بيئة جامعية تليق بالطموح تحديات النفايات وسوء التنظيم في جامعة بابل …

طباعة ورفع: ابرار صالح محي

عدد الزيارات: 18 مشاهدة

بواسطة مركز بحوث البيئة

كتابة وتحرير - ابرار صالح محي

تاريخ النشر: 2025/07/07

اخر تصفح: 2025/07/07


من المفارقات المؤلمة أن نرى صورًا تُوثق واقعًا لا يتناسب مع المكانة العلمية والأكاديمية لجامعة بابل. فالمشاهد من محيط بنايات الجامعة، وتحديدًا قرب كلية الزراعة وبعض المناطق المجاورة للسور، تكشف عن تراكم غير حضاري للنفايات، بل ونقل بعضها إلى خارج السور لحرقها. إن وصف هذه النفايات المزدحمة والمتراكمة بهذه الطريقة الخاطئة يجعل المرء يتساءل هل يعقل أن هذا المنظر هو جزء من بيئة جامعية، أم أنه موقع عشوائي للطمر خارج المدينة؟ إنه وصف ومنظر مؤلم لا يليق بمؤسسة تعليمية مرموقة …
جانب آخر من المشكلة تظهره الصور، وهو الفوضى في ركن السيارات في مناطق حول البنايات، فوق النباتات (الدغل) التابعة للتدريسيين في كلية الزراعة. هذا المشهد يعكس غيابًا لمواقف سيارات منظمة، مع العلم أن المنطقة المحيطة واسعة وكبيرة، وكان بالإمكان استغلالها بشكل أمثل لتوفير حلول حضارية لمواقف السيارات وهنالك ايضا خطران يهددان السلامة غياب الفرز والحرق البدائي .
و الأمر الأكثر خطورة في هذا السياق يكمن في نقطتين رئيسيتين :-
1. غياب عملية فرز ونقل النفايات خارج الجامعة حيث لا يوجد نظام فعال لفرز النفايات داخل الجامعة أو لضمان نقلها بشكل منتظم إلى مواقع التخلص المعتمدة خارج الحرم الجامعي. هذا الإهمال يؤدي إلى تراكمها وتحولها إلى بؤر للتلوث.
2. عمليات الحرق البدائية والمستمرة حيث ان هنالك عمليات حرق للنفايات بشكل بدائي ومستمر في الفضاء الذي تتراكم فيه النفايات …
هذا يعني بالطبع الانبعاث المأساوي للدخان المتدفق بسبب الحرق، والذي ينتقل تأثيره السيئ والخطير إلى البنايات التي يدخل إليها الطلبة والتدريسيون والموظفون. ولا يقتصر الخطر على المباني الجامعية، بل يمتد ليشمل الدور السكنية التي يقطنها التدريسيون داخل الجامعة أو بمحيطها، ولقد عانى سكانها كثيرًا من هذه المشكلة على مدى فترات طويلة …
هناك صور أخرى تعكس فداحة هذا الموضوع، فهل من حلول لهذا الوضع الذي يزداد سوءًا؟
نحو بيئة جامعية مستدامة دعوة للحلول والتغيير :-
إن معالجة هذه التحديات ليست مجرد تحسينات شكلية، بل هي ضرورة ملحة للحفاظ على صحة وسلامة منتسبي الجامعة وضيوفها، ولتعزيز مكانة جامعة بابل كمؤسسة رائدة. إن الحلول تتطلب خطة عمل متكاملة بمشاركة جميع الأطراف :-
1. نظام متكامل لإدارة النفايات: يجب على إدارة الجامعة بالتعاون مع الجهات الخدمية المختصة، وضع وتطبيق نظام شامل لإدارة النفايات يبدأ من الفرز من المصدر داخل الكليات والأقسام، مرورًا بتوفير حاويات كافية ومناسبة، وصولًا إلى النقل الآمن والمنتظم للنفايات إلى مواقع التخلص المعتمدة خارج الجامعة. يجب وقف جميع أشكال الحرق البدائي للنفايات فورًا.
2. توفير مواقف سيارات منظمة: يجب استغلال المساحات الشاسعة المحيطة بالبنايات، خاصة في كلية الزراعة، لإنشاء مواقف سيارات منظمة ومهيئة بشكل حضاري، تمنع ركن السيارات على النباتات وتُسهم في الحفاظ على المظهر الجمالي للجامعة.
3. برامج توعية بيئية: يتوجب على الجامعة إطلاق حملات توعية مستمرة لجميع الطلبة والتدريسيين والموظفين بأهمية الحفاظ على نظافة البيئة الجامعية، ومخاطر النفايات، وتشجيعهم على المساهمة الفعالة في فرز النفايات والالتزام بالضوابط.
4. الاستثمار في التدوير والحلول المستدامة: يمكن للجامعة أن تكون مثالًا يحتذى به في تطبيق مبادئ الاستدامة، من خلال استكشاف فرص تدوير النفايات داخل الحرم الجامعي، وتحويلها إلى موارد قيمة، مما يساهم في تقليل الأثر البيئي ويوفر فرصًا تعليمية وبحثية للطلبة.
5. المتابعة والمساءلة: يجب أن تكون هناك آلية واضحة للمتابعة الدورية وتقييم الأداء في إدارة النفايات وتنظيم الحرم الجامعي، مع تحديد المسؤوليات ومحاسبة المقصرين لضمان الالتزام بالخطط الموضوعة.
إن جامعة بابل هي منارة للعلم والمعرفة، وبيئتها يجب أن تعكس هذا الطموح والرقي. لنعمل معًا، كإدارة، وطلاب، وتدريسيين، وموظفين، لتحقيق بيئة جامعية نظيفة، منظمة، ومستدامة، تليق بمستقبل أبنائنا وبالحلة الفيحاء …
# يرصد مركزنا الكوارث ويترك للجهات المعنية القادرة على ازالتها او الحد منها القرار ...... معاً لمستقبل افضل#

اعلام جامعة بابل  

تاكات المحتوى: اخبار وحدة الحد من مخاطر الكوارث
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: abrar.saleh@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل