بتشجيع ابناء العشائر والمقاتلين الشجعان للنهوض والتصدي للمحتلين الانكليز للعراق،واشاد في اشعاره الى المقاتلين النسور وحثهم على محاربة الانكليز وطردهم من ارض الوطن.