لطالما عانى شارع الستين في مدينة الحلة والذي يُعد شريانًا حيويًا بالمحافظة من تحديات مزمنة أثرت سلبًا على حياة السكان وسلامة العابرين. تتراوح هذه المشاكل بين الاختناقات المرورية المتكررة، والحوادث المؤسفة، إلى تراكم النفايات ومخلفات البناء، ناهيك عن التأخر المستمر في مشاريع الإكساء التي استمرت لسنوات طويلة دون تحقيق تقدم ملموس.
إن شارع الستين ليس مجرد طريق عادي؛ فمساره الطويل والمتشعب داخل المدينة وما يحويه من فروع متعددة واتجاهات مختلفة، يجعله نقطة محورية للحركة السكانية والتجارية والطبية الكثيفة. فالازدحام المستمربالإضافة إلى سوء حالة التبليط وانتشار الأتربة والغبار، يزيد الوضع سوءًا، خاصة خلال مواسم الأمطار حيث يتحول الشارع إلى بؤرة للمشاكل البيئية والصحية.
الآثار البيئية والصحية لتراكم النفايات :-
تُشكل النفايات المتراكمة في شارع الستين خطرًا بيئيًا وصحيًا جسيمًا، وتُساهم في تفاقم العديد من المشاكل منها :-
تغير المناخ والاحتباس الحراري :- تُطلق النفايات، وخاصة العضوية منها، غازات دفيئة مثل الميثان وثاني أكسيد الكربون عند تحللها، مما يُساهم في ارتفاع درجة حرارة الكوكب على المدى الطويل.
التشوه البصري والروائح الكريهة :- تُفقد النفايات المتناثرة الشارع مظهره الجمالي والحضاري، بالإضافة إلى انبعاث روائح كريهة تُؤثر على جودة الحياة في المناطق المحيطة.
انتشار الآفات والأمراض :-تُعد تجمعات النفايات بيئة خصبة لتكاثر القوارض والحشرات الضارة، مما يُشكل تهديدًا مباشرًا للصحة العامة.
تلوث المياه والهواء :- يُؤدي حرق النفايات إلى انبعاث ملوثات خطيرة في الهواء، مثل المواد التي تحتوي على الكلور والمعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق، وهي مواد تُسبب أمراضًا سرطانية وتُساهم في انتشار السموم في البيئة. كما تتسرب المواد السائلة والغازية السامة الناتجة عن تحلل المواد العضوية في النفايات، مثل أكاسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت، إلى التربة والمياه الجوفية، مما يُؤثر على جودتها ويجعل التربة غير صالحة للزراعة.
كيف نُحدث التغيير؟ ومتى؟
إن معالجة مشاكل شارع الستين تتطلب نهجًا شموليًا وتعاونًا بين مختلف الجهات المعنية منها :-
1. الاستكمال الفوري لمشاريع الإكساء :- يجب تحديد جدول زمني صارم لإنجاز أعمال التبليط والصيانة، مع ضمان جودة المواد المستخدمة لتجنب تكرار المشكلة.
2. إدارة النفايات بشكل فعال :- يجب وضع خطة متكاملة لجمع النفايات والتخلص منها بشكل دوري ومنظم، مع التفكير في حلول مستدامة مثل إعادة التدوير أو معالجة النفايات لإنتاج الطاقة. يمكن أيضًا نشر حاويات قمامة كافية وتوعية السكان بأهمية الحفاظ على نظافة الشارع.
3. تنظيم الحركة المرورية :- يتطلب الأمر دراسة شاملة للحركة المرورية في الشارع وفروعه، ووضع حلول هندسية للتقليل من الازدحامات، مثل إعادة تخطيط التقاطعات، أو إنشاء مسارات بديلة، أو تفعيل نظام إدارة مرورية ذكي.
4. تفعيل دور المجتمع :- يجب إطلاق حملات توعية مكثفة للمواطنين بأهمية الحفاظ على نظافة الشارع وسلامة المرور، وتشجيعهم على الإبلاغ عن أي مخالفات. يمكن للجامعة أن تلعب دورًا رائدًا في هذا الجانب من خلال تنظيم ورش عمل أو حملات تطوعية.
5. المساءلة والشفافية :- يجب أن تكون هناك آلية واضحة للمساءلة عن التأخير في تنفيذ المشاريع وسوء الإدارة، مع ضمان الشفافية في عرض الخطط والتقدم المحرز.
إن تحسين واقع شارع الستين ليس رفاهية، بل ضرورة ملحة لضمان بيئة صحية وآمنة لسكان الحلة، وتسهيل الحركة التجارية والاقتصادية في المدينة. إن معالجة هذه المشاكل اليوم ستُمهد الطريق لمستقبل أفضل وأكثر استدامة لأجيالنا القادمة. فهل نرى الحلول تُطبق قريبًا؟
# يرصد مركزنا الكوارث ويترك للجهات المعنية القادرة على ازالتها او الحد منها القرار ...... معاً لمستقبل افضل#
تاكات المحتوى: وحدة الحد من مخاطر الكوارث
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: abrar.saleh@uobabylon.edu.iq