وصف رئيس قسم هندسة العمارة في جامعة بابل الدكتور حسام جبار الغضبان واقع العمارة الحالي في مدينة الحلة بأنه يعاني من العشوائية على مستويات متعددة،بدءًا من التخطيط العمراني وصولًا إلى الواجهات وارتفاع الأبنية،وأشار إلى أن غياب نظام معماري واضح أدى إلى عدم وجود هوية معمارية مميزة للمدينة،على الرغم من مكانتها التاريخية الفريدة.مؤكدا ان مدينة بابل تواجه تحديات لهويتها المعمارية سيما وإنها تُعد من أقدم المدن في العراق من الناحية التاريخية،وذلك لكونها تضم آثارًا عالمية ومراقد دينية ومؤسسات علمية،مما يمنحها هويتين تاريخيتين (بابلية قديمة وإسلامية) معرباً عن أسفه لعدم الاهتمام الكافي بتصميم المباني بحيث يعكس هاتين الهويتين،وأشار إلى أن الحل يكمن في وضع ضوابط حكومية تُجبر المصممين على تبني أنماط معمارية مستوحاة من التراث البابلي والإسلامي.

وبشأن مشكلات التخطيط العمراني أكد الدكتور الغضبان أن سوء التخطيط يعد المشكلة الأبرز التي تواجه المشاريع المعمارية في الحلة،وأشار إلى أن غياب نظام تخطيطي واضح أدى إلى انتشار المجمعات السكنية والمباني الحكومية بشكل عشوائي،مما تسبب بإزدحامات مرورية خانقة خاصة في أوقات الذروة،وفي هذا الصدد،أشاد بخطط المحافظات المجاورة،مثل كربلاء المقدسة والنجف الاشرف،لنقل المجمعات الحكومية خارج مراكز المدن لتخفيف الازدحام.وقدم الدكتور حسام الغضبان مقترحات واقعية بناءة لتحسين جمالية المشهد المعماري واستدامته في مدينة الحلة،أهمها التصميم الحضري المتكامل داعيا إلى الاهتمام بتصميم الشوارع والحدائق وأثاث الشوارع،مثل الإنارة والمقاعد والتشجير،لخلق بيئة حضرية جذابة،كذلك ان تكون شوارع المدينة متعددة الاستخدامات اذ شدد على ضرورة تحويلها إلى مساحات حيوية ونشطة على مدار اليوم،بدلًا من أن تكون مهجورة في أوقات معينة.

واكد ايضا على اعتماد التوسع الحضري الذكي سيما في ظل اختيار بابل عاصمة صناعية،واقترح إنشاء (مدن توابع) حول المدينة الرئيسية تكون مجهزة ذاتيًا بالقطاعات الصناعية والزراعية والصحية والسياحية،مع ربطها بشكل صحيح بشبكة طرق مخططة لضمان النمو المستدام.واختتم الغضبان تصريحه بالتأكيد على أن (متى وجد النظام،وجدت العمارة) مشيرًا إلى أن تحسين الواقع المعماري للمدينة يتطلب تبني رؤية مستقبلية واضحة تستند إلى تخطيط حضري صحيح وتصميم معماري مدروس.